الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكايتي مع سعد الحسيني

خالد الكيلاني

2013 / 9 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


في يوم 13 ديسمبر 2010 نظمت مؤسسة عالم واحد للتنمية وحقوق الانسان ندوة في أحد الفنادق الكبرى بالقاهرة لمناقشة نتائج الانتخابات البرلمانية التي جرت قبلها بأيام ... وشرفني الصديق ماجد سرور بأن طلب مني إدارة هذه الندوة التي تحدث فيها كل من الأساتذة الأصدقاء أمينة النقاش نائب رئيس حزب التجمع وحافظ أبو سعدة الأمين العام للمنظمة المصرية لحقوق الإنسان وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان والدكتور عمرو هاشم ربيع نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية.
وكنت قد بدأت الندوة يومها بمقدمة قصيرة عرضت فيها رأيي المتواضع في النتيجة التي أسفرت عنها هذه الانتخابات المطعون عليها والمشكوك في شرعيتها والتي لم تحصل فيها جماعة الإخوان على أي مقعد... وقلت أن جماعة الإخوان هي الوجه الأخر للحزب الوطني، وأنها البديل الطبيعي له، ووجود الجماعة مرتبط بوجود هذا الحزب لأنه لا خلاف بينهما، وكل منهما يستفيد من وجود الأخر حيث يستخدمهم النظام كفزاعة في الداخل والخارج، ويستفيدون هم من النظام في بيزينس ومصالح اقتصادية وسياسية، وتمثيل دور الضحية من أجل كسب الشارع، مقابل عدم منازعة مبارك في الحكم والموافقة على توريث نجله جمال من بعده وأنها سوف تستخدم نفس آليات الحزب الوطني - لو تمكنت من ذلك – من تزوير مادي ومعنوي وشراء الأصوات والبلطجة، واتهمت أيضاً كل الأحزاب القائمة وقتها - بما فيها حزب التجمع الذي تمثله الصديقة الأستاذة أمينة النقاش - بأنها أحزاب فاسدة وهشة وصورية وأنها كلها مجرد رديف للحزب الوطني الفاسد ما أثار حفيظة الأستاذة أمينة النقاش – رغم صداقتنا التي تمتد لأكثر من ربع قرن – وقامت بالرد بمنتهى الأدب والتحضر على ما قلته.
وقمت بعدها بتقديم المتحدثين بدءاً بحافظ أبو سعدة الذي كان قد طلب البدء به حيث أنه كان مرتبطاً بموعد أخر فأمينة النقاش فعمرو هاشم ربيع على الترتيب، وكنت أعلق عقب كلام كل متحدث لمدة لا تزيد على خمسة دقائق. ثم قمت في نهاية مداخلات المتحدثين الرئيسيين بفتح باب الأسئلة والمداخلات للحضور بترتيب الطلبات المكتوبة التي وردت للمنصة ... وأثناء ذلك وردت لي ورقة مكتوبة من الصديق ماجد سرور المدير التنفيذي لمؤسسة عالم واحد (الجهة المنظمة للندوة) يخبرني فيها بوجود المهندس سعد الحسيني القيادي بالجماعة وعضو مكتب الإرشاد بين الحضور ويستأذن فيها مني أن أعطيه وقتاً أكثر من المدة التي حددتها لكل متحدث – وكانت ثلاث دقائق – وبالفعل بحثت بين الطلبات الكثيرة التي وردت للمنصة فوجدت المهندس سعد الحسيني أرسل لي "بطاقة تعريف" وليس طلباً للحديث ... ورغم سخف التصرف وجليطة صاحب البطاقة الواضحة إلا أنني استثنيته من ترتيب طلب الحديث وقدمته كخامس المتحدثين من الجمهور حتى لا يدركنا الوقت ولا يتمكن من الحديث لو أعطيته الحديث طبقاً لدوره حسب ورود بطاقته، وأكثر من ذلك طلبت منه ألا يتحدث من مقعده الذي كان في أخر القاعة، وأم يأتي للحديث من جانب المنصة.
بدأ سعد الحسيني حديثه بشرح تاريخ جماعة الإخوان المسلمين ونقاء الجماعة وطهارة أعضائها، ولما نبهته إلى عدم الخروج عن الموضوع والحديث في موضوع الندوة أو طرح سؤاله على المتحدثين الثلاثة لأن الوقت محدود ولديّ العديد من الطلبات التي لن يكفي الوقت لأصحابها لمجرد التحدث ولو نصف دقيقة، فوجئت بسيل من الهجوم على شخصي المتواضع متهماً إياي بأنني من فلول اليسار الرافضين للمشروع الإسلامي، مضيفاً أنه يعرفني جيداً ويعرف أنني ضد الإخوان المسلمين وضد المادة الثانية من الدستور !!! (لم يتطرق الأمر في هذه الندوة التي كانت مخصصة لمناقشة نتائج انتخابات 2010 من قريب أو بعيد للمادة الثانية ... ولكنه استند لكلام قديم منشور على لساني في بعض الصحف عام 2006 قبل تعديلات دستور 1971 الشهيرة حول المادة الثانية كنت قد طالبت فيه بإعادتها إلى سيرتها الأولى) مؤكداً بالنص على أن "الإسلام قادم ... قادم وسوف يتم محاسبة أمثال مدير هذه الندوة (يقصد شخصي الضعيف) وسوف يدخل مزبلة التاريخ".
ولم يكن من الممكن إيقافه عن الحديث بعدما بدا أن حديثه كله موجهاً ضدي حتى لا أتهم بعدم الديمقراطية أو بالانحياز أو الخوف من كلماته ... وظللت ساكتاً حتى أنهى كلامه تماماً ثم شكرته وعاد إلى مقعده ولم أعلق بأكثر من كلمات قليلة قلت فيها أنني أشكر المهندس سعد الحسيني أن كرمني وجعل من الهجوم على شخصي المتواضع محوراً لحديثه، وقلت أنني لست متهماً لكي أدافع عن نفسي فقط أشير إلى أن موضوع المادة الثانية من الدستور لم يُطرح في هذه الندوة ما يؤكد أن السيد سعد الحسيني يحمل لشخصي الضعيف ثأراً قديماً، ثم بدأت في تقديم بقية المتحدثين.
وفي اليوم التالي فوجئت بهجوم حاد على شخصي الضعيف في موقع إخوان أونلاين وعدد من المواقع التابعة ردد فيه كتاب هذه المواقع ما قاله سعد الحسيني في حقي أثناء حديثه في الندوة وأضافوا من عندهم أنني "أدرت الندوة بشكل ديكتاتوري وكنت مهزوزاً ومحرجاً"
ما كتبته ليس شماتة في سعد الحسيني المحبوس حالياً بتهم القتل والتحريض على القتل والعنف، وليس رداً مني على محاولات تهديدي وتشويه سمعتي واغتيالي معنوياً التي يقوم بها إرهابيين موالين للجماعة ... ولكنها حكاية أردت أن أسجلها للتاريخ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علماء يضعون كاميرات على أسماك قرش النمر في جزر البهاما.. شاه


.. حماس تعلن عودة وفدها إلى القاهرة لاستكمال مباحثات التهدئة بـ




.. مكتب نتنياهو يصيغ خطة بشأن مستقبل غزة بعد الحرب


.. رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي: الجيش يخوض حربا طويلة وهو عازم




.. مقتل 48 شخصاً على الأقل في انهيار أرضي بطريق سريع في الصين