الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليسار العراقي ومشكلة الدين والقومية

سليم مطر

2005 / 5 / 19
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


اليسار العراقي ومشكلة الدين والقومية
ان الخطوة الهامة المطلوبة من اليسار العراقي ولكي يتخلص بصورة جريئة وصحيحة من كل خطاياه السابقة: ان يراجع بصورة جذرية مواقفه التبسيطية من اهم معضلتين تواجهان الامة العراقية، حاليا: المشكلة الاقوامية(القومية) والموقف من الدين.
على اليسار العراقي ان يتخلص من ذلك الاستسهال بالتنظير المكرر والمستنسخ من ايام (المغفور لهما) الحاج (ستالين) والملا (ماو طزي طونق).
فمن الناحية الاقوامية، هنالك مشكلة حقوق الاكراد والتركمان والسريان، ومخاطر الصراعات الاقوامية المتصاعدة. اما الناحية الدينية، فهناك المد الاسلامي بتنوعاته الشيعية والسنية، وخطر الصراع الطائفي وتأثير القوى الدينة على الدولة والمجتمع.
اننا نقترح ان يتم التعامل مع هاتين المشكلتين كالتالي:
المشكلة الاقوامية
من الضروري رفض ذلك الشعار السوفيتي العتيق عن (حق تقرير المصير).
اولا، لأنه غير عادل، ولا يطبق الا على الشعوب التعبانة. فليس هنالك امريكي واحد يطالب به بالنسبة للسود مثلا، ولا احد بريطاني يطالب به بالنسبة للايرلنديين او الاسكلنديين. ولا احد فرنسي يطالب به بالنسبة للكورس والباسك والالزاس والبروتون.. فلماذا نصر نحن على تكراره من ايام ذلك الخروشوف وحتى الآن؟!!
ثانيا، لأنه ايضا غير عادل وغير عملي بالنسبة لباقي الفئات العراقية. فلماذا فقط الاكراد وحدهم يحق لهم التحدث عن حق تقرير المصير.. لماذا لا التركمان ايضا، والسريان كذلك.. بل يمكن ايضا للشيعة والسنة كذلك.. بل لماذ لا نطالب ايضا بالنسبة للمحافظات الكردية الثلاثة حيث يقطن حوالي مليون تركماني وسرياني!! وهذا يعني ان العراق سيصبح (يوغسلافيات) عديدة، والف مبروك لاسرائيل ولامريكا لوحدتهما الابدية.
ثالثا، ان هذا الشعار غير عملي، لأنه يجلب لنا المشاكل مع دول الجوار ويجعلها تدخل وتتآمر على بلادنا، خوفا من ان يشيع (حق تقرير المصير) بين شعوبها، وهذا هو الحاصل..
ان التأكيد المبدأي والحقيقي على وحدة الشعب العراقي، مع احترام حقوق الجميع واشراكهم الفعلي بادارة الدولة، لهو المطلب المعقول والعملي والواقعي والعادل المفروض تبنيه من قبل اليسار العراقي.
المشكلة الدينية
من الضروري التخلي عن ذلك الشعار السوفيتي العتيق عن(العلمانية وفصل الدين عن الدولة والمجتمع).
اولا، لأن شعار العلمانية وفصل الدين عن الدولة، هو شعار خاص بالفرنسيين وحدهم، ولا احد يكتبه في غالبية دساتير العالم الغربي. ان شعار( الديمقراطية والتعددية) كافي تمام التمام لللاستغناء عن تلك العبارات الجوفاء عن(العلمانية وفصل الدين عن الدولة).
ثانيا، لنأخذ مثال اسرائيل، مدللة العالم الغربي و(نموذجه الديمقراطي !!)في صحراء التخلف العربي. هل هنالك حقا كلمة (علمانية) وفصل للدين عن الدولة؟!
ثالثا، ان (المعتقد الديني) مثل أي معتقد، له الحق بالتواجد في المجتمع وفي الدولة حسب وزنه السياسي وتأثيره في الثقافة والمجتمع. ان شعار (فصل الدين عن الدولة) يمكن ان يعني (فصل كل عقيدة عن الدولة)؟!
ان سر عزلة اليسار العراقي وفشله بكسب الشارع، يكمن اساسا بتخليه عن عن طروحاته المعادية للامبريالية، وتوجيه كل طاقته لمحاربة الدين. ان اليسار العراقي تبني بصورة طفولية ساذجة الصورة الدعائية العنصرية الغربية عن (الاسلام): ارهاب وتعصب؟! من الضروري جدا ان يغير اليسار العراقي موقفه المتعصب والمغلق والتابع هذا:
ـ ان يتم التمييز بين التيارات الاسلامية المختلفة. فهنالك التيارات المتفتحة التي تستحق التقارب والتحالف، وهنالك التيارات المغلقة المتعصبة التي تستحق الادانة والرفض.
ـ ليكف اليسار العراقي عن تبجحه التلميذي المتعنت بالالحاد واحتقار الميراث الديني. والكف عن ذلك الطرح العنصري ضد التاريخ الاسلامي باعتباره تاريخ تعصب وعبودية ومجازر واغتيالات للمبدعين. بينما يتم بنفس الوقت، تقديس الميراث الاوربي والتغاضي عن حروبه القومية ومجازره االعنصرية والدينية، والتباهي بمعرفة اعلامه وتقديمه على انه افضل من التاريخ الاسلامي؟! انها (عقدة الخواجة) باتعس اشكالها.
باختصار نقول، يتوجب التأكيد على موقف اكثر انفتاحا ازاء الدين والمتدينين والتأكيد على مطلب التعددية والديمقراطية في الحديث عن علاقة الدولة والمجتمع بالدين، بدلا من هذه (لعلمانية وفصل الدين عن الدولة). والله مع المتوكلين..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بالركل والسحل.. الشرطة تلاحق متظاهرين مع فلسطين في ألمانيا


.. بنعبد الله يدعو لمواجهة الازدواجية والانفصام في المجتمع المغ




.. أنصار ترمب يشبهونه بنيسلون مانديلا أشهر سجين سياسي بالعالم


.. التوافق بين الإسلام السياسي واليسار.. لماذا وكيف؟ | #غرفة_ال




.. عصر النهضة الانجليزية:العلم والدين والعلمانية ويوتوبيا الوعي