الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوريا والهمج المتوحشون

عذري مازغ

2013 / 9 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


احتراما لبعض الرفاق من سوريا، ناقضت حسي، وددت ان يكون ما يقولونه، أو مايتمنونه في سوريا جميلا وعذبا، علاقتنا التاريخية بسوريا هي علاقتنا نفسها بكامل شعوب الحوض(حوض البحر الأبيض المتوسط، ربما نحن أشقاء من حيث لا ندري، الفينيقيون، القرطاجيون وهلم...)، نحن شعوب الحوض نمثل فسيفساء عرقية هي نتاج تاريخ عريق، هي تمثل صلب العروبة؟ لا أدري، هي تمثل خط أحمر لإيران؟ لا أدري أيضا،، أعرف أن الشعوب لها مصالح قومية في منتجعات دول أخرى، وهذه حقيقة أدينها بكل ما أوتيت: تعني المسالة ببساطة، مصلحة قومية لدولة أخرى في بلادي مثلا، تعني أن لهم اولويات على مصلحتي انا المنتمي للأرض، وبعد ذلك يصبح الأمر بانوراما للغالب، أكون الشر بالإنتماء لبلدي، وأكون الخير إذا ساومت على بلدي،، في مقالات لجريدة عربية (سوريا أيضا لها عمق عربي وهذا مجال متسع للسخرية) تقول بأن ثلثي شعب سوريا خارج مساكنهم، أكثر من ست مليون نسمة تعيش في المأوى، يعني الأمر بالمرة، في ظلال شن حرب على سوريا، دك جميع الأحياء المدنية..يعني الأمر أنه لا وجود للشعب السوري غير الجيش.. يعني أيضا في عملية الدك، استعمل أي سلاح تدميري كيفما كان (هذا ببساطة ما يقوله الإعلام العربي الوهابي) هذه الأمور عادة جربت في العراق تحت يافة السلاح الذكي، ويمكن ببساطة أن نفهم ذكاء السلاح إذا قورن بذكاء السياسة، أن نقول بأنه لا وجود للبشر على الأرض يعني ضمنيا أن الأرض باتت مسرحا لعمليات تجريبة، لعمليات عسكرية، بالغريزة نفهم جيدا: الذين يهاجرون أرضهم تحت ظروف معينة هم الأغنياء، وتبعا لذلك، هم الذين يملكون أسباب التنقل، وتبعا أيضا يمكن وضع أسباب الإمكان والتمكن، وبعد كل هذا نستنتج أن قتل الفقراء جائز شرعيا ومباح دوليا: هذه هي خلاصة واضعي ميثاق جائزة نوبل للسلام الغير معلنة، هذا القول قاله أيضا حائز على جائزة نوبل في الكيمياء في السبعينات الذي أصبح شخصا ورعا بلوحات بيكاسو وغيره في الرسم والنحت: يستحق الحياة فقط أولئك الذين يفهمون الفن، العباقرة، الأدباء، الشعراء وغيرهم، وبعبارة، حثالة ثقافة الدمار. الأنانيون ممن يعتبرون أنفسهم نوعا خاصا متميزا عن باقي البشر..
هل تعرفون عبد الباري عطوان؟ شخصيا لم أكن معجب به برغم فصاحته البلاغية في القدس العربي، لكن بالرغم من ذلك صنع من القدس العربي قبلة.. صحيح كنا نتعاطف مع القضية الفلسطينية وهو فلسطيني على ما أظن، وكانت القدس العربي رافضا إعلاميا محسوب لها بعض النزاهة، الماركسيون عادة منحازون من القضايا القومية والعرقية، أنا مثلا في نقابة قومية أوربية لكن لها معيار بموجبه أن ضمن المنخرطين فيها، قوميتها لها فلسفة خاصة: كل ساكن في أرض ما هو وطني بموجب ذلك، بمعنى تخترق الفهم الضيق للقومية، علاوة على ذلك هي تحترم الثقافات الأخرى كما تحترم الإثنيات، وهذا في الحقية ينسجم أيضا مع دستور الحكومة بالاندلس.. من داخل هذا النمط هناك فهم تأويلي لماركسيي الأندلس مرتبط تاريخيا بالحوافز المتنوعة في بلاد الأندلس، العامل الأجنبي بها هو نتيجة وضع يستلزم تفهم ظروفه، ثم هو عامل يساهم في تنمية الإقليم، يؤدي نفس الحقوق المدنية التي يؤديها السكان المحليون، يساعد أهله في بلد، هذا شان