الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مواجهة الشيطان هو الحل !!

خالد غميرو

2013 / 9 / 6
كتابات ساخرة


من الكوارث التي جلبتها لنا الإنتفاضات التي وقعت في العالم العربي وشمال إفريقيا، أنها فتحت المجال لكتاب وسياسيين و إعلاميين، لكي يجربوا فيها وفينا كتاباتهم ومواقفهم وشعاراتهم، بدون أي وازع من الضمير أو رغبة في الشرح والتفصيل، فالأغلبية الساحقة تريد الديمقراطية، لكن لا أحد منهم يريد أن يقول لنا كيف؟ وأين؟ ومتى؟، والجميع يريد إسقاط الأنظمة بدون لماذا؟ وكيف؟ وأية أنظمة؟ فالمعروف والمفترض أن "الثورات" تأتي و معها الوضوح في الرؤية، والدقة في الشعارات، والتفصيل في المطالب، لكن بالنسبة لما يحدث عندنا فإن لا أحد يريد أن يذهب إلى التفاصيل فهناك يسكن الشيطان(على حسب المثل العربي)، فعدم الدخول في التفاصيل سيريحنا من مواجهة الشيطان، وهذا اعتراف ضمني منا بأن الشيطان هو أكبر متمرد وثائر فوق وتحت هذه الأرض، "لأن الثوار بصدورهم العارية المستعدة لتلقي الرصاص، لا يخافون إلى من ثائر مثلهم".
أما بالنسبة لوضعنا المغربي الداخلي، فعندما تفتح جريدة مغربية "مستقلة"، و بعيدا عن "جرائم الشعب التي لا تنتهي" فإنك لا تقرأ سوى عن هجوم عبثي على حكومة العدالة والتنمية، التي يعرف الجميع أنها حكومة مغلوبة على حالها لا تملك لا قرارا ولا سلطة، وأن الشعب المغربي يتطلع "للزيارات المولوية" أكثر مما يتطلع لقرارات بنكيران في الزيادة أو النقصان، والغريب في الأمر أن هذا الهجوم يتم معه الشكر و المديح لدستور 2011، الذي جاء من "مبادرة مولوية" وليس عن طريق "عملية ديمقراطية"، وإن حللنا ما يحصل عندنا وفق "لشرعية الديمقراطية المصرية الإخوانية" و"الانقلاب"، الذي يُصر أغلب كتابنا على إعتماده كمبدء للتحليل، فإن حكومة بن كيران أتت مع صناديق الإقتراع بشكل ديمقراطي كما كانت تقر هذه الجرائد من قبل، إذن لماذا يُصر "الجميع" على المطالبة برأسها الآن بهذه الحدة ويطالبون بالانقلاب عليها؟ فلنتركها تكمل ولايتها كما أقر لها "الدستور المولوي"، طالما "الجميع" يقف ضد "الانقلاب" ومع "الشرعية الديمقراطية".
ولكي أكون منصفا في حق المواقف التي لا تخاف من الشيطان، هنا أسجل إعجابي بالحوار الذي أجرته "قناة الميادين"، مع الباحث المغربي "عبد الإله بلقزيز" والطريقة الهادئة التي كان يجيب بها على أسئلة المذيعة، وكذلك مجموعة من المواقف الذي عبر عنها، والتي أعتبرها في أغلبها مواقفا جريئة وعلى درجة مهمة من الموضوعية في فهم ما يقع الآن في "المشرق والمغرب العربي"، وخاصتا حينما قال: "اننا إنفعلنا وتماهينا مع الحركات الإحتجاجية والجماهيرية، دون أن نتساءل عن ماهو مشروعها وما مدى أصالتها" (إن لم يخني التعبير)، وسأزيد على كلامه أن هذه هي القضية المهمة التي تحتاج التفصيل أكثر من طرف المثقفين والسياسيين، فمن الضروري لكي نعبر عن رغبتنا الحقيقية في "الديمقراطية" أن نطرح سوءالا شيطانيا ملحا، وهو: ماهي طبيعة المشروع الديمقراطي الذي تريده الجماهير؟ وبناءا على أي نموذج، وأي نظام اقتصادي واجتماعي؟ وكيف سنبني هذا المشروع مع وجود "ضربات امريكية" تهدد أي مشروع حقيقي لبناء الديمقراطية في بلداننا؟
إذن و في غياب التفاصيل أو الشيطان فكلاهما وجهان للوضوح الذي تريده المرحلة، أقول يا كتابنا وإعلاميونا وسياسيونا، سنصفق ونهتف ونقرأ لكم حينما ترفعون شعار "الديمقراطية" أو أي شعارحماسي تقتضيه المرحلة تريدونه، بدون أن نسألكم عن كيف؟ ومتى؟ وأين؟ فنحن نقدر خوفكم وخوفنا من الشياطين التي تخرج لنا من وراء النبش في التفاصيل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس


.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في




.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب


.. أم ماجدة زغروطتها رنت في الاستوديو?? أهالي أبطال فيلم #رفعت_




.. هي دي ناس الصعيد ???? تحية كبيرة خاصة من منى الشاذلي لصناع ف