الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انهيار سايكس بيكو

عقيل صالح

2013 / 9 / 4
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


في بداية القرن العشرين ,1916 تحديدا , اجتمعا مارك سايكس ( ممثل بريطانيا ) و فرنسوا بيكو ( ممثل فرنسا)- أثناء انهيار الإمبراطورية العثمانية ( رجل أوروبا المريض ) - ليرسما جغرافية العالم العربي , و تم التأكيد على هذه الإتفاقية في مؤتمر سان ريمو عام 1920.حظي العرب استقلالهم من ظل الهيمنة العثمانية ( التركية) و لكن هذه الإستقلالية لم تكن سوى شكلية لتصبح الدول العربية تابعة و مستعمرات للإمبريالية .تلك الحدود هي حدود رسمتها الإمبريالية ( Imperialism ) و هي حصراً حدود القرن العشرين .

السياسة الإستعمارية التي مارستها الإمبراطورية العثمانية تختلف عن السياسة الإستعمارية التي مارستها بريطانيا و فرنسا و الولايات المتحدة في القرن العشرين , ليس اسلوباً بل من الجوهر و المضمون. السياسة الإستعمارية العثمانية كانت قائمة على النهب , على غرار الإمبراطوريات العريقة , بينما السياسة الإستعمارية الإمبريالية قائمة على تصدير فوائض الإنتاج ( من رؤوس أموال و سلع ) من المركز الرأسمالي إلى دول الأطراف.

هذا التناقض , ما بين المراكز الإمبريالية و الدول المستعمرة و التابعة , احتدم و اشتعل بعد الحرب العالمية الثانية بفضل خروج الإتحاد السوفيتي كأقوى دولة في الأرض مواجهة الولايات المتحدة ( هذا ما يسميه الإقتصاديين و السياسيين بالعالم ذو القطبين Bipolar World ) , قوة الإتحاد السوفيتي تعني مركز هائل قوي يدعم ثورات التحرر الوطني التي هدفها التحرر من قبضة الإمبريالية نحو تنمية وطنية مستقلة مثل فيتنام و الهند و الصين و كوبا و مصر و الجزائر و سوريا و ليبيا و كمبوديا .

ثورات التحرر الوطني تمكنت بنجاح فك روابطها مع المراكز الإمبريالية , حيث اصبحت حرة و تقود تنمية وطنية مركزية يدعمها الإتحاد السوفيتي بالرغم من انحراف المسار السوفييتي ( بعد إنقلاب 1953 ) من الخط الإشتراكي نحو الخط العسكري ( اللإشتراكي و اللارأسمالي).

الضربة القاصمة التي اودت بحياة الإمبريالية الأمريكية كانت الحرب الفيتنامية. الإنتاج الأمريكي توجه نحو العسكرة , الإنفاق على الحرب كان هائلاً و تم توظيف أموال هائلة في محاولة إحتواء الإشتراكية من الإنتشار.

تحرر فيتنام بشكل كلي من القبضة الإمبريالية , و أيضاً معظم الدول المجاورة , يعني فقدان الإمبريالية لمحيطاتها , و هذا أدى إلى الإنهيار النقدي في 1971 , مما يعني إنهيار النظام الرأسمالي الإمبريالي في الولايات المتحدة. و يتبع هذا بعد عشرون سنة سقوط المنظومة الإشتراكية ( اللإشتراكية بعد 1961 ) .

يتفق معظم الناس ان العصر الحالي هو عصر العولمة (Globalization) , و ما أقوى صدى هذه الكلمة في المنابر الفكرية ! , الكل يستخدمها و الكل يعتقد ان يعرفها. و لكن , التأويل لا يعول على الإعتقاد الشخصي أو التصور الذاتي , بل يعول على الواقع الموضوعي الملموس على وجه الأرض.

التحليل المعاصر يقول ان العالم انتقل من عالم ثنائي القطب(Bipolar World) إلى عالم أحادي القطب ( Monopolar World ) , و لكن الوقائع تقول العكس حيث مثل هذا التحليل الذي قال ان العالم في القرن العشرين قائم على القطب الرأسمالي و القطب الإشتراكي يقول اليوم ان العالم قائم على قطب رأسمالي واحد بينما – في مثل الوقت – النظام الرأسمالي القائم على النقد واجه إنهياراً نقدياً مميتاً في 1971 و أنهار بشكل كلي و قد أعلن عنه نيكسون و تم التأكيد عليه في 1975 و 1976. الحقيقة تقول أن القطبين – الرأسمالي و الإشتراكي- قد أنهارا .

هذه الظاهرة تُفسر بسقوط أكبر طبقتين منتجيتين : البورجوازية و البروليتارية , و صعدت الطبقة الهامشية ,الطبقة الوسطى, الغير منتجة و ساد نمط انتاجها في الغرب في بلدان مثل الولايات المتحدة و فرنسا و بريطانيا و احتلت السلطة في الشرق في بلدان مثل روسيا و الصين .

قطبية عالمنا اليوم قائمة رئيسياً على الصين و الولايات المتحدة , بالرغم من التماثل الطبقي ما بين الدولتين إلا أن الدور الوظيفي للولايات المتحدة يختلف عن دور الصين . الولايات المتحدة بعد الإنهيار النقدي , و الخروج من معاهدة بريتون وودز , قد جعلت من عملتها العملة المهيمنة (Dollar King Currency) حيث باقي العملات ارتبطت إرتباطاً وثيقاً مع الدولار المهيمن , فإزاء الإنهيار النقدي تمكنت الولايات المتحدة من طبع الدولارات بشكل هائل و اللامتناهي من دون غطاء ذهبي , هذا بكل تأكيد أدى إلى خفض قيمة الدولار , و هنا يأتي دور الصين في كفالة الدولارات الزائفة.

هكذا تخّلق العالم اليوم من دون رأسمالية و لا إمبريالية و لا إستعمار و لا إشتراكية و لا تحرر وطني, العالم هو عالم الطبقة الوسطى اللامنتجة , التي تستهلك أكثر مما تنتج , التي تصبح ديونها أكثر من مجمل إنتاجها القومي.

و من البداهة استنتاج ان سقوط المنظومة الإمبريالية يعني حصراً سقوط الحدود التي رسمتها , و في هذا السياق : حدود العالم العربي ( اتفاقية سايكس بيكو).

الإمبراطورية العثمانية كانت إمبراطورية متهالكة رجعية و تفككت بعد الحرب العالمية الأولى بسبب تخلفها في التنمية الرأسمالية, و لهذا سماها قيصر روسيا بالرجل المريض. اليوم و العالم العربي تحكمة طغمات ديكتاتورية عصاباتية – خصوصاً في المشرق العربي- تمنع اي سبيل للتنمية , بل تقوم بنهب انتاج الشعب .

معهد واشنطن يطلق على العالم العربي اليوم بالرجل المريض . الغرب يرى ان العرب لا يريدون الطغاة و لا يريدون ان يعيشوا في حدود فرضتها عليهم الإمبريالية الفرنسية و البريطانية و لهذا يصبح من المهم جداً غرس الجذور الديموقراطية في العالم العربي بأداة العلاج تحت مسمى الفوضى الخلاقة, التي تتيح للناس ان يختاروا حدودهم الخاصة , مثل الأكراد و المسيحيين و المسلمين والعرب, و ان تتخلص من الطغم العصاباتية و تجد لنفسها حكماً أكثر ديموقراطياً و اقتصاداً أكثر انفتاحا على الصراع الطبقي.

الديموقراطية سيتم نشرها في الشرق الاوسط (الجديد) , لا مراء في ذلك, موضة العصاباتية اصبحت من الماضي, و غير موازية لمصالح الطبقة الوسطى الحاكمة في الولايات المتحدة التي تريد ان تحتفظ بهيمنة دولارها الملك و سيرورته بشكل متناغم , مع ذلك, العرب سيقعون – بعد حصولهم على الديموقراطية – في مثل المشكلة التي سقط فيها الغرب بعد إنهيار الرأسمالية في السبعينات.

ما يمكن معرفته هو ان الفوضى الخلاقة أو الشرق الأوسط الجديد ( مثل المعنى ) ليس مشروعاً امبريالياً إستعمارياً , لأن المعاني العلمية لهذه المصطلحات لا تنطبق على الشرق الأوسط الجديد , أولاً لأن الشرق الأوسط الجديد لم ينادي بإحتلال الدول العربية , الولايات المتحدة سارعت بالخروج من العراق و اليوم تسارع الخروج من أفغانستان , و فوق هذا , الولايات المتحدة لم تأخذ النفط العراقي , و لماذا تأخذ ؟ دول الخليج العربي أصدقاء الولايات المتحدة و بمقدورهم مساعدة صديقتهم في أي وقت, و فوق هذا , الولايات المتحدة اساساً تعول على كندا , وفينزويلا, والمكسيك, و نيجيرا للنفط. ثانياً , الولايات المتحدة لم ترسل أي سلع أو رؤوس أموال للعراق – على سبيل المثال- بل خسرت أكثرمن ترليون دولار على الحرب و ناهيك عن الخسائر البشرية و الجرحى.

من يريد ان يتحدث عن إمبريالية الولايات المتحدة يجب ان يطبق المعنى العلمي للإمبريالية على افعال الولايات المتحدة اليوم.

الفكر العربي لا يستقطب أفكارٍ كتلك , بل يلازم فكرة ((التوسع الصهيوني)) و ((المشروع الإمبريالي)) لأنه لا يعرف فحوى تلك المفاهيم الجديدة , بل يتطرف ليدافع عن حدود رسمها عدوه اللدود : الإستعمار.

الإستعمار و الإمبريالية لا يتم قياسهما بالوحشية او التوسع بل يتم قياسهما قياساً علميا , و هذا القياس لا ينطبق على سياسات الدول الرأسمالية الكلاسيكية اليوم.

هذه الخدمات ليست مجانية-عودة إلى مسألة الديموقراطية في الشرق الأوسط -أعني الغرب لا يفعل ذلك بدواعي فائض الإنسانية , حيث ليس هناك شيء يتحرك من دون الإقتصاد (أو البناء التحتي Base ), الإقتصاد دائماً يجر السياسة , و الأمر ينطبق على سقوط سايكس بيكو و الفوضى الخلاقة .

التركيبة الإقتصادية الغربية تعتمد على إنتاج الخدمات (Service Production) فضلاً عن الإنتاج السلعي ( Commodity Production ),و من المعروف – او من البديهي – ان الإنتاج الخدمي لا يدخل السوق ليس شأن السلع الحقيقية التي لها قيمة تبادلية. الخدمات يتم إستهلاكها في ذات الوقت و لا يتم مبادلتها في السوق, الخدمات يتم إنتاجها بشكل فردي بينما السلع يتم إنتاجها بشكل جماعي.

و لهذا تحدث نيكسون في عام 1971 – بعد الإنهيار النقدي – عن زيادة الرفاهية للشعب الأمريكي, لأنه كان يعلم علم اليقين ان دولة الرفاهية ( أو دولة الرفاه Welfare State) غير ممكنة من دون طباعة الدولارات بشكل كثيف غير مغطاه بالذهب , و كان يعلم ان هذه الرفاهية لا تستطيع ان تتحقق من دون الإستدانة المتزايدة , وكان يعلم ان لا يمكن تحقيق هذه الرفاهية من دون زيادة إنتاج الخدمات.

مشكلات الإستدانة عديدة , بعيدة عن مرمى موضوعنا الحالي , و لكن بشكل عام الإستدانة تعني الإستهلاك و اللإنتاج خصوصاً في بلد الدولار , الذي يحتل صفة الملك . الولايات المتحدة تحتاج ان تستدين بشكل مستمر لكي تستطيع ان توفر لشعبها الرفاهية ( الزائفة ) و لكي تغطي طباعة دولاراتها المستمرة.

الطبقة الوسطى الحاكمة في الولايات المتحدة تعلم انها لا تستطيع ان تحظى على الوئام العالمي من دون التخلص من الطغمة العسكرية العصاباتية العربية , لسببين , الأول : تلك الطغم مجها التاريخ, الثاني : تلك الطغم تمنع القوى الإنتاجية ان تتحرك بأريحية, لأنها تستولي على مجمل الإنتاج بشكل عام لصالحها, مما يعني إنسداد الشريان الإقتصادي العالمي. فقدان التفاهم ما بين الشرق الأوسط و الطبقة الوسطى الغربية جعل الغرب يتبنى مشروعاً لإزالة الطغم الحاكمة العسكرية العربية , و أن توفر لشعوب المنطقة فرصة لرسم حدودها الخاصة. هذا المشروع يقتضي بالضرورة زرع الديموقراطية في الشرق الأوسط لأن الديموقراطية وحدها ستسمح للقوى الإنتاجية ان تعمل في مجال الإنتاج بأكثر راحة, و هذا بلا شك سيعزز مَلكية الدولار أكثر فأكثر, و سيفتح ايضاً جسر المديونية ما بين الغرب و الشرق بشكل أكبر.