خاص، بعبارة أخرى شان إنساني، بشكل أنا المهاجر لا أشعر بالغربة من حيث التعاطي مع القوانين المدنية للإقليم... صحيح هناك أمور أخرى، ليس هناك استلهام واستعاب جيد من طرف السكان للأمر، لكن، على الأقل هناك ضمانة قانونية لا نجدها في التشريع المغربي المتأثر بالتشريعات المشرقية في بعدها الديني، ولا نجدها بالمطلق في التشريعات العربية التي تنتمي إلى مجتمعات ماقبل المدنية.. في الدول العربية بما فيها أجمل دولة في العالم: قطر مثلا التي تتباكى على الديموقراطية في مصر، هي لا تحترم حقوق المهاجر في أدنى تجلياتها.. لأبن خلدون ناصية القول: العرب إذا تغلبوا على اوطان أسرع إليها الخراب: ليبيا نموذجا..
في سوريا أسئلة محيرة: هل يقبل السوريون الذين يرفضون حكم الحزب البعثي الملعون حكم نمط آخر من دولة بلاد الشام والعراق (النصرة) ممن استعملوا السلاح الكيماوي لتدبير التدخل الأجنبي في سوريا؟؟ أن تناصر ثورة الشعب السوري ضد الديكتاتورية ليس كمثل أن تناصر جماعات البدو الهمجي.
لسوريا هدية العرب، هي الخراب بكل تأكيد: إعلام يؤكد بأنه لا يوجد شعب سوري بالدولة هو إعلام الرعاع ممن تشبعوا يقينا ببساطة الشعوب المتمدنة، يقول ابن خلدون: كان رستم إذا رأى المسلمين يجتمعون إلى الصلاة يقول: أكل عمر من كبدي، يعلم الكلاب الأدب..
يقول أيضا: العرب تنتبه فقط إلى الشعوب المغلوبة على أمرها، «وذلك أنهم، بطبيعة التوحش الذي فيهم، انتهاب وعيث، ينتبهون ماقدروا عليه من غير مغالبة ولا ركوب خطر»،.. يقول ابن خلدون ببساطة أنهم قطاع طرق ولصوص. وفي نصوص كثيرة لابن خلدون يظهر فيها كيف خربوا حضارة اليمن (عربية؟؟) وبلاد العراق والشام وشمال إفريقيا، حيث في عصره لا زالت آثار المدن التي خربوها تشهد على ذلك..
في الحقيقة لا أريد أن أقحم ابن خلدون كشاهد عيان في التاريخ، أسرة بشار الأسد عريقة في الشرف، أعني بذلك، بحسب بطاقة الهوية الشرفية، علويون،آل البيت إلى أخره.. مما به يستمدون إيديولوجيا سيطرتهم، عادة وحسب ابن خلدون، هؤلاء الأقوام لهم من الأنفة ما لا يستقيم مع منطق السياسة، يقصد ابن خلدون عادة بالسياسة منطقا آخر من التفكير هو التفكير المدني، في السياسة المدنية يمكن تقبل الخسارة وهي عادة لا تعني الإنقراض، تعني القبول بالأمر الواقع والعيش بموجبه، عند العرب، عند حكامهم أقصد، تعني انقراضهم وهذا بالتحديد ما يفسر تلك العملية من الإلتصاق بالعرش(المقعد الرئاسي أو الملكي)، ثورة شعبية مثلا بالمملكة السعودية او قطر أو أي دولة من شبه الجزيرة العربية، تعني ثورة دموية.. يقول ابن خلدون فيهم:«هم متنافسون في الرياسة،وقل أن يسلم احد منهم الامر لغيره ولو كان اباه أو أخاه أو كبير عشيرته». لعل ما حدث في قطر تعبير جيد عن بلاغة ابن خلدون، لا أتآمر على قطر، بل الشيء بالشيء يذكر، يمكنني ببساطة أن أتآمر على نظام بشار، لكن في الحقيقة وجود أجندة عربية عميلة، وجود قطر ولاسعودية في دوامة الأمور يجعلني أسحب تأييدي للربيع العربي في سوريا..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تصحيح
عذري مازغ ( 2013 / 9 / 5 - 19:12 )
في الجملة الأخيرة من المقال وقع خطأ إملائي: أقصد في وجود قطر والسعودية في دوامة الأمور
في وجود دول خليجية في الثورات كقطر والسعودية والإمارات مثلا، أقصد أنظمتها، أي كانت، أسحب تأييدي للثورة، وعليه يجب ان نكون صارمين في المواقف..


