الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرب السورية

ادم عربي
كاتب وباحث

2013 / 9 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


الحرب السوريه

لا شك ان نظام بشار نظاما دمويا ديكتاتوريا بوليسيا ، وهو احد العصابات من العسكر التي احرقت الحرث والنسل لاكثر من اربعين عام ، وصدام مثالا اخر على تلك العصابات ، التي قادت شعوبها الى حافة الموت ، فاصبحت الحياة والموت سيان ، ما من احد يُنكر دور تلك العصابات في امتطاء شعوبها وهدر كرامتها والابتعاد بها عن اي برنامج تنموي تستفيد منها هي او شعوب المنطقه ، بل كانت سدا منيعا لاي تنميه حقيقيه منذ انهيار حركة التحرر الوطني العربيه بقيادة جمال عبد الناصر ، تلك الحركة التي اجهضتها في مهدها الامبرياليه وبالتعاون مع الرجعية السوفيتيه آنذاك ، والسؤال ماذا كانت تُريد منا الامبرياليه آنذاك وماذا تُريد منا امريكا وحلفائها اليوم ؟ .

الامبريالية قديما كانت تعتاش على نهب الثروات وتصدير السلع والمال الى الاطراف ، وبالتالي مشروعها الابقاء على دول الاطراف بعيدة عن اي مشروع حقيقي تعي فيه وجودها لابقائها تحت سيطرتها ، لذلك حاربت الامبرياليه اي مشروع وطني تحرري والعدوان على مصر خير مثال ، وما آلت اليه الامور من تسليم مفاتيح مصر للامريكان عهد السادات .

ان منطقة الشرق الاوسط بما تحويه من خيرات وممرات مائيه مهمه وموقع جغرافي مميز قلب العالم لهي جديرة بكل اساليب الامبرياليه حتى نهاية التاريخ ، البعض يطرح ان امريكا لم تعد راسماليه ولا امبرياليه ، قد اتفق ان امريكا وحلفائها لم يعودوا راسماليين ، ولكن هم امبرياليين بامتياز ، فاذا كنا نتفق على انهيار او تشوة الراسماليه ، فاننا لا نجب ان نختلف على امبرياليه امريكا وحلفائها ، بل انني ساضع مجازا امبريالية امريكا الحاليه والتي لا تستطيع البقاء امبرطوريه دونها ، امريكيا اليوم هي النظام العالمي والتي لا تسمح لاحد بتجاوزة ، امريكا التي تعتاش على صنفين اثنين هما الاحتكار وخاصة المعلوماتيه وثانيا الدولار لن تسمح لاي احد مارق ان يهدد سياستها العالميه ، امريكا اليوم زعيم القبيله الاقوى وباقي الدول مسموح لها بالسطو هنا وهناك على القبائل الاخرى بمشورتها بعد ان تدفع ميزان الطاعه لها ، انها السارق والعالم هو الحرامي ولا يستقيم النظام العالمي دون ذلك .

لا يوجد مشكلة عن امريكا من يحكم شرط الحفاظ على مصالحها وهي :
- تامين الممرات المائية
- صداقة وسلام مع اسرائيل
- تحقيق كافة مصالح امريكا السابقة
ولقد وجدت امريكا ضالتها في حركات الاسلام السياسي ، والتي احتضنتها منذ عقود ولها تