الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا جدوى من التنظير من على منصات الفيس بوك

سنان الخالدي

2013 / 9 / 4
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


من المتعارف عليه أن القاعدة القانونية توفر العدل ولا توفر العدالة. عندما تكون الحكومة عادلة سيلتف حولها الشعب، هو وحده الذي يخلص البلد من الإرهاب. ولن تعدل هذه الحكومة معنا، ولا البرلمان والنواب، ولا من شاركهم من الأحزاب، لأنهم بالملخص هم من يمثل الإرهاب. إن جهل الغالبية العظمى من شعبنا منعهم من أن يتفهموا أن الحرية والحقوق تنتزع ولا تعطى. إن توفير العدالة داخل المجتمع يعتبر مقياسا حقيقيا لتمدنه وتحضره الفعلي، وهو السبيل الوحيد للارتقاء بقيمة الإنسان وكرامته الآدمية بشكل يجعل حضوره الإنساني في الشأن الخاص والعام حضورا شرعيا وحقا مجتمعيا ومؤسساتيا. إن تثبيت العدل والعدالة في المجتمع يعد السبيل الوحيد لتحويل القيمة الإنسانية إلى جوهر للعمل السياسي والاقتصادي والاجتماعي، إلى درجة يصبح ذلك هو القيمة البارزة في كل المناحي المعنوية والمادية لحياة الفرد والجماعة والمجتمع بصفة عامة. ومن هنا يتضح بأن إصلاح القضاء وتثبيت العدالة في المجتمع ليسا بالأمر الهين، لأنهما مرتبطين بالتطور الثقافي وبارتقاء المنظومة التعليمية والتربوية فيه. عشر سنوات مضت من الاحتجاجات و التظاهرات و حملات التنديد والاستنكار لما قامت به حكومات عقبت الاحتلال، لم تكن كافية لتنهض ببلد عانى الاضطهاد وتكتيم الأفواه ومنع الحريات منذ ما يزيد على نصف قرن. عشر سنوات فقط، لا شيء هي في عمر الثورات. فبعد مئة عام من الثورة الفرنسية الأولى استقرت فرنسا على القوانين الحالية الرائعة التي تعمل بها الآن، و أضحت معها رمزاً لمبادئ الحرية والمساواة والعدالة. لذا صار لزاماً علينا الاستمرار في صراعنا مع حكومة المنطقة الخضراء، لان النهاية ستكون جميلة حتماً طالما وجدت فينا تلك الرغبات المتطلعة للحرية في تحقيق أحلامنا وبناء دولة الحقوق والمواطنة. رغباتنا يجب أن لا تقتصر علينا كمثقفين مللنا من طروحاتنا بعد أن سئمنا القراءة لفلسفة المنعمين. نعم فأغلب من شارك في مظاهرات 31 آب 2013 هم من الطبقة المتوسطة وما فوق المتوسطة من الشعب العراقي، كان واضحاً عليهم ذلك، ويظهر هذا بكل بساطة من خلال مظهرهم أثناء الاحتجاجات، هم نفسهم الذين عادوا إلى بيوتهم ذات الفراش الناعم والطعام الوافر، هم نفسهم من عاد لينقل لنا صور المظاهرات التي التقطوها بكاميراتهم، تلك الكاميرات التي اجزم أن لا فقير في العراق يعرف كيف تشحن أو تنتزع منها بطاقة الذاكرة. كان على أولئك المتظاهرين الاحتكاك بالمعدمين من الشعب، وإجهاد أنفسهم في التبيان للفقراء المظلومين ضرورة الانتفاض على الظلم والحيف الذي أصابهم، وقتذاك ستكون المظاهرات مليونية بالفعل، ستخيف كل جيوش الأرض إن خرجت صارخة بحقها. لكن إن استمر حالنا على ما هو عليه فلن يحدث التغيير إلا بمعجزة إلهية، ولقد انتهى زمن المعجزات. عليكم أن تعلموا الناس كيف أن يحترموا أنفسهم بدلاً من التنظير على منصات الفيس بوك. إن أرضنا مغتصبة في ثرواتها، منهوب أهلها، مظلومين، يقضمها الحاقدون كل يوم ، كيف لنا أن نحررها بدون الفقراء من العراقيين ؟ فالفقراء ملح الأرض، وسادتها، وصبرها، وحضارتها وعمقها التأريخي، تتجلى في عيونهم عروق نباتها، وتسقي دموع أحداقهم كالأمطار ترابها، فكيف نخلصها من الدنس بدونهم؟ هم حائرون الآن ، يستائلون، كيف الخلاص مما يعانون ؟ فالآن حان دورنا كمثقفين عراقيين بما اكتسبنا من معارف التوضيح للفقراء بماهية العمل الثوري والانتفاض من اجل استعادة كرامة هذا الشعب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): 80% من مشافي غزة خارج الخدمة وتأج


.. اعتقال عشرات الطلاب المتظاهرين المطالبين بوقف حرب غزة في جام




.. ماذا تريد الباطرونا من وراء تعديل مدونة الشغل؟ مداخلة إسماعي


.. وقفة احتجاجية لأنصار الحزب الاشتراكي الإسباني تضامنا مع رئيس




.. مشاهد لمتظاهرين يحتجون بالأعلام والكوفية الفلسطينية في شوارع