ميزانية الولايات المتحدة العسكرية وصلت إلى اقصى حدودها, و لهذا تحتاج في كل حين إلى آخر ان تفتعل حرباً , أو ان تفتعل صفقات بيع و شراء الإسلحة بينها و بين الدول الآخرى من اجل ان لا يتكدس إنتاجها العسكري, الذي لا هو إنتاج رأسمالي و لا إنتاج إشتراكي . و تحتاج أمريكا لهذه الحروب لتقول للعالم ان دولارها الزائف لا يزال على قيد الحياة و لا يزال قويا, الحروب اليوم اصبحت الغطاء الوحيد للدولار الأمريكي.

مشروع الطبقة الوسطى الغربية لا يُفسر إلا بإنهيار الرأسمالية في الربع الأخير من القرن العشرين , و إنهيار سايكس بيكو ليس الا تعبيراً واضحاً عن إنهيار الإمبريالية مع نجاح ثورات التحرر الوطني.

ما تستطيع العين الثاقبة ان ترى خلال هذه الفوضى هو ان مشروع الطبقة الوسطى مشروع فوضوي يُفسر بالشح الإنتاجي الصناعي السلعي في الغرب و زيادة مديونيتها و زيف عملتها الملك.

الحروب, والعولمة, والفوضى الخلاقة ( و الشرق الأوسط الجديد),وإنهيار سايكس بيكو , ليست سوى ردات فعل طبيعية لظاهرة شاذة و هي إنهيار الرأسمالية نحو الخدماتية اللامنتجة.

يجب على العرب ان يفكروا بشكل جدي في رؤية الأمور بشكلها العلمي و ليس كما أعتادوا : النظرة المثالية الساذجة!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - فرجة متميزة
جميل أبو سعدى ( 2013 / 9 / 4 - 08:14 )
أنا أدعو جميع المثقفين والمتثاقفين العرب أن يتفرجوا مليّاً على هذه الصورة التي رسمها لنا لفرجتنا رسام بحراني بريشة لم يمتلكها أمهر الرسامين لعالم اليوم بكل تضاريسه وأدق تفاصيله ، بكل أضوائه وضلاله
يفاعة الرسام زادت الصورة غنى وبراعة لا يقدر عليها الكهول
أنا أشد وبقوة على أيدي الرفيق عقيل صالح متمنياً له دوام النشاط في إغناء الفكر السياسي المحاط طيلة النصف الثاني من القرن العشرين وحتى اليوم بآفاق ضيقة خانقة
حيّوا معي رفيقنا الكبير عقيل صالح


2 - انهيار سايكس بيكو
فؤاد النمري ( 2013 / 9 / 4 - 10:41 )
ليس لنا أن نضيف إلى ما قاله الرفيق جميل أبو سعدى باستثناء اعتراضنا أن يكون مثل هذا المقال الجامع تحت مثل هذا العنوان
صحيح أن سياسة الفوضى الخلاقة التي أخذت بها كوندليزا رايت هي بداية لتقويض سايكس بيكو غير أن العربان اعتبروا هذه المعاهدة تقسيماً للوطن العربي وكأن الوطن العربي كان موحداً تحت السلطنة العثمانية وجاء الانكليز والفرنسيون وقسموه غير أن الحقيقة خلاف ذلك إذ قام الامبرياليون بإقامة وحدات متوحدة فسوريا العثمانية مثلاً كانت بضع ولايات كل ولاية منها مربوطة رأساً بالسلطان العثماني لا يربطها رابط مع الولاية المجاورة
خضع العرب لألف عام للحكم الأجنبي لأجناس متخلفة كالسلاجقة والمماليك وأخذ العرب يطالبون بالحرية بتحريض من الإنجليز
لولا الانجليو لما قا الشريف حسين بالثورة العربية الكبرى وهي كبرى حقاً وحقيقة
تحياتي للرفيق المتقدم عقيل صالح


3 - أين يقع دور احتكارات السلاح في دول الغرب
خميس الجمعة حِمدان ( 2013 / 9 / 4 - 11:11 )
الاستاذ عقيل صالح المحترم
للحقيقة شدني ما تقدمت به من مقالك، لكنك للاسف قدمته بصيغة تقريرية ، على كل حال لدي بعض الاسئلة التي احب استيضاحها
أين دور احتكارات السلاح في الغرب من إدارة الدولة وتوجيه سياساتها؟ ولمن يؤول ناتج ومردود الربح في احتكارات السلاح؟
يقول التحليل المعاصر يقول بأن العالم اليوم إنتقل من عالم الثنائي القطبية الى أحادي القطبية بينما الواقع يقول العكس...هناهل نفهم بأن همالك اليوم أكثر من قطب رأسمالي مثلا، وفي هذه الحالة هل الصين هي القطب الثاني؟
ماهو تفسير وانت و آخرين تقول بأن الرأسمالية قد انهارت ولم يعد امبريالية حول الدعم المطلق الذي ما زال الغرب يقدمه لاسرائيل وحيث ما زال يدافع عنها ويتبنى مواقفها؟
هنالك أسئلة أخرى ،لكني أفضل تلقي أجوبة حول هذه أولا
مع التقديرلاجتهادك


4 - الرفيقان العزيزان : جميل أبو سعدي و فؤاد النمري
عقيل صالح ( 2013 / 9 / 4 - 17:48 )
الرفيق العزيز أبو سعدي :أشكرك رفيقي العزيز على هذا الكلام الطيب , أنا حقاً أعتز بهذا الكلام من رفيق عزيز مثلك .. تأكد رفيقي أننا سنكتب إستناداً على العلوم الماركسية التي ترى العالم بشكله الواقعي الموضوعي و هذا ما يمنعنا ان نصطف وراء الصرخات القومية و المثالية الفاشلة.

الرفيق العزيز فؤاد النمري : صحيح العربان يرفضون انهيار سايكس بيكو على اساس تقسيم العالم العربي , إلا أن - ربما أكون مخطئاً- هذه الحدود سترسم رغماً عنهم, لأن هناك قوميات أو أعراق أخرى ضمن العالم العربي تريد حدودها الخاصة و خير دليل هو إنقسام السودان , و الأكراد في العراق اليوم يشكلون قوى مؤثرة ..

تحياتي للرفيقين العزيزين أبو سعدي و النمري .. كل المودة و المحبة.


5 - الاستاذ خميس الجمعة حمدان
عقيل صالح ( 2013 / 9 / 4 - 19:19 )
أشكرك على مرورك و تعليقك ..

لا يوجد اي قطب رأسمالي اليوم ما بالك أكثر من قطب رأسمالي ,قطبية العالم اليوم قائمة على طباعة النقود المزيفة ( االولايات المتحدة - الدولار) و كفالة تلك النقود المزيفة ( الصين). أما حول الدعم المطلق لإسرائيل فهذا لا يبرر إمبريالية الولايات المتحدة , فعلى سبيل المثال قطر تدعم - نوعاً ما - إسرائيل , فهل هذا يجعل قطر دولة إمبريالية رأسمالية ؟ . للإمبريالية دلالات و ملامح علمية واضحة لا تنطبق على الولايات المتحدة اليوم, و تاسست تلك الملامح قبل تأسيس إسرائيل. لعلك تعلم ان الولايات المتحدة اليوم و في التسعينات تحاول جاهدة ان تقيم دولة اسرائيلية بجانب دولة فلسطينية .

أما حول صداقة امريكا و اسرائيل فتجمعهما صداقة قديمة تعود إلى أيام كانت امريكا فيها امبريالية و تقوم اسرائيل بخدمة مصالحها في المنطقة. انتاج الأسلحة لا يعد انتاجاً رأسمالياً , و عسكرة امريكا دليل واضح على لارأسمالية امريكا .

أشكرك على الاسئلة الهادفة التي تثري موضوعنا , كل الشكر.

تحياتي..


6 - الاستاذ عقيل صالح
خميس الجمعةحِمدان ( 2013 / 9 / 4 - 19:50 )
أولا لم تجب حول السؤال الاول عن علاقة احتكارات السلاح بإدارة (الدولة الامريكية مثلا) كما أنك تجاهلت الشق الثاني من السؤال هذا عن من الذي يحوز على أرباح احتكارات السلاح
ثانيا في ردك على السؤال الثالث، هل تعتقد أن تبسيط الجواب هكذا سيكون مقنعا وخصوصا و أن حجم المساعدات بلا مقابل التي تمنحها الولايات المتحدة لإسرائيل غير مسبوق وعلى حساب دافع الضرائب الامريكي سيكون فقط لوجه الله ونتيجة لعلاقات أيام الامبريالية


