الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مطبعة اتحاد الادباء

حسين رشيد

2013 / 9 / 3
الادب والفن


1
ظل ولا يزال الاديب العراقي يعاني من كيفية طبع ونشر وتوزيع نتاجه الابداعي، في شتى الاصناف والمجالات الادبية، والامر يسري على باقي المجالات الفنية، والفكرية، والعلمية، والاقتصادية، والرياضية الخ. لتكون النتيجة ازمة حقيقية في طباعة ونشر وتوزيع الكتاب العراقي بشكل لائق وممنهج، يمكن من خلاله تقديم الادب والانتاج المعرفي العراقي لكل القراء والمتابعين في الداخل والخارج.
وقد يكون سبب الازمة الاول هو عدم وجود دور نشر وطباعة محلية جيدة، وان وجدت فهي في الاغلب عثرة اخرى في طريق الاديب العراقي لاشكالات جمة. لتتجه عينه الى دور النشر العربية، وهي الاخرى متفاوتة في كل شيء بدأ من السمعة والرصانة وحتى المصداقية في النشر والتوزيع والمشاركة في المعارض الخاصة بالكتاب. فدور النشر المعتبرة والمحترمة ذات السمعة الجيدة، تطلب ما يقارب الالف دولار عن طبع كتاب من الحجم المتوسط عدد صفحاته لاتتجاوز 150 صفحة بكمية الف نسخة. وهو مبلغ كبير بالنسبة لاغلبية الادباء العراقيين. لهذا السبب واسباب اخرى، اتجه بعض الادباء الى دور نشر عربية متواضعة الامكانيات، اذ تمكنت هذه الدور وبفترة قياسية من طبع الاف الكتب لأدباء عراقيين. شكى البعض منهم من عدم الالتزام بنوع الورق، وعدد النسخ المطبوعة، وبعض المسائل الفنية الاخرى. علما ان هذه الدور المعروفة للجميع، تطبع كل ما يصل اليها وبمختلف المستويات. لكن بسبب زهد مبلغ الطبع قياسا الى دور النشر المعروفة، وعدم وجود فاحص وخبير استشاري تجد تهاتف الكثير من الادباء بالطبع في هذه الدور المتواضعة بكل شيء.
اما دور النشر العراقية بشقيها، الاهلي والحكومي الممثل بدائرة الشوؤن الثقافية العامة، فتجدها بعيدة عن منال وامنيات الاديب والكتاب العراقي. فالدور الاهلية لا تمتلك رؤية حقيقية في العمل والتطوير، فالطباعة سيئة، التصميم غير متطور، الاسعار مرتفعة جدا، والشيء الاخر هو ان يعطي كل الكمية المطبوعة وعلى الكاتب توزيعهاو افتراشه في شارع المتنبي وبيعها. هذا من غير ذكر بعض اوجه النصب والاحتيال التي تمارسها بعض الدور الحديثة المنشئ. من خلال طبع ربع الكمية المتفق عليها مع الكاتب، بالاضافة الى المماطلة والتسويف والتاخير في استلام الكتاب. ويعلل اصحاب الشان ارتفاع اسعار الطباعة في العراق الى انقطاع الكهرباء المتواصل، مع ارتفاع اسعار الورق والاحبار، وارتفاع بدل الايجارات. اما الواجهة الحكومية الوحيدة والمختصة بهذا الشان الممثلة بدائرة الشؤون الثقافية العامة في وزارة الثقافة. فهي عاجزة عن مسايرة النتاج الابداعي العراقي، وايصاله الى خارج الوطن، كونها تفتقد الى الرؤية والاسترتيجة الصحية في العمل، بسبب تخبط الادارة في ذلك. بالاضافة الى الانتقائية والمحسوبية والازدواجية في اختيار ما يطبع من نتاجات تخضع بالدرجة الاولى الى مزاج هذه الادارة وقرب الاديب منها، مع الكثير من الاموار والاشكالات الفنية والادارية الاخرى، التي باتت تربك وتؤخر عمل الدائرة بشكل واضح وجلي، وهذا ما اشاراليه الكثير من الادباء والعاملين في هذه الدائرة.
2
يبلغ عدد اعضاء الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق قرابة ثلاثة الآلف عضو، ووفقا لامكانية الاتحاد المالية المتواضعة، وميزانيته المحدودة والخالية من اي دعم حكومي رسمي. يتعذر عليه في الوقت الحاضر شراء مطبعة خاصة به تساعد في حل هذه الازمة. في العام الماضي والعام الذي سبقه، تسلم ادباء العراق منحة الحكومة العراقية والتي تبلغ ما يقرب الالف دولار. ومن المؤمل ان يتم تسليم الدفعة الثالثة لهم نهاية العام الحالي. لو تم الاقتراح على الادباء من خلال فروع المحافظات، بدفع مبلغ مئة دولار من المنحة الحكومية لغرض شراء مطبعة حديثة لاتحادهم، ولو افترضنا ان نصفهم استجاب لذلك وتم جمع مبلغ 150 الف دولار، يمكن حينها شراء مطبعة جديدة وحديثة، تكون المنفذ الاول والرئيسي لطبع وتوزيع ونشر الانتاج الادبي العراقي وبسعر الكلفة. مع ضمان التوزيع الجيد في فروع المحافظات، وحتى الاتحادات العربية من خلال ارسال كمية معينة لكل فرع واتحاد. كذلك المشاركة في معارض الكتاب، المحلية والعربية. وطبع النشرات والبوسترات والاعلانات الخاصة بالمهرجانات والملتقيات التي تقام في بغداد والمحافظات، كما يمكن طبع مجلة الاتحاد "الاديب العراقي"، واي مطبوعات اخرى لجهات ثقافية واعلامية. كذلك يمكن ان تتحول هذه المطبعة مستقبلا الى دار طباعة ونشر وتوزيع، يمكن ان توزع ارباحها سنويا الى المساهمين فيها.
وربما يسأل سأل، ماذا لو لم يتم توزيع المنحة الحكومية هذا العام. اعتقد ان مبلغ المئة دولار ليس اعجازيا، وحتى ان كان صعب لبعض الادباء في الوقت الحاضر، يمكن التسجيل ودفع المبلغ لاحقا، شرط ان توضع فترة زمنية لذلك. ولاجل انضاج المقترح والمشروع يمكن تشكيل لجنة في الاتحاد تاخذ على عاتقها مفاتحة فروعه، وتسجيل من يرغب بذلك، كم يتم اعداد دراسة مفصلية للمشروع وادارته وكل الاموار الخاصة به. وبذلك نكون قد انقذنا الاديب والادب العراقي من اكبر مشكلة ومعضلة تواجه، وخلصناه من جشع وخداع وحيل بعض دور النشر المحلية والعربية. بالاضافة الى وجود مردود مالي للاتحاد يمكن الاستفادة منه في الكثير من القضايا والاشكالات والاموار التي يعاني منها الاديب والمثقف العراقي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص


.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض




.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة