الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا لا تقاوم غزة

طارق محمد حجاج

2013 / 9 / 3
القضية الفلسطينية


لماذا لا تقاوم غزة
بقلم/ طارق محمد حجاج
تساؤلات عديدة تجوب خاطرنا.. لماذا توقفت المقاومة؟؟ وما هي أسباب ومسببات الهدنة؟؟ هل تحقق الحلم الفلسطيني؟؟ أم هل حققت غزة مكاسب لم تحقق من قبل؟؟ أوهل ينعم المواطن الغزي برخاء وحياة كريمة لم يشهدهما من قبل؟؟
لماذا أوقفنا المقاومة وأجبرنا الآخرين على الانصياع لذلك بحجة المصلحة العامة؟؟ وإن كان هذا أقصى ما نصبوا إليه، فقد كان النعيم ماضينا دون أن نشقى.
أما على هامش الانقسام فقد نفضنا أيدينا من فكرة تحرير الضفة الغربية، وجلسنا نكيل التهم بالتقصير لأهلنا الصامدون في الضفة، ونعايرهم لعدم قدرتهم على تحريرها، أوليس إلزاما علينا بدلا من معاتبتهم وإذلالهم بها، وكأن خطة التحرير وضعت و قسمت، وأوعز لأهل غزة تحرير غزة، ولأهل الضفة تحرير الضفة، كان إلزاما علينا أن نكمل مسيرة التحرير من غزة نحو الضفة وباقي الأراضي الفلسطينية.
في بلد أصبح فيه عدم التفاؤل والتعبير عن الامتعاض والأسف على الواقع المتأزم المرير تهمة بدايتها "ترويج الشائعات" لإنهاء حكم الإسلام، ونهايتها "العمالة" لكسر إرادة وصمود الشعب الفلسطيني.
في بلدٍ تصل فيه نسبة مرضى الحروق في مستشفى الشفاء بسبب مولدات الكهرباء والشمع والبنزين إلى 75%. في بلدٍ يعيش القرن الحادي والعشرين - زمن العولمة – على جدول 8 ساعات قطع بلا كهرباء يليها 8 ساعات وصل في أحسن حالاته منذ أكثر من 6 سنوات حتى الآن، ومع ذلك لا يوجد بصيص أمل لحل هذه المعضلة الكارثية، حتى بات السكوت عليها علامة رضا والحديث في الحلول طالق بالثلاث.
كيف يمكن الاستمرار والعيش في بلد يتقدم لامتحانات التوظيف في مادة واحدة أكثر من عشرة آلاف خريج، بينما تكون الفرصة سانحة فقط لتوظيف العشرات؟؟ فما أوقح صياغتهم التي تقارب العبقرية لأسئلة الامتحان، فهم على علم بالنسبة الضئيلة المطلوب للتوظيف، هذا الإفراط في صعوبة وضع الامتحانات يولد لدى الخريج هاجسا بالفشل، بعدما تقدم للامتحان عدة مرات على أمل أن ينجح على الأقل حتى يكون لديه بصيص أمل بالوظيفة، مع العلم أنه مجبر للانتظار عام آخر لخوض المعركة الخاسرة من جديد.
إن من يطالب بتوفير فرص عمل وإيجاد حياة كريمة يسودها العدل والمساواة، ليس انقلابيا ولا متمردا ولم يطالب بإسقاط الحكومة ولا يلمس من قريب أو بعيد صمود الشعب ووحدة صفه.
فلا يهم من يحكم، سواء حزب "س" أو فصيل "ص" أو جماعة "د" طالما يعطينا الحق في ممارسة شعائرنا الدينية ويكفل لنا حقوقنا وواجباتنا ويوفر لنا حياة كريمة توفر أدنى متطلبات الحياة، ويحافظ لنا على الآداب والحريات العامة والحرية الشخصية، ويحكم على مبدأ العدل والمساواة والديمقراطية.
أما أن تعسفنا لا لأجل جرم ارتكبناه إنما لأن تسمية الحكومة تبوتقت في قالب ظاهره ديني إسلامي، فهذا إسفاف وانتهاك لكل الأخلاق والتعاليم والنصوص والأصول الدينية، فالحكم الإسلامي ليس منة على المسلمين لتحاجج به الناس بسبب ما اقترفتموه من أخطاء وتقصير بحق العباد.
في بلدٍ أصبح اسما أمانينا التعرف على عامل في محطة وقود أو عامل في شركة تعبئة الغاز، فهذا المارد الجبار يستطيع أن يوفر لك جالون بنزين مصري "سوبر" لتضع نصفه في مولد الكهرباء لتنير بيتك، والنصف الآخر لتفاخر به أمام الناس.
يعزو بعض فلاطحة السياسة والاقتصاد من المتمرسين في غزة هذه الجلطة الدماغية في حال قطاع غزة إلى عدة عوامل وأسباب، هي:
الاحتلال، والاحتلال الإسرائيلي، والاحتلال الغاشم، ثم الاحتلال الظالم، وأخيرا الحصار الخانق..
وللتوضيح فهذا الحصار بدأ في العام 2007 واستمر إلى الآن، ولا مندوحة في أن الحصار الخانق الذي استمر حتى العام 2008 قد تم تخفيفه بعد هدنة حرب 2008/2009 واستمر هذا الوضع حتى صفقة التبادل بشاليط، والتي أسفرت عن تخفيف الحصار أيضا، وفي العام الحالي 2013 وبعد اغتيال الجعبري، وافقت إسرائيل على الهدنة مع تسهيلات جديدة لقطاع غزة..
مما لا شك فيه أن الفترة السابقة على حرب 2008/2009 وهي الفترة السابقة أيضا على وجود الأنفاق، كانت الأشد في الحصار على غزة وبالفعل كان هناك حصارا خانقا شل جميع مناحي الحياة..
أما الفترات اللاحقة فكانت تسويقا وتهويلا للحصار، ببساطة لأن حجم التجارة في الأنفاق تساوي أضعاف أضعاف حجم الواردات من المعابر الإسرائيلية، ناهيك عن أن المعابر الإسرائيلية التي كانت تعمل قبل 2007 عادت للعمل الآن ولكن ببعض التغيرات والتشديد على بعض المواد، والتي يتم الاستعاضة عنها بإدخالها من أنفاق التهريب مع الحدود المصرية.
ومع ذلك لم يطرأ أي تغيير نحو الأفضل في قطاع غزة، فما هي المشكلة؟؟؟
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. على خطى حماس وحزب الله.. الحوثيون يطورون شبكة أنفاق وقواعد ع


.. قوة روسية تنتشر في قاعدة عسكرية في النيجر




.. أردوغان: حجم تجارتنا مع إسرائيل بلغ 9.5 مليارات دولار لكننا


.. تركيا تقطع العلاقات التجارية.. وإسرائيل تهدد |#غرفة_الأخبار




.. حماس تؤكد أن وفدها سيتوجه السبت إلى القاهرة