الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دم القصيدة على أرصفة باب المعظّم ..... هل سيقوم الشاعر

فاروق صبري

2005 / 5 / 19
الادب والفن


يقال أن الكثير من المبدعين لا ينالون أي تقييم لانجازانهم وأبسط حقوقهم في حياتهم وما أن تودعهم الحياة تتقاطر عليهم زخات المحبة والتمجيد والتقييم .
هذه المقولة تتكرر وإذ نعيدها ليس من باب "في الإعادة أفاده" .. لا .. بل كصرخة متسائلة لأنها سارية المفعول وبشكل مقرف ومريب في المشهد الثقافي .
فما تزال أصوات المرثيات و"لا تجوز على الميت الا الرحمة …….واذكروا موتاكم بالحسنى" تتعالى كلما توفي أديب أو فنان لم يحظ في حياته سوى الحرمان والتنكيل ، الشتائم والتشويه من قبل أبناء " الكار " وليس في مخفر الشرطة!!
فـ[المثقفون] طالما اتهموا السلطات السياسية كونها تهمش وتشطب وتنسف المثقف الذي لا يدخل حظيرتها وهذا الاتهام يفقد مشروعيته وحضوره وفعله مع استمرار ممارسة السلطة_النجوم الثقافية وأذيالها ، جبروتها وبريقها وسفالتها لدفع المبدعين إلى الظلال ، إلى الرصيف ، إلى الاختلال ، إلى الموت.
صورتان مختومتان بهيبة الموروث ، القذع والتشهير ، المدح والتمجيد ،إذ تهيمنان بوقاحة على سلوكية وأخلاقية الكثير من الكتّاب والأدباء ، وإذ تستمد الصورة الأولى هيمنتها الآنية من الخطاب الإعلامي المؤدلج ولغتها من الفقر الروحي والمعرفي للكتبة والمتثاقفين فإن الصورة الثانية هي الأخرى ترسمها عقلية اللون الواحد الباهت وتطبخ في جلسات المقاهي والوشايات والمصالح المتبادلة.
فتسطير [المثقف] لآيات المدح البليد لـ[قصيدة] بليدة كأقصر طريق للوصول إلى [قلبها] لا يقل سفاهة من خنوع عبد الرزاق عبد الواحد لصدام حسين.
و إساءات[الشاعر] والمبطّنة بمشاهد التعاطف المريب مع مبدع ما هي أكثر وحشية ونذالة من سطوة الصولجان السياسي.
فالذي ساهم في نشر صور الشاعر المبدع عقيل علي ، بنيّةٍ مسمومة وطريقة "ياجوية"_ نسبة إلى شخصية ياجو في مسرحية عطيل لشكسبير_ في منبر بترودولاري… يهتف في جنازته بصوت شعاراتي: لن تموت ..لن تموت!!
وفي حياته المثقلة بالخراب والفجيعة يُطعن الشاعر بـ [مشاعر إنسانية] متمرسة في بؤر الفضائح السريالية.
وعندما كان جسده غارقاً بدم العراق وعيناه معلقتان بزرقة سمائه الحالمة أطلق عليه سائق الإسعاف طلقة التكفير وصعّد من زعيق صافرة سيّارته التحذيربة معلناً امتلاكه لصك الدخول إلى جنة الخلد وقيام دولة البيارق السوداء المحصّنة بعضلات النجوم الخمسين.
مات عقيل علي ودم القصيدة ستسيل على أرصفة باب المعظم حتى يقوم الشاعر ……. وهل ينهض !!!!؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ


.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين




.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ


.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت




.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر