الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القلم الشريف شامخاً لن يركع ولن يخضع ولن يخدع

دروست عزت

2013 / 9 / 5
الصحافة والاعلام



القلم الشريف شامخاً لن يركع ولن يخضع ولن يخدع
كثيراً من الأقلام هزت بنيان الدكتاتوريات وأقتلعت جذورها, وفضحت كثيراً من الحكام الظالمين والمغرورين, وبقيت صامدة ومصرة دون خوفٍ وبلا تردد, لأن إيمانها كان يسبق الموت والإغراءات والعطايا, تحملت عذاب الجوع والحرمان, ولوحِقَتْ من الظُلام والطغيان, انحصرت وتضايقت, حُجِزت وسجنت, لكنها لم تتزعزع و لم تركع, بل بقيت قوية متجاسرة في المواجهة والمقاومة, شامخة بإرادتها وتصميمها من أجل تحقيق حرية الحروف والكلمات, لتصون كرامة وإنسانية أصحابها ومجتمعها.
كثيراً منها من كتبت بدمائها ودموعها لتسقي المستقبل من أجل وطن ٍحر وشعبٍ سعيد, ليخيم عليهم الأمان والاطمئنان, المحبة والسلام, لتسود العدالة بين الجميع بدون إقصاء ٍأو تفرقةٍ أو تمييز . ويكون الكل أبناء الوطن, ولا أحد فوق الوطن, ولا أبدية لأحدْ.
أقلام كانت تشرق وتنير الظلام والعتمة المكبلة بها الناس بأرواحهم الموجوعة عقوداً, والراكعين للقائد الأوحد سجوداً. في بلدٍ فيه كل شيءٍ مبرمج ومرسوم لهم كالروبوتات في السير والعمل, يبقى الإنسان مسلوخاً من أدميته, وجامداً في فكره ومكبلاً في حركته, والكل في خدمة فئة صغيرة قليلة, لا تخدم الوطن بل امتصت كل رحيقه, وأفسدت بنيته الفوقية والتحتية وشوهت الأخلاق والسلوك فيه, ولكن الأقلام الشريفة أبت أن تركع أو أن ترضخ, بل أملئت السطورَ, وأوضحت وفضحت ما بين السطور ِ ما يقال وما لا يقال وكل مختوم ٍ بالكتمان ِ, بسمرت تحت أقدام الحكام والنظم, لجمت رغباتهم وشلّت أفكارهم, وبقيت كألغام ٍ تحيط بهم, تسد السبل لجشعهم ونهبهم, فلولاها لما كان ما كان .
فالثورة القلم لا تقل عن كل الطاقات الأخرى في العمل, فإنها السيروم الذي يغذي الحراك ويقويه, ويضيء الطريق أمامه ويهديه, إنها رنين الحالة قبل أن يرن الجرس, إنها مصدر الأحرف والكلمات التي تدخل صميم كل مجروح ٍمهان, وتهز كيان كل سلطان ٍ ضال, وتزيح الغموض وتفك الرموز, و تكشف الأسرار وتلاحق أفراد ومجموعات من المتسلطين والحكام الذين يرون أنفسهم فوق البشر و فوق كل القوانين والدساتير, تعريهم أمام الناس والمجتمع, وتبين ضعفهم ووضاعتهم عندما تضعهم تحت المُسألةِ والمحاسبةِ, يرتبكون ويتهمون بعضهم البعض ليتبرؤا من أفعالهم الشنيعة التي ارتكبوها, ويلقون اللوم على أقرب الناس إليهم كي ينقذوا أرواحهم من مسؤولية الجرائم والفظائع بحق المواطنين الأبرياء اللذين لا ذنب لهم سوى مطالبتهم بالكرامة والحرية وبالعيش الكريم .
القلم الذي لا يركع يبقى صاحبه حراً, والقلم الذي لا يخضع بالمؤثرات والإغراءات يبقى صاحبه معزز النفس وناصع الجبين, والقلم الذي لا يخدع ويكتب بالبيان وينقل ما يجب أن يقال, يبقى صاحبه شامخاً لامعاً صادقاً, ويبقى الراضخون أقزاماً وممسوخين أمامه وأمام المجتمع .

دروست عزت
- قامشلو-








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته في جباليا ورفح بينما ينسحب من


.. نتنياهو: القضاء على حماس ضروري لصعود حكم فلسطيني بديل




.. الفلسطينيون يحيون ذكرى النكبة بمسيرات حاشدة في المدن الفلسطي


.. شبكات | بالفيديو.. تكتيكات القسام الجديدة في العمليات المركب




.. شبكات | جزائري يحتجز جاره لـ 28 عاما في زريبة أغنام ويثير صد