الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحلقة الثالثة والخمسون من ثورة 14 تموز

وصفي أحمد

2013 / 9 / 3
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


العامل العرقي ( الأثني ) يلعب دوره في مكان العائلات الارستقراطية
وإذا كان للتدين حساب ضئيل جدا في تكوين أرستقراطية المسؤولين القديمة , فقد كان العامل العرقي يلعب دوراً صريحاً في هذا التكوين , من ناحية أخرى . وخلافاً للسادة ملاك الأراضي الذين تحدثنا عنهم , الذين كانوا عرباً أو أكراداً أو فرساً , فإن الكثيرين من البيرقراطيين الملاكين كانوا في الأصل من السلالات القديمة الحاكمة , وبكلمات اخرى , فقد كانوا أتراكاً , ولكنهم أتراك أقاموا عاشوا مدة طويلة في العراق . وهكذا فالبازركيون , أحفاد بازركان باشا , والي بغداد من 1690 وحتى 1693 . وعائلة المميز , أحفاد حسن باشا , والي بغداد من 1704 وحتى 1723 , من دم تركي , و الاوجيون , الذين توارثوا عملياً لعقود كثيرة منصب متصرف كركوك , و الجادرجيون الذين قدموا لبغداد العثمانية اثنين من رؤساء بلديتها , و الشوربجيون الذين كانوا في الأصل – كما يدل اسمهم – يرتبطون بإمداد القوات العثمانية بالمؤن . وكان أجداد هذه العائلات الثلاث قد وصلوا إلى العراق مع السلطان مراد الرابع , سنة 1638 , وكوفئوا على الخدمات التي قدموها بمنحهم أراضي في العراق . وكانت العائلات التركية الأخر ذات الشأن هي : الدفتري , أحفاد الدفتردار , أو الخازن , علي رضا باشا اللاز ( 1831 – 1842 ) , الأورفلي , وكان جد هذه العائلة آغا , أو زعيماً للانكشاريين ( الجيش العثماني المحلي المحترف ) في أيام داود باشا ( 1817 – 1831 ) , و النفطجي , التي شغل أفرادها طويلاً مركز المتسلم , أو نائب متصرف كركوك , وكانت لهم سيطرة مطلقة وخاصة بهم على ينابيع النفط في هذه المنطقة .
وكان العنصر الأخر المكون لهذه الشريحة من أصل قوقازي , ويشمل أيضاً عائلات غير مملوكية كما يشمل عائلات ترجع أصولها مباشرة إلى المماليك . ومن هؤلاء الأخيرين عائلتا شوكت و سليمان . وكان مؤسس بيت شوكت , الذي برز في السياسة في العهد الملكي , هو أحمد آغا , وهو قوقازي كان قائداً للانكشاريين في بغداد أيام المماليك . أما
مؤسس عائلة سليمان فهو طالب آغا ,الذي كان عبداً لسليمان باشا العظيم ( 1780 – 1812 ) , وكان قد اختطف وهو صبي من جورجيا , ونشأ مع داود آخر المماليك , الذي أصبح باشا لبغداد سنة 1817 فعّينه كهية عنده , أو وكيله الأعلى , وينتمي إلى هذا العائلة كل من اللواء محمود شوكت , الذي لعب دوراً كبيراً في الاطاحة بالسلطان عبد الحميد سنة 1908 , وأخوه نصف الشقيق حكمت سليمان الذي كان رئيساً لوزراء العراق في الفترة 1936 – 1937 .
وكان أشهر البيوت القوقازية من غير المماليك هو بيت الداغستاني , الذي يمتد نسبه إلى الحكام المطلقين لداغستاني , احدى جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق , واحد أبناء هذا البيت هو المشير محمد باشا الداغستاني , خريج أكاديمية سان بطرسبرج العسكرية , والقائد السابق لحرس السلطان , وقد طرد من اسطنبول لاتهامه زوراً بتنظيم انقلاب فاشل ضد السلطان عبد الحميد الثاني , وكان في العقود الأخيرة من العهد العثماني أكبر أعيان حي الميدان في بغداد , وكان قد تسلم بين الحين والآخر منصب الوالي أو قائد القوات العثمانية . وكان ابنه غازي قد تسلم منصب نائب رئيس الأركان في الخمسينيات من القرن الماضي ثم أصبح قائداً للفرقة المدرعة الثالثة . وكانت عائلة الفارسي أقل بروزاً , وهي عائلة تعود أصولها إلى محمد بارتاو , وهو لاجيء تتري ارتقى في الثلاثينيات من القرن التاسع عشر إلى منصب (( كاتب الفارسي )) اي سكرتير الباشا للشؤون الفارسية .
وصفي السامرائي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. VODCAST الميادين | حمة الهمامي - الأمين العام لحزب العمال ال


.. غريتا ثونبرغ تنضم إلى آلاف المتظاهرين لأجل المناخ في هلسنكي




.. نيران تأتي على البرلمان الكيني إثر اقتحامه من آلاف المحتجين


.. ماكرون: -برنامج اليمين واليسار سيؤديان الى حرب أهلية في فرنس




.. جون أفريك: -تحقيق حول الأصول الجزائرية لجوردان بارديلا- زعيم