7 - الاستاذ خميس الجمعة حمدان
عقيل صالح ( 2013 / 9 / 4 - 20:19 )
انا اجبت على سؤالك ولو بشكل وجيز , عسكرة الولايات المتحدة ( أو احتكارات السلاح )دليل واضح على لارأسمالية الولايات المتحدة, الإنفاق العسكري الأمريكي هائل جداً و لهذا تخوض حروباً من وقت إلى آخر لتوفير غطاء للدولار الزائف, الإمبريالية لا تقوم على أساس احتكار الاسلحة . انظر مثلاً إلى صفقات الاسلحة ما بين الولايات المتحدة و الدول الخليجية , الدول الخليجية تدفع اموال هائلة من اجل هذه الاسلحة , و لكن هذا لا يعني ان الولايات المتحدة رأسمالية, لأن تلك الاسلحة لم تدخل إلى السوق , و لم تكتسب علاقة تبادلية مع باقي السلع الموجودة. الأسلحة قائمة على التبادل بين الدول فقط. ليكن في علمك ان انهيار 1971 يعود سببه الانفاق العسكري الكبير للحرب الفيتنامية , و لهذا انتاج الاسلحة هو العدو اللدود للرأسمالية.
العلاقة الأمريكية الإسرائلية لا يمكن ان تفسر بالإمبريالية , انت تريد الولايات المتحدة ان تعادي اسرائيل من اجل ان تثبت لاإمبرياليتها , بينما لا تطلق على كندا أو اليابان بدول إمبريالية رأسمالية.
تعريف كاوتسكي للإمبريالية كان توسع الحدود بشكل عسكري , و أنتقد لينين هذا التعريف لأنه لا يستند على ارضية اقتصادية


8 - انتاج الاسلحه
عبد المطلب العلمي ( 2013 / 9 / 4 - 20:33 )
ليسمح لي الرفيق عقيل بان ادلي بوجهه نظري حول انتاج و الارباح من صناعه السلاح.
بدايه الأسلحة ليست بضاعة،و هي لا تتواجد في الأسواق العامة وهذا يعني أن إنتاجها لم يتم بقصد الاستهلاك البشري الذي هو مجال تنافس الرأسماليين لتحقيق الربح حيث ان القيمة الاستعمالية للمنتوجات التي تدفع بدورة الإنتاج الرأسمالي نقد ـ بضاعة ـ نقد للدوران كي يستمر الإنتاج الرأسمالي بالعمل.للإسلحة مشترٍ واحد وهو الدولة ولا يتم إنتاج الأسلحة إلا بناء على طلب مسبق يحدد الكمية والنوعية ولذلك ليس هو إنتاجاً رأسمالياً ،القيمه التبادلية تعين عبر صفقة سياسية قبل الإنتاج وبعيداً عن آليات السوق.الأسلحة لا تباع بقيمة ساعات العمل المختزنة فيها كالبضائع ولذلك تكون عائدات الانتاج ريوعاً غير رأسمالية،و انتاج الاسلحه عاده يكون للهروب من ازمات فائض الانتاج فهو الإنناج الوحيد الذي لا يصب في السوق ليفاقم من حدة الأزمة. كذلك لا علاقة بين كلفة الإنتاج والقيمة التبادلية للسلاح كما هو الحال في مبادلة البضائع حيث لا يتم احتساب قيمة ساعات العمل في عملية البيع.


9 - يبدو أنه من الصعب فهم سؤالي
عتريس المدح ( 2013 / 9 / 5 - 04:25 )
يا جماعة سؤالي واضح أنا لم أسأل عن انتاج الاسلحة،سأعيد صياغةسؤالي بطريقة أخرى وبرجاء الجواب المباشر، فأنا لا أستفهم عن انتاج السلاح وهل له قيمة تبادلية..ألخ
أنا أسأل من ينتج السلاح هل الدولةهي التي تنتج أم شركات؟ و أسأل هل هناك دور لمن ينتج هذا السلاح في توجيه سياسة البلد والدولة ؟
حيث أنني أعرف بأنإحتكارات السلاح لها مندوبين في الكونغرس الامريكي وفي مجلس النواب وهؤلاء لهم وزن ضاغط كبير في رسم سياسة الدولةوسن القوانين والتأثير في القرارات

هذا ما أريدالاستفهام عنه؟
حول العلاقة بإسرائيل لماذا تريد أن تقولني ما لم أقله، وتعريف كاوتسكي للامبريالية لا يلزمني فالحدود في هذه الايام لا أراها في الوجود المباشر للجنود بل بوجود القواعد العسكرية وبالسيطرة من خلال الوكلاء عبر الكمبرادور والعملاء من حكام مستبدين يأتون بانقلابات عسكرية أو بوسائل أخرى مثلما جاء إبن علي أو مبارك ، أي أرى أن الاحتلال بصيغته القديمة قد استبدل بصيغة أخرى من وجود لقواعد عسكرية وحكام كالعائلةالمالكة في البحرين ..الخ أو مثلما حاولت مع الاخوان المسلمين في مصر بعد ازاحة مبارك الذي لم تعدعمالته تناسب عصر النيوليبرالية