2 - استدراك
عذري مازغ ( 2013 / 9 / 5 - 19:46 )
استدراكا، عبد الباري عطوان أراح نفسه حين استقال من جريدة إكراهاتها المالية تفرض موقفا آخر في القضايا الشرق أسيوية، ويكفيه فخرا أنه يكتب بكيفه كما شاء في موقع له خاص بفضل النيت،، لكن الجميل في عبد الباري عطوان هو امتثاله للقيم العملية: وضع رسالة استقالته، وسلم أمره احتراما لعمال الجريدة باعتبارها ورشة عمل،، وهذا بالفعل حس نضالي نقابي منه.. هذا ما كنت أريد أن أقوله بحقه


3 - سلم قلمك يا رفيق
الناسوتي ( 2013 / 9 / 6 - 12:21 )
أشكرك على موقفك الشجاع والسليم من أي غموض تجاه أزمة سوريا، فعلا ما حصل بليبيا(بغض النظر عن ديكتاتورية القذافي) وما يحصل بسوريا حاليا لا علاقة له بانتفاضات الشعوب ضد الظلم والاستبداد، بل هي مؤامرة إمبريالية تدعمها الرجعية العربية البترودولارية وأذيالها من المتسكعين بين الدوحة والرياض. فالهدف منها الاستيلاء على منابع النفط وبالتالي التحكم في سوقها وأسعارها وإنجاز مخطط الشرق الأوسط الكبير الذي يسعى إلى إعادة تصميم خارطة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وقد رأينا بداية التنفيذ في السودان بدور غير ثانوي لإسرائيل لكن غالبيتنا لم تنتبه لذلك ناهيك عن أن تقسيم السودان لم ينته بعد فدارفور تنتظر دورها لما تحتويه من احتياطي نفطي في شكل بحيرة في أعماقها.
إذا ابتلعت الإمبريالية سوريا فلنقرأ الفاتحة على فلسطين وباقي الشعوب المغلوب على أمرها لعقودطويلة، لكن في حالة صمود دمشق وتحقيقها نصرا مبينا فإن موازين القوى ستتغير لصالح عالم متعدد الأقطاب (روسيا، الصين، الهند..) وبالتالي ستصبح قضية فلسطين أقل تعقيدا.


4 - تجاوزت شيرلوك هولمز
نبيل السوري ( 2013 / 9 / 6 - 15:16 )
تقول: هل يقبل السوريون الذين يرفضون حكم الحزب البعثي الملعون حكم نمط آخر من دولة بلاد الشام والعراق (النصرة) ممن استعملوا السلاح الكيماوي لتدبير التدخل الأجنبي في سوريا
حضرتك متأكد ويبدو لديك معطيات، قد تكون مشابهة لمعطيات بثينة شعبان التي فاقت أهم مراكز البحوث العالمية

نظام الممانعة والمضاجعة (هو المضاجع به) توصل لنفس الاستنتاج
أنا لا أدافع لا عن نصرة ولا عراق وشام، لأنني لست علمانياً فحسب بل ملحد مزمن
لكن هذا النظام القذر يفوق كل المتطرفين
المتطرف الإسلامي تفهمه فهو إسلامي متطرف واضح، ومثله نظام الملالي، أما نظام دمشق فهو كل شيء ولا شيء، هو نظام حربائي لديه همّ وحيد هو البقاء ومن أجله يمكنه أن يكون إسلامياً أو علمانياً أو شيعياً أو بطيخ مبسمر، المهم البقاء
الإسلامي عدو واضح
الأسدي عدو غامض وهذا أسوأ أنواع الأعداء وأشدهم لؤماً
هذا النوع يستعمل الكيماوي مع أمه إذا كان في ذلك فائدة
افهموها بقى


5 - إلى نبيل السوري
عذري مازغ ( 2013 / 9 / 10 - 22:25 )
لم تظهر بعد المعطيات التي تريدها، لكن ليس هناك منطق يذهب إلى توريط النظام في الأمر من خلال عدة معطيات، لا يهمني أمر النظام لأني لا أدعمه بقدر مايهم أيضا ما يرسم في الأفق لسوريا..
لا يمكن أن يطلق النظام الغاز أثناء توافذ خبراء أمميين
وجود آكلي البشر وهيمنتهم في عدة مناطق مثير للجدل بخصوص أساليبهم القتالية التي لا ترحم أي مواطن
لك أن تسمع للمختطف البلجيكي الذي كان يناصر الجيش الحر ووقع في يد جماعات التكفير (أدعوك لسماع شهادته وليس لقراءة نص المجلة أو تعليقها في هذا الرابط:
http://www.lakome.com/%D9%85%D8%BA%D8%B1%D8%A8-%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%82/116-%D8%A3%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1-%D9%85%D8%BA%D8%B1%D8%A8-%D9%88%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%82/29947-%D9%83%D8%A7%D8%AA%D8%A8-%D8%A8%D9%84%D8%AC%D9%8A%D9%83%D9%8A-%D9%88%D8%B5%D8%AD%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%8A%D8%B7%D8%A7%D9%84%D9%8A-%D9%83%D8%A7%D9%86%D8%A7-%D9%85%D8%AE%D8%AA%D8%B7%D9%81%D9%8A%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%8A%D8%AA%D9%87%D9%85%D8%A7%D9%86-%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%AA%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%B1%

اخر الافلام

.. بعد انتخابات -تاريخية-.. لا أغلبية مطلقة في البرلمان الفرنسي


.. احتفالات بالانتصار.. -الجبهة الشعبية الجديدة- تتصدر التشريعي




.. -سأقدم استقالتي-.. كلمة رئيس الوزراء الفرنسي غابرييل أتال ب


.. سمكة قرش ضخمة تسبح قرب مرتادي شاطىء في تكساس




.. بايدن.. مصيبة أميركا العظمى! والدولة العميقة تتحرك! | #التا