الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فاتَ الأوان انها الحربُ يا دمشق ..

صباح كنجي

2013 / 9 / 5
الارهاب, الحرب والسلام


فاتَ الأوان انها الحربُ يا دمشق ..

مرةً اخرى ندخلُ في نفق الحروب المدمرة .. من جديد يدخلنا الدكتاتور الأهبل في آتون حرب خاسرة .. الحربُ القادمة لن تطرق ابوابكِ من الارض .. هاهي تدقُ طبولها بصواريخ بعيدة المدى من الجو والبحر بقوةٍ ترعدُ السماء .. سماء دمشق المحاصرة .. كأن حروب الأرض مجتمعة قد تجمعت فيها وعليها ..
حرب النظام على الشعب تواصلت من خمس عقود منذ أن تولى حزب البعث مقاليد السلطة في آذار عام 1963 .. هذه الحرب المخفية التي اذاقت الويل للناس .. أذلتهم في السجون والمعتقلات ، ناهيك عن الجوع والعطش ، كأن الشاميين في الصحراء يلبدون ..
الجوع المبرمج من لصوص البعث و حرامي السلطة .. كانَ حقيقة مؤلمة لأهل الشام باستثناء زبانية النظام ومن التفَ حولهم قبل أنْ ينتفض الجياع وعشاق الحرية من سنتين مضت هي عصر الثورة والتمرد السلمي التي قلبت الموازين ودكت ارض الشام لتزلزل العرش تحت اقدام المستبدين ..
حينما ادرك الدكتاتور انه الى زوال ، سيلتحق بفريق الزعماء العرب المخلوعين المغادرين للسلطة والجاه ، الفاقدين للحياء .. اعلنها القواد العبثي للنظام العبثي الاجرامي حرباً شعواء علنية ، متفاخراً بقصف المدن والأرياف بالطائرات والمدافع والدبابات لتنشر الموت والدمار في كل مكان بين الأبرياء .. كأننا في بلد الخراب ..
من وسط الخراب .. من هول الكيماوي .. من بين اشلاء الموتى في المزابل التي بدأت تكبر وتتسع لتعكس حجم الانجاز البعثي العظيم .. انطلقت قوى القاعدة والإسلام السياسي مستغلة لحظة التشضي والصيرورة لتعلن مشاركتها المزدوجة في حربٍ تستهدفُ بقايا النظام المتصدع شكلاً وتختار في الجوهر من هم خارج اطار الاسلام ودائرته لتفتح عليهم نيران الحقد .. من تطاوله اليد ينحرُ بنصل من سكين او ساطور إسلاموي بليد .. كانَ في عهد النبوة سيفاً يشرع للفتح عند الغزوي يستعدي الجهلاء من بدو الصحراء على الحظائر والمدن التي رسخت فيها الحياة في حواضر ، تحولت الى اهدافٍ يجب الانقضاض عليها وفتحها عنوة .. هاهم احفاد تلك السلالة يقتحمون البيوت الآمنة .. يستغلون الفرصة وسط هذا الصخب لفرض معتقداتهم على الناس من جديد ..
انها الحربُ المتواصلة من عهد النبوة للحين ما زالت تستعرُ لتحرق الوان الطيف وتفرزها مختزلة بلون الرماد الفحمي الأسود .. الراية السوداء تجوب المدن والقرى معلنة عهد فتح جديد بسلاح مازال يتكاثرُ يخترق الحدود .. تتداخل الحدود ..
تتداخل الحروب ..
اللوحة السريالية تتسعُ ..
اللون الاسود يفسح للأحمر المزيد من القنوات .. تتكاثف بقع الدم لتصبح نهراً يتدفقُ من شرايين الاطفال يمتدُ نحو البحر متجاوزاً الحدود الاقليمية ..
كأن الدم قد قرر الابتعاد من ساحات الوغى ليهرب ببقاياه الآدمية نحو فضاء اوسع في عمق البحر عسى أن تضلله امواجه في جزيرة آمنة .. لكنه البحر .. البحر الهائج تتلاطم في عبابه السفن ..
هذه سفينة نوح حاملة غصنَ زيتونها تبحرُ .. تغوصُ في الاعماق تلاحقها سفنُ حربية ..
سفينة تركيّة تهاجمُها .. تطلب منها التوقف .. تختار من بين حمولة نوح ومن معه كردي أملص كانَ ذات يوم بشاربٍ قطعها الخليفة العثماني في عهد سابق لتنزله وتلقيه في البحر طعاماً لحيتانه الجائعة كي لا يعود ثانية ليسكن الجبال ويشيد بين شعابها مُدنناً قد تتسع وتتحول الى وطن ذات يوم يشدو فيه القوالون على الناي اناشيد الخلق والتكوين من جديد ..
فضاء العنصرية التركية لا يتسعُ لطير يحلق في اجوائه .. الا إذا كان من ذات السلالة الطورانية .. الطورانيون فقط يحق لهم الطيران وتجاوز حدود البلدان ليشكلوا محيط مملكة اسلامية جديدة في العهد الأردوغاني .
وتلك سفينة قديمة ورثها آل سعود من زمن الخليفة الثالث نعثل تلاحق صبية شامية جميلة هوت بنفسها بالبحر مِنْ بين مَنْ اصطفاهم نوح في حمولته مازالت صالحة لنكاح الجهاد ينتشلها القبطان ليعيدها لمخدع أمير مشفوعة بفتوة مؤمن وهابي تبيحُ وتشرعن المناكحة بالجثث ..
اما تلك فسفينة قطرية محملة بعلب البسكويت والشكولاته وأشياء اخرى لتبتز بها من وصل لديار شيدت فيها الملاجئ .. ملاجئ ما زالت تستجمع فيها الاطفال والنساء والصبايا في جزر غير مأهولة فيها الكثير من احتياطي النفط يقالُ ستصل اليهم المساعدات .. بعد سنتين ضوئيتين لاحقة لمرحلة الحرب والتفشي والتلاشي ..
في اعماق البحر ايضاً ثمة سفينة تعود لحزب الله يقودها نصر الله تلاحق عباد الله المستنجدين بـ الله ليذبحهم على سُنة الله إكراماً لوجه الله .. اخرى للمالكي .. ثالثة لمقتدى .. رابعة ..خامسة .. سادسة تشكل في النتيجة قوام اسطولا ايرانياً وضع لنفسه هدفاً وحيداً يحمل طوق النجاة لزينب العذراء .. اسطولا يلهثُ في البحر من عبادان .. يتسابق قبطان سُفنه لانتشالها من يد نوح المتشبثة بها عسى أن يكون لهم شرف الدخول الى الفردوس حيثُ تنتظرهم شقيقات زينب وزميلاتها المنتظرات لهم بشبق جنسي لا وصف له الا في تلك الآيات العاهرة ..
في العصر .. الآن .. الساعة .. حيث هي القيامة .. تحتشدُ المزيد من السفن .. البواخر .. حاملات الطائرات الأمريكية .. لتستكمل مشاهد اللوحة السريالية وتدخل في عباب البحر لتقرر من هناك مصير نوح وسفينته ..
قبل النهاية .. تظهر سفن روسية .. اسرائيلية .. ارسلت لتشارك .. اوباما .. بشار .. اوردوغان ومن معهم .. في وضع المشهد النهائي للمسرحية .. الهزلية .. الفكاهية .. التراجيدية .. الساخرة .. الدامية .. سيعاد تقديم المشهد وسط البحر من على سفينة نوح التي تحولت الى مسرح حربي معاصر ..
بطل المسرحية .. الأوحد الوسيم بشار .. الرئيس بملابسه ونياشينه العسكرية البراقة ورقبته الحيوانية الطويلة التي تحوّرَت لتصبح ماسورة مدفع عملاق في المشهد الأول من بداية المسرحية ..
سيتحول الى كومبارس يرتدي ملابس مهلهلة وقميصاً بنص كم قبل ان يستفيق المتفرجون من بقايا حلمهم في السفينة ليدركوا انهم كانوا قد قضوا وقتاً عصيباً في عباب البحر لم يدركوا مخاطره بسبب تمتعهم بالعرض المسرحي الذي شغلهم عن قصة الطوفان ..
فشمشون الجبار بعد أن برع في تأدية دوره بإتقان لا حدود له في تدمير بلده وقتل شعبه .. يستحق أن يكافأ ويمنح دوراً في المسرحية القادمة للمخرج أوباما الذي قرر اناطة دور الكومبارس له في مسرحية رئيس بنص ردن التي ستعرض في الزمن القادم .. على ملاعب الشام .. بدلاً من صالة القباني العريقة في الصالحية ..

صباح كنجي
5 ايلول 2013
ــــــــــــــــــــــــ
تقول الحكاية :
الحربُ تبدأ دوماً في مكان جديد لتجربة سلاح جديد بذريعة جديدة ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئاسيات موريتانيا: ما أسباب وفاة محتجزين إثر أعمال شغب؟ • فر


.. تونس: ردود الفعل بعد تحديد الرئيس 6 أكتوبر موعدا للانتخابات




.. طارق بن سالم يتسلم مهام منصبه كأمين عام لاتحاد المغرب العربي


.. رئاسيات موريتانيا:المرشح بيرام الداه اعبيد يدعو إلى حوار سيا




.. سقطوا في مجارٍ فوق بعضهم.. حادث تدافع مميت بمراسم دينية في ا