10 - يبدو انه من الصعب فهم من هو عتريس و خميس (تعليق 9)
عقيل صالح ( 2013 / 9 / 5 - 05:31 )
يبدو ان هناك خلل ما . هل عتريس هو خميس أم خميس هو عتريس ؟ أو هل عتريس ينتحل شخصية خميس ؟ أم العكس ؟ . أو عتريس خلق خميس ؟

لئن عتريس خلق خميس سأندهش كيف يمدح عتريس ذاته , حيث في مقالته أمريكا وحش الكون .. كتب تعليقاً بأسم خميس : ((نعم ايها الرفيق عتريس فتحليلك صائب ودقيق)) . الآن لدينا حالتين , إما خميس يحب عتريس جداً ( حباً جماً) ليكتب أسمه ( في تعليقه الأخير رقم 9 ) فضلاً عن ان يكتب اسمه الشخصي , أو ببساطة عتريس هو خميس. على أية حال هذا ليس موضوعنا , و لكن اطالبك بتفسير عما يجري.

إجابة عن سؤالك الذي لم تسأله , هناك شركات امريكية تنتج اسلحة لصالح الحكومة , و هناك شركات عديدة مشهورة مثل بوينغ Boeing , يدهشني انك تفصل ما بين حقل الإنتاجي و الدولة . و اكرر عسكرة الدولة تعني تقويض الرأسمالية , و لهذا حذر أزينهاور في العام 61 عن زيادة تسليح الولايات المتحدة..

اما حول ((الإستعمار الجديد )) , أو على حسب تعبيرك ((الاحتلال بصيغته القديمة قد استبدل بصيغة اخرى)) هل يمكنك ان تدعم صيغتك الجديدة بقياسات علمية موضوعية ؟ أيّ هل يمكنك ان تحدد ملامح هذا الإستعمار الجديد؟

تحياتي يا عتريسخميس..


11 - السيد عقيل
خميس الجمعةحِمدان ( 2013 / 9 / 5 - 07:14 )
اليك التوضيح التالي أنا أعمل في نفس المشاريع التي يعمل فيها الاخ عتريس المدح ونحن في مكتب موقع واحد ، هو في قسم التطوير العقاري ونحن مكتب اشراف هندسي حيث أنا أعمل كمراقب على جودة الاعمال للشركة التي يعمل فيها السيد عتريس، لكن وحيث كمبيوتري في العمل في الصيانة منذ مساء الامس فأقتنصت وصولي باكرا للمشروع لتصفح الشبكة العنكبوتية، فاستخدمت كمبيوتر المهندس عتريس وحيث كنت أنتظر منك أجوبة على سؤالي لان موضوعك بالاساس شدني نتيجة فهمي العام للإمبريالية بشكل مختلف عما تطرحه أنت فاقتنصت فترة الصباح وحيث لم أبدأ الدوام بعد فاستخدمت كمبيوتر السيد عتريس، ودون أن أتنبه الى أنني لا أستخدم كمبيوتري وانت تعرف بأن الكمبيوتر يحفظ العناوين والاسماء فجاءت هذه الغلطة الغير مقصودة ، أرجو أن تكون قد تفهمت هذا الموقف المحرج حيث وللمرة الثانية أقع في نفس الغلطة، اعتذر بالاساس للمهندس عتريس على التسبب له بهذا الارباك كما أقدم لك إعتذاري
لكن ذلك لن يعفيك من سؤالي فأنا ايها الاستاذ لا أحاججك، بل وبكل صدق أحاول الاستفهام عن موضوع ينقسم حوله الشيوعيين والماركسيين


12 - خميس الجمعة حمدان والخلط
عتريس المدح ( 2013 / 9 / 5 - 13:09 )
إلى السيد عقيل صالح والى السادة القراء الكرام
أنا غير مسؤول نهائيا عن ما جاء في تعليق رقم 9 حيث أن الشخص المعلق هو شخص آخر وليس أنا عتريس المدح ، وقد كنت نوهت في مرة سابقة ونتيجة واقعة سابقة مشابهة وبنفس هذا الاسم خميس الجمعة حمدان
أما حول ما ورد بأن هذا الشخص زميل لي في العمل، نعم أنا أعمل في شركةانشاءات وتطوير عقاري لكنني أتابع العمل في أكثر من موقع ولا يوجد فيمن أتعامل معهم شخص باسم خميس الجمعة حمدان، لربما هذا الشخص يتخفى باسم آخر أولربما يقصد أن يسيء لي، أنا لا يوجد لي سوى اسم واحد وهو عتريس هشام المدح ولا يعرفني الناس الا بهذا الاسم
لذا اقتضى التنويه


