الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن أسباب(تدليع)السلطة السورية لمعارضتها الوطنية!!

سامر عبد الحميد

2005 / 5 / 19
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


يخطئ من يعتقد بأن سياسة(الريق الحلو)والقبضة الناعمة التي تنتهجها السلطة السورية في الفترة الأخيرة،ناتجة فقط عن الضغوط الخارجية.كما أن الأمر بالتأكيد لايتعلق برغبة هذه السلطة بإصلاح أمور شعبها،ولاتهمها أولاً وأخيراً لا خبزه ولاحريته ولا "رقّة مشاعره"..!!.
وأستطيع الجزم وفق منطقي الشخصي،كما وفق منطق العارفين ببواطن الأمور،وأصحاب القرار،بأن السبب وراء هذا(التدليع)المفاجئ من قبل السلطة لجماهيرها الشعبية أولاً،ولمعارضيها السياسيين ثانياً،ينبع من إدراك هذه السلطة، بقرب ساعة الانهيار الاقتصادي المدوي للدولة،وحتميته،والذي باتت ملامحه الرهيبة تتشكل في وعي الناس بشكل يتعاظم يوماً بعد يومً!.
إذ يتملك اليوم أغلب العاملين في الدولة شعور بالخوف من المستقبل.والاحساس بعدم الأمان الاقتصادي والمعيشي.وعدم الثقة بالمستقبل،كذلك عدم الثقة بالوعود الخلّبية الفارغة التي يطلقها مسؤولو الدولة بين حين وآخر،والتي تتحدث عن مشاريع كبيرة،وعن تنمية خارقة،وعن خطط عظيمة،لجعل "الكافيار"و"الأوزي!!"و"الكوردون بلو"طعاماً شعبياً زهيد الثمن!!!!.
فالموظف البسيط الذي شبع تنظيراً،وخططاً خمسية،وبرامج تنموية فارغة،و "علاك فاضي"!،أصبح كل مناه أن تدوم عليه نعمة الراتب الهزيل الذي تتفضل به الدولة عليه..لاأكثر ولاأقل!.
غير أن بعض "شياطين"التخطيط وجهابذتهم ،المعيّنون منذ قرون في مواقع القرار الاقتصادي والسياسي ،مصرّون كل "الالحاح"على أن يديموا نعمتهم على موظفيهم الفقراء.وأنه ماعلى "هؤلاء" إلا مزيداً من الصبر،لأن "الصبر مفتاح الفرج-بفتح الراء!!"...والفرج قادم بإذن الله،حاملاً معه المن والسلوى،من خلال المؤتمر القطري القادم.والمن والسلوى لايطيب إلا من خلال الحفاظ على ثوابت القطاع العام"المفلس".والاقتراب"المدروس"من الخصخصة..على طريقة"المشتهية المستحية!".
ورغم بؤس حال الموظف،إلا أنه محسود من قبل زملاءه في البؤس...مئات الألوف من العاطلين عن العمل!.
فهؤلاء أيضاً لهم حصّة من "من وسلوى"المؤتمر القادم وتقريره الاقتصادي.
والخطط المعدة للأعداد الغفيرة منهم والمتزايدة باستمرار،قد وضعت لاستيعابهم جميعاً،وبأعلى الرواتب..
غير أن "ديناصورات"التخطيط،التي تأبى أن تنقرض،تتناسى بأن المستور قد بان وانكشف.وبأن وسائل الاتصال الحديثة قد هتكت المحجوب،وأباحت المحظور،وجعلت أوسع شرائح المجتمع تطلع على الأرقام التي لاتكذب.
عرف الناس أنه لولا بقايا النفط ،وارتفاع أسعاره،لأكلوا الهواء بالملعقة.وعرفوا بأن أيام هذه الثروة التي ضاعت في حلوق لاتشبع ،قد أصبحت أياماً معدودة، وعرفوا أن الفساد المنظم،والنهب المنظم لم يتركا أية عشبة خضراء صالحة للأكل.وعرفوا أيضاً بأن الضواري تتزاحم فيما بينها لالتهام البقية الباقية من هذا الوطن.
وعرفوا أن هؤلاء النهمين سوف يغادرون البلد قريباً،بعد تهريب مسروقاتهم،لكنهم وللأمانة سوف يعتذرون من الشعب الطيب الذي تحملهم كل هذا الزمن قائلين له:لاتؤاخذونا ياجماعة!.
نعم يعرف الشعب كل هذا وأكثر.لكن رقة طبعه ودماثة خلقه،وسماحة دينه،هو مايدعوه لالتزام الصمت.
لكنه اليوم،وبتحريض الخونة"أولاد الحرام"،قد بدأ يصدر بعض الهمهمات.
الجاثمون منذ قرون على صدر هذا الشعب،اكتشفوا "بقرون"استشعارهم بأن وراء الأكمة ماوراءها.فالشعب الذي بدأ بالهمهمة اليوم،لابد وأن الوجع قد أصابه حتى نقي العظام.ولم يعد يحتمل المزيد.
لذلك استنتجوا بأنه من الأنسب لهم أن يتركوا الناس تهمهم كما تشاء..شرط ألا يتجاوزوا الخطوط الحمر!!.
والخطوط الحمر ياسادة ياكرام،هي أن يتركهم "هؤلاء" الناس ليتابعوا أكلهم مابقي من الأخضر واليابس بهدوء.وبدون وجع رأس.
تقول السلطة:هذا أقصى ماعندنا،والذي لايعجبه فلينطح رأسه "بستين ألف....حيط!".
وكل مؤتمر وأنتم بخير.."ضنايا القادحين!!".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 9 شهداء بينهم 4 أطفال في قصف إسرائيلي على منزل في حي التنور


.. الدفاع المدني اللبناني: استشهاد 4 وإصابة 2 في غارة إسرائيلية




.. عائلات المحتجزين في الشوارع تمنع الوزراء من الوصول إلى اجتما


.. مدير المخابرات الأمريكية يتوجه إلى الدوحة وهنية يؤكد حرص الم




.. ليفربول يستعيد انتصاراته بفوز عريض على توتنهام