الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طبول الحرب فى سورية تنذر بفناء العرب

محمود جابر

2013 / 9 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


لأول مرة منذ عدة عقود أرى ان الموقف الرسمى المصرى يمثلنى ويمثل اغلب المصريين وتحديدا فى لقضية السورية، على الرغم أنه جاء ادنى من المستوى المطلوب، ولكن كون مصر اليوم تقف فى وجه دول الخليج بعد كل هذا العطاء والمنح خاصة من العربية السعودية الا ان كل هذا لم يفت فى عزم رجال الدولة المصرية، وما يشرفنى ان الموقف المصرى لا يعبر فقط عن الامن القومى المصرى ولكنه يمثل صمام الامان للامة العربية وللجغرافيا السياسية العربية التى يمكن ان تنهار مع اول طلقة تجاه سورية . وإذا كانت سورية تعنى لواشنطن وآوروبا واسطنبول وعموم الخليج احد محاور الحلف الآخر، وتعنى للحلف الاخر- طهران ، موسكو ، حزب الله- رأس الجسر الممتد من جبال الهندكوش الى البحر المتوسط، فإنها بكل تأكيد تعنى لمصر البوابة الشرقية وامنها الاستراتيجى، وسقوط سورية – لا قدر الله- يعنى سقوط مصر أولا، ونهاية الاقليم العربى ثانيا، وحرب اقليمية ذات طابع دولى ثالثا.

وبما أن الموقف الرسمى المصرى يعبر عنى فإننى بهذا الخصوص اتوجه الى صانع القرار المصرى بما هو آت.
أولا: إن الضربة الامريكية القادمة سواء كانت عقابية أو ذو أهداف اوسع من ذلك، وسواء فى حالة الرد من قبل سورية وحلفائها او فى عدم الرد فإن كل هذه الامور على السوء تعنى عزلة مصر اكثر وأكثر واقتراب الخطر من القاهرة .
على صانع القرار المصرى ان يدرك أنه وحده هو الخاسر الاكبر فى هذه المعركة، وانا هنا لا ادعوه الى خطاب راديكاليا ومواقف عنترية لا يحتمله الحال، ولكن وبما أن الضربة على سورية اصبحت وشيكة الوقوع، فعليا أن نبدأ فى الاتى :
- يجب اقناع جميع اطراف الازمة الاقليميين والدوليين ان الضربات العسكرية لن تنهى الازمة السورية بل ربما تزيد الأمور ارتباكا وسوء.
فاذا كان كل طرفى الصراع يمثل عدوا لطرف من الاطراف فإن الضربة العسكرية سوف تقوى طرف على الاخر وهذا يعنى استمرار الازمة والعداء.
وعليه فإن اى عمل عسكرى لابد أن ينظر ابعد من الحرب، وهذا مالم يحدث حتى الآن .
- على السلطة المصرية أن تتقدم بمبادرة وحوار مع كافة الاطراف السياسية للازمة عن طريق حوار جدى وان تتعهد مصر بوزنها ومعاونة اصدقائها فى الاقليم بالخروج من هذه الازمة .
- على مصر أن تقود محورا عربيا لحل هذا الازمة على أن يدرك هذا المحور انه فى حالة أى ضربة على سورية دون رد من الجانب السورى او حلفائه فإن شمال سورية سوف يستقطع من العرب ويصبح فى عهدة الاتراك، وهذا يدخلنا الى ابعاد تفكيكية لكل شمال الاقليم من منطقة كردستان العراق وصولا بسواحل البحر المتوسط.
وانه فى حالة الرد على العدوان فإن الرد سيكون وفق نمطين :
الاول: رد محدود وموجع لبعض الاهداف الاسرائيلية والتركية وهذا يعنى أن تحالف سوريا ايران حزب الله سوف يكسب مزيدا من الارض وومزيدا من الوجود على الارض العربية وفوق جثث السوريين، وربما يحدث تقاسم نفوذ على دماء السوريين وارض العرب، ونخرج من هذا المولد كما يقول المثل المصرى " بلا حُمُص".
الثانى: اما اذا كان الرد مفتوحا ومباشرا فهذا يعنى حربا اقليمية باطراف دولية تنهى الوجود العربى ولن تكون اى دولة فى الاقليم وخاصة الخليج بعيدة عن خطر الحرب ومرمى النيران .
العدوان على سورية هى حرب بالوكالة فى المقام الاول، وليس من مصلحة اى طرف عربى أن تخرج طلقة من اى فوهة بندقية لا من هذا الجانب ولا من ذاك لانها سوف تكون نهاية للجميع، وان باقى لاطراف تدخل الى ساحة هذه الحرب بدم بارد.
ان ضرب سورية يعنى تفكيك العراق وتفكيك العراق يعنى تقسيمه اقليميا من شمال الجزيرة وصولا الى الخليج وهذا بدوره يؤثر على اشكال العديد من الدول العربية والخليجية خاصة، ويفتح شهية تلك الاطراف للاسراع والدخول الى معركة اليمن النائمة فوق برميل البارود الذى لا يحتاج الى انفجارة اكثر من عود من الثقاب وهنا تكون قد وقعت الواقعة .
الموقف الان لا يحتاج الى تردد ولكنه يحتاج الى عمال فانيار سورية يعنى انهيار ما تبقى من الجغرافيا العربية الى الابد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد ما حدث لناطحات سحاب عندما ضربت عاصفة قوية ولاية تكساس


.. المسيرات الإسرائيلية تقصف فلسطينيين يحاولون العودة إلى منازل




.. ساري عرابي: الجيش الإسرائيلي فشل في تفكيك قدرات حماس


.. مصادر لـ-هيئة البث الإسرائيلية-: مفاوضات إطلاق سراح المحتجزي




.. حماس ترد على الرئيس عباس: جلب الدمار للفلسطينيين على مدى 30