الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاستبداد البريطركي

أنس القاضي

2013 / 9 / 3
اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن


لو كان يعلم إن قيامه بتمزيق صورة (جيفـارا) الخاصة بابنه يعني إنه بأنه ابدأ مدى ضعفه وتقهقره أمام فكرة الشيوعية والنضال العمالي لما فعل ذالك ،هذا ما حدث بين أحد الرفاق اليساريين ووالده اليميني ،فهل كان ما حدث امتداداً لحروب المعسكر الاشتراكي والإمبريالي !
كثيرة من هذه القصص وبسيناريوهات مختلفة تحدث في كل بيت لا ديمقراطي ،الاستبداد الأبوي يرجع إلى العصور الأولى من تطور الإنسان وتحوله من نظام العائلة الأموية إلى العائلة الأبوية مع بدء تراكم -الملكية الخاصة- في نهاية فترة المشايعة ، وتكرس هذا الاستبداد في أبشع صوره في مرحلة الإقطاع،وما تبقى اليوم هو من مخلفات تلك المرحلة التي أعادت إنتاج نفسها في إطار المصالح العائلية والطبقية اليوم، وعادة يأخذ الأب سوطه من منطلق انه هوَ من ينفق على أولادة وبالتالي فإن مثل نهاية هذه القصص تكون بالسعي(من الأبناء) لتحرر الاقتصادي ومغادرة البيت الأبوي والبحث عن مصدر دخل، وقد يترتب على ذالك مشاكل أكبر تهدد المُجتمع ، فقد ينحرف الولد إذا كان لا يحمل ما يكفي من القيم لتحميه من الثقافات المتباينة (خاصةً في المدينة) وإذا أخضعه الواقع الاجتماعي بعنف ليسير في درب الجريمة .
الاستبداد الأبوي في العالم العربي جزء منه كرسته الثقافة الإسلامية التي صنعتها السُلطة فالخضوع لرب الأسرة يعني الخضوع للسلطة السياسية لولي الأمر"ولو جلد ظهرك" ،وهكذا تكرست ثقافة الاستبداد وأصبحت جزء من العادات والتقاليد والمعتقدات الدينية ، حتى أن الأب المُتعلم والتي يُفترض انه تحرر وعياً وثقافةً يخشى أنه إذا لم يستبد أولاده حتى في مظاهرهم الشخصية أَن يسخر الناس منه ويُقال عنه أنه "لم يعرف أن يُربي" وهكذا يُصبح ولده ضحية أراء الناس ويُصبح الأب نفسه ضحية تقلبات مزاج المُجتمع فيُسقط هذا الاستبدادي على الجيل الثاني ، بينما هناك فرق شاسع بين التربية التي تعني أن يزرع هذا الأب القيم الأخلاقية الإنسانية في فكر ولده وجزء من زرع هذه القيم وهذه التربية هي سلوك الوالد نفسه.
وفي مرحله ما -يضطر- الأب بنفسه إلى أن يُقوم سلوك ولده حين يخرج عن الآداب العامة ويتصادم مع مصالح الناس أو مع القانون ،وهكذا وكالأنظمة البوليسية التي تجمع السلطات بيد واحده يُصبح الأب مُشرع وقاضي ومنفذ ويُصبح العنف ألطريقه الوحيدة لفرض (القناعات الأبوية) وإن كانت سليمة تماماً، يُريد الأب أن يكون ولده نسخه عنه تماماً بل ربما ويُحمله ثاراته وعُقده ومشاكله ،وقد يكون الدافع للاستبداد الأبوي هو الإفراط في الاهتمام بمصلحة الابن هذه المصالح التي يراها هوَ ويحددها هو ويستحيل بأن يقتنع بأنه يُمكن أن يكون هناك مصلحه خارج إطار مصالحه مُتجاهلا حركة الزمن وتغير الحيثيات التي تحكم الواقع الاجتماعي الاقتصادية والسياسية والثقافية التي بدورها تخلق مصالح جديدة وأدوات وأساليب جديدة في التعامل(الصراع) مع هذا الواقع الاجتماعي وإلا كان الإنسان لينقرض .!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - انا في عرض المجمع اللغوي
طائر البطريق ( 2013 / 9 / 4 - 01:40 )
اسمها الاستبداد البطركي نسبة لبطرك
و يجوز الاستبداد البطريركي نسبه الى بطريرك
و لكن البريطركي تغضب اللغة و المجمع اللغوي

اخر الافلام

.. -عفوا أوروبا-.. سيارة الأحلام أصبحت صينية!! • فرانس 24


.. فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص




.. رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس


.. انقلاب سيارة وزير الأمن القومي إيتمار #بن_غفير في حادث مروري




.. مولدوفا: عين بوتين علينا بعد أوكرانيا. فهل تفتح روسيا جبهة أ