13 - السيدان : خميس و عتريس
عقيل صالح ( 2013 / 9 / 5 - 14:23 )
حسب روايتك شكوكي لم تكن في مكانها, و أنا اعتذر عن اي سوء فهم, و أنا سعيد انني لم اتورط في الجزم في تشكيكي بل طالبت بتفسير منك شخصياً.على اية حال اعتذر على ذلك, و أنت طبعاً متفهم حجم الإرباك الذي سببه ذلك.

انا أعلم انك لا تحاججني لأنك تسألني اذا كانت الشركات ام الدولة هي تنتج الأسلحة , و أنا لم اتهرب - او اسعى إلى االعفو - من سؤالك بل أجبته , و على مايبدو انك من تهربت من الاجابة عن صيغة الاستعمار الجديد..

تحياتي.

اشكر السيد عتريس على هذا التوضيح , و أتمنى ان تجدوا حلاً لهذا سوء التفاهم ما بينكم.

تحياتي.


14 - الدقة في التحليل
زينة محمد ( 2013 / 9 / 5 - 19:53 )
يتميز الرفيق عقيل صالح بدقته في التحليل ولكن لدي هنا سؤال، تقول يا رفيق - قطبية عالمنا اليوم قائمة رئيسياً على الصين و الولايات المتحدة , بالرغم من التماثل الطبقي ما بين الدولتين إلا أن الدور الوظيفي للولايات المتحدة يختلف عن دور الصين -
اوافقك عن تحديد هذين القطبين من ناحية احدهم يطبع الدولار وآخر يكفله ولكن الا ترى ان هذا يتطلب من الصين انتاج سلعي كبير لتستطيع كفالة الدولار وبالتأكيد يعني عدم التماثل الطبقي بين الدولتين اي ان هناك طبقة عاملة واسعة في الصين الا اذا عنيت بأن الطبقة الحاكمة هي البرجوازية الصغيرة ! اعتقد ان الموضوع يتطلب أكثر دراسة منك يا رفيق والى الامام مع تحياتي.


15 - الرفيقة العزيزة زينة محمد
عقيل صالح ( 2013 / 9 / 5 - 20:49 )
الرفيقة زينة تتميز بنظرة دقيقة في النقد و التعليق , و الدليل هو سؤالها أعلاه الذي يدل على حسن التعقيب و التعليق.

البورجوازية الوضيعة ( الصغيرة) في الصين ( الحزب الشيوعي الصيني) لديها آلاف بل ملايين من العمال يصنعون بضائع من اجل كفالة الدولار الأمريكي. الطبقة الحاكمة الصينية هي الطبقة الوسطى ( طبقة البورجوازية الوضيعةالصغيرة) و الطبقة الحاكمة الامريكية هي ايضاً الطبقة الوسطى ( طبقة البورجوازية الوضيعة) , فهنا يقع التماثل , و لكن التركيبة الانتاجية غير متماثلة , حيث 20% من الانتاج القومي الامريكي هو انتاج صناعي ( و 80% خدماتي) , بينما تقريباً 47% من مجمل الانتاج القومي الصيني هو انتاج صناعي ( و 43% خدماتي) و لكن هذا الانتاج الصناعي هو في خدمة الدولار الامريكي الزائف , و ليس هناك اي رأسمالي يقبل بهذا.

أفهم ما ترمين إليه حول مفهوم عدم التماثل الطبقي , و اعتقد انتقائي للكلمة غير دقيق, ولهذا قلت الدور الوظيفي للولايات المتحدة يختلف عن الصين.

تحياتي,كل المودة و الاحترام.


16 - الى الرفيق العزيز عقيل
سعيد زارا ( 2013 / 9 / 6 - 12:43 )

الى الامام .

و شكرا

اخر الافلام

.. اعتداء الشرطة الهولندية على متظاهرين متضامنين مع فلسطين


.. الألعاب الأولمبية: تحقيق حول مدى التزام الحكومة الفرنسية بوع




.. شرطة مكافحة الشغب الهولندية تعتدي بالهراوات على متظاهرين مؤي


.. أخذ ورد بين مذيعة CNN وبيرني ساندرز بشأن ما إذا كانت إسرائيل




.. أون سيت - لقاء مع صبري فواز | الجمعة 26 أبريل 2024 | اللقاء