الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إعادة تقييم 25 يناير

محمود حلمى

2013 / 9 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


لا يمكن بأى حال من الأحوال أن ننفصلَ الآن عن الواقع أو أن نغضَ الطرفَ عنْ المعطيات الجديده الآخذه فى الانكشاف على الساحه السياسيه المصريه. من المشين أن يكونَ المرءُ يابساً عند رأىٍ واحد و أن يُنكر الواقع كى تستمرَ العلاقه الرومانسيه بينه و بين بنات أفكاره ، لا بدَ أن يتسم الإنسانُ بالمرونه و أن يتكيف مع المعطيات الجديده كى يستطيعَ الاستمرار متعايشاً مع الواقع الجديد و إلا سيكونُ حينئذ منفصلاً عن الحقيقه غارقاً فى بحرٍ من الاوهام و هو ما لا يساعد على البقاء على الإطلاق. لذلك فإن ما سأقدمه فى هذا المقال هو إعادة تقييم لما يُسمى بثورة الخامس و العشرين من يناير و فقاً للمعطيات الجديده التى تُعبر فى رأيى عن المُحركات الخفيه لما حدث فى 25 يناير و قد أتبع ذلك المقال بلاحقٍ أفسر فيه الكثير مما أقول. فـهل كانت 25 يناير ثورةً حقاً ؟

أعمدة 25 يناير تتلخص فى ثلاثة أمور ؛

أولاً ، ما حدث يوم 28 يناير من حرق للأقسام و مراكز فرض النظام مما أدى إلى انفلات أمنى أحرج النظام و صدقنا يومـها أن الشعب الغير مُسيس هو من فعل ذلك و اختلقنا لذلك التفاسير المختلفه. و لكن بعد ما حدث من الإخوان المسلمين فور فض الشرطه لاعتصامى رابعه و النـهضه من حرق مُنظم لأقسام الشرطه فى مشـهد كربونى لما حدث يوم 28 يناير فإنّه من الواضح أنّ من سعى إلى حالة الانفلات الأمنى يوم 28 يناير هم الإخوان المسلمون و وقف الشعب مُتفرجاً يومها أو سـاهم عن طريق التعاطف و التأييد لكنّ الفعل أو الحدث نفسه مُدبر بنفس كيفية تدبير ما حدث بعد فض اعتصامى رابعه و النهضـه لأن لم يتوقع أحد أبداً أن يجرؤ الشعب المُكبل على ذلك الفعل و أنا الآن أؤيد تماماً أنّ ما حدث يوم 28 يناير كان عملاً مُدبراً من الإخوان المسلمين و فقط تعاطف معه الشعب بدليل تكراره بنفس الكيفيه من الإخوان المسلمين فقط بعد فض الاعتصامين و لكن دون أن يؤيده الشعب.

ثانياً ، اعتماد غالبية الشعب على قناة الجزيره الاخباريه فى معرفة الأحداث و إيمان المصريين الكامل بأنّ الجزيره تعبر عن الحقيقه و كذّبنا يومـها ما قيل من أنّ الجزيره تـهول الأحداث و تتبع أجنده سياسيه. و لكن بعد وصول الإخوان إلى السلطه و عزل محمد مرسى ، بدأت الجزيره تسلك مساراً مختلفاً تماماً و اكتشفنا أنـها تهول ما يحدث للإخوان ، فلما لم تكن قد هولت ما حدث بعد 28 يناير ؟ و لما لا تكون مُهوله لما يحدث فى سوريا ؟ بالفعل هى تعرض الحدث وفقاً لأجندتها السياسيه ليس إلا.

ثالثاً ، الضغط الدولى الذى فرحنا به و هلـلنا لجون ماكين حين أعلن أن نظام مبارك يجب أن يرحل. و غضضنا الطرف عن إعلان الغرب الاستعداد التام للتعاون مع الحكومات الإسلاميه فى شمالِ إفريقيا على الرغم من تناقض ذلك مع تصديرهم قبل ذلك فكرة الإرهاب الإسلامى و إعلانهم الحرب ضده و ذلك يتناقض تماماً مع التعاون مع الإخوان لكونهم منبع لتيارات الإرهاب الإسلاميه و لا أعلم حقيقة لما لم نفكر فى ذلك التناقض يومها ! أما الآن و بعد دعم الغرب الكامل لتواجد الإسلاميين فى مصر ، فقد انكشفت اليوم السياسات الحقيقيه التى اتبعوها يوم أيدوا 25 يناير ، فالأهداف ثابته و لكن تتغير الأفعال و الأحداث. السياسه هى استبدال نظام مبارك الذى مل الشعب وجوده و استبداله بتابع آخر عن طريق توصيل الإسلاميين إلى السلطه لأنهم أفضل تابع لأعظم سيد ذلك أنهم مجموعة من المرتزقه الاجتماعيه التى لا ترفض المجتمعات أو الفساد كما تدعى و لكن تسعى أن يقبلها المجتمع بل أن تقوده و أن تتحكم فى الفساد لا أن تكون فقط جزءاً منه و يعبرون عن ذلك الهدف عن طريق الإعلان برفض المجتمع و جاهليتهو من ثم الاستعلاء عليه و لكن ذلك الرفض هو فى حقيقته نتيجه لرفض المجتمع وجود الشخص الإسلامى قبل أن يكون إسلامياً. و بشكل عام فإن الإسلاميين هم أفضل من يُحافظ على سياسات الغرب الاقتصاديه و الاستراتيجيه فى المنطقه و اتضح ذلك بعد تودد الحكومات الإسلاميه إلى ما كانوا يسمونه بالغرب الكافر.

لذلك فأنا أعتقد أن 25 يناير ليست إلا محاوله مُنظمه لتـهييج الشعب للإتيان بالإخوان المسلمين مستغلين كونهم الفصيل الأكثر تنظيماً و الأوسع انتشاراً من حيث قاعدته الشعبيه- قد تحلى الإخوان بتلك القاعده ليس بسبب حب الناس فى فكر الإخوان ، لا أبداً ذلك أن أغلب المصريين لا يعرفون ما هو فكر الإخوان أو منهج سيد قطب أساساً ، و لكن تعاطف معهم الشعب لارتداءهم عباءة الله و معارضه النظام المكروه و لم يكونوا فى حقيقتهم معارضين له بل جزءاً منه- و قد انجر الشعب لتلك المحاوله ذلك أنّ نظام مبارك اتبع سياسات السوق الحر بشكل خاطىء بعيد تماماً عن حقيقة سياسات السوق مما أدى إلى تكدس الثروه فى بطون فئه محدوده و حرمان غالبية الشعب من الإنتاج الحقيقى للدوله إلى جانب سياسات التوريث التى أفقدت المصريين الأمل فى تغيير قريب. لذلك فأنا قد غيرت قناعاتى و أصبحت الآن أؤمن بالآتى : أنّ 25 يناير كانت وهماً و لم تكن ثورةً أبداً و أتبرأ اليوم من انتسابى إليها او اعترافى بـها كثوره ، ثانياً أن نظام مبارك الأمنى كان ناجحاً و ضرورياً فى ظل وجود جماعات كالإخوان المسلمين فى مصر و لم يذق نار النظام الأمنى بشده إلا من استحقها من إسلاميين و كان من الضرورى أن يتم اتباع سياسات قمع الرأى حمايةً من " نشطاء السبوبه " الذين لا يعرفون حقيقة الإسلاميين و قيمة و تبعات وجودهم فى المجتمع ، ثالثاً أنّ الثوره الحقيقه كانت يوم 30 يونيو يوم ثار الشعب على آخر بقايا الفساد و النفاق من الإسلاميين ، رابعاً أنّ إعاده تقييم نظام مبارك وفقاً للمعطيات الحاليه ضروره حتميه ، خامساً أنّ الخلاص من نظام مبارك أصبح ذا قيمه فقط حين تخلصنا من نظام الإخوان.
L








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بلطجي الإسماعيلية-.. فيديو يُثير الجدل في #مصر.. ووزارة الد


.. جدل بشأن عدد قتلى الأطفال والنساء في قطاع غزة




.. أكسيوس: واشنطن أجرت محادثات غير مباشرة مع طهران لتجنب التصعي


.. مراسل الجزيرة: المقاومة تخوض معارك ضارية ضد قوات الاحتلال ال




.. جيش الاحتلال ينشر فيديو لمقاومين قاتلوا حتى الاستشهاد في جبا