الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إعطاء الحرية و انتزاعها: مواقف مشوشة لحرب لم تعلن بعد

لينا الطبال

2013 / 9 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


في شريعتنا الاسلامية كما في كافة القوانين الوضعية, حكم ذو الغفلة يطبق عليه قانون الحجر بغية ابطال كل تصرف قام به ودرء نتائجه. و ذو الغفلة هو كل شخص فسد تدبيره وساءت ادارته وتقديره, على ان الغفلة هنا لا تعنى الذهاب بالعقل, اذ انها لا تنقص في قوته شيئا, الا انها تسيطر على عواطف و احاسيس الشخص وتدفعه الى تصرفات مغلوبة بهواه وارادته المشوشة.
يشّخّص باراك اوباما وصفا دقيقا لذو الغفلة, فهو لا يعرف اذا كان سيوجه ضربة لسوريا... كان قد قرر فعلا توجيه ضربة قاضية... الا انه عدل عنها وقرر استشارته الكورنغرس الاميركي... هو واثق من قرار الكونغرس الايجابي ومتحمس له.. ويحضر لهذه الضربة... لكن كيف سيكون حجم وقوة الضربة يا ترى و كيف سيكون الرد؟ هو لا يعرف.
واخيرا قد يكون الحلّ الأمثل هو تأجيل الضربة العسكرية على الاقل لحين اصدار المفتشين الدوليين تقريرهم... نرى اوباما مشوش وغير متأكد.


شريك باراك اوباما في الغفلة يدعى فرانسوا هولاند, هو رئيس جمهورية فرنسا, دولة السلام و التربية على حقوق الانسان. هولاند مصمم على التدخل ضد النظام الاسدي في سوريا, كما يسميه, يريد احلال الامن في سوريا, وهو نفسه عاجز عن احلال الامن في مدينة مارسيليا الفرنسية.
يحن هولاند الى العلاقات الفرنسية - الأميركية ويتذكر الصداقة المتينة والتاريخية بين البلدين حين ساعدت فرنسا في حرب الإستقلال الأميركية (1775–1783). وتأثر الثورة الفرنسية بها, والتي انبثق عنها إعلان حقوق الانسان و المواطن 1789. كما يحن هولاند الى هذه العلاقة ابان الحربين العالميتين الاولى و الثانية وقيام الولايات المتحدة بالمقابل بتقديم المساعدة لفرنسا...
يجهد الرجل الى إعادة هذه العلاقات كسالف عهدها... بكافة الوسائل يتقرب من آلة الحرب الاميركية ويبتعد شيئا فشيئا عن أوروبا... صرح هيرمان فان رومبوي رئيس المجلس الاوروبي بأن اوروبا لن تتبنى اي قرار يجيز اللجوء الى عملية عسكرية ضد سوريا, وشدد على ضرورة الحلّ السياسي السلمي لهذا النزاع, ونعرف جيدا مواقف كل من المانية و بريطانيا المناهضين للعملية العسكرية.
هولاند مشوش أيضا بآراء وزير خارجيته لوران فابوس, صديق برنارد هنري ليفي, حيث يبذل هذا الاخير جهدا في تبرير الحرب على سوريا و دفع هولاند بهذا الاتجاه, في وقت يغلي الشارع الفرنسي بآراء مناهضة لهولاند, فـ 74 بالمائة من الفرنسيين يطالبون إجراء تصويت قبل تقرير أي تحرك عسكري ضد سوريا.
صحيح ان دستور الجمهورية الخامسة يخوّل رئيس الجمهورية سلطة التفرد بقرار إعلان الحرب, إلا ان هولاند يغالي بعض الشيْ بإستخدامه لهذه السلطة من دون اللجوء الى تصويت ممثلي الشعب...
فكيف يمكن في القرن الحادي و العشرين أن يكون قرار الحرب والسلم في يد رجل واحد؟ يتسأل باتريك آبل مولر في صحيفة لومانيتيه الفرنسية .
جان جوريس من أعظم لابطال الفرنسيين, تمّ اغتياله عام 1914 لخياره السلم ضد الحرب. جان جوريس هو اشتراكي مثله مثل فرانسوا هولاند, علّ هذا الاخير يقتدي بجملة تلفظ بها جوريس يوما ما و قدّم حياته من اجلها: "إعطاء الحرية بالقوة للشعوب هو عمل هجين مليء بالسيئات, اعطاء الحرية بهذه الطريقة يعني انتزاعها كليا".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف إسرائيلي على أرجاء قطاع غزة مع اشتداد المعارك في شرق رفح


.. أوكرانيا، روسيا، غزة: هل ستغير الانتخابات البرلمانية الأوروب




.. أوكرانيا: موسكو تشن هجوما بريا على خاركيف وكييف تخلي بلدات ف


.. لبنان.. جدل واتهام للمسرحي وجدي معوض بالعمالة لإسرائيل




.. متاعب جديدة لشركة الطيران الأمريكية بوينغ.. واختفاء مجهول لع