الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وللمظاهرات شجون

محمد خليل عبد اللطيف

2013 / 9 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


ان تخرج متظاهرا لتعبر عن موقفك فهذا شيء جميل ومحترم الا ان ذلك لا يجعل من خروجك بطولة.
ان تقمع متظاهرا طالب بحقه او بحقوق آخرين او عبر عن وجهة نظره فهذه سفالة ودناءة ولكنها ليست إجراما.

العراق أيتها السيدات وأيها السادة يتلمس طريقا للديمقراطية نحتته الشعوب الديمقراطية لأجيال وضحت وتعلمت وانتكست وصححت ونحن نريد ان نكون ديمقراطيين بغمضة عين بعد نصف قرن من الديكتاتورية والاجرام ... لا بل نريد ديمقراطية نفصلها كل على مقاسه ونحرم الطرف الآخر منها كانه عدو وعميل وخائن ... اول مبدأ في الديمقراطية ان تحترم حق الآخر في إبداء رأيه دون مصادرة ودون تخوين ... ادحض الرأي الآخر ... ناقشه ... سفهه ... استهزئ به ... ذلك حقك ... ولكن لا تتهم ولا تخون ولا تصف بالعمالة الا بدليل دامغ تقدمه للقضاء لا للنقاش.
مظاهرات العراق في اليوم الأخير من اب كانت مثالا رائعا للديمقراطية ومحاولة تعلمها رغم محاولة شيطنة الدولة للمتظاهرين ورغم محاولة بعض المتظاهرين شيطنة الدولة ... في بغداد لم تصرح السلطات بالتظاهر ومع ذلك حدث التظاهر رغم أنف السلطة والنواب ... لم يسقط قتيل سواء من المتظاهرين او من الشرطة ولم يذهب احد إلى المستشفى في حالة خطرة بين الحياة والموت لا في بغداد ولا خارجها... أليست هذه لوحدها حالة تستحق الإشادة ؟
كما أسلفت نحن نحبو على طريق الديمقراطية الوعر والطويل ... الشرطة والجيش تتعلم كيف تتصرف مع المتظاهرين ... والمتظاهرون يتعلمون كيفية التظاهر والتعامل مع قوات الشرطة والجيش .
نعم ... حدث ضرب وتعسف وإهانة وأشك بان الإهانة كانت من جانب واحد ولكن الا يحدث ذلك في الغرب الديمقراطي عندما يتجاوز المتظاهرون حدودهم او حين تكون المظاهرة دون تصريح؟وأؤكد هنا أنني لا أقارن دول عريقة في الديمقراطية بالعراق ولكن الشيء بالشيء يذكر.
لن أقارن بسوريا او ممالك وجمهوريات تعصف بها الديكتاتورية ... ولكن لكم في مظاهرات استانبول وقتلاها حياة يا أولي الألباب ... هذه مصر التي صدعوا راسي بحكمة جيشها والألف قتيل في مظاهراتها الأخيرة ... هذه البرازيل والعنف الذي استعمل مع متظاهريها ...
رأفة بشعبكم ووطنكم أيها الجيش وايتها الشرطة وأيها المتسلطون من النواب والسياسيين.
رأفة بأنفسكم وبجيشكم وبشرطتكم أيها المتظاهرين ففيهم الصالح والطالح مثلكم بالضبط.

همسة أخيرة ... استمروا بالتظاهر ... استمروا بالمطالبة بحقوقكم ... استمروا في إظهار أنكم تتعلمون الديمقراطية للعالم ... تعلموا من اخطائكم ...الأمة التي لا تتعلم من أخطائها لا تستحق الحياة.

والعراق من وراء القصد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تساهم ألمانيا في دعم اتفاقية أبراهام؟| الأخبار


.. مروان حامد يكشف لـCNN بالعربية سر نجاح شراكته مع كريم عبد ال




.. حكم غزة بعد نهاية الحرب.. خطة إسرائيلية لمشاركة دول عربية في


.. واشنطن تنقل طائرات ومُسيَّرات إلى قاعدة -العديد- في قطر، فما




.. شجار على الهواء.. والسبب قطع تركيا العلاقات التجارية مع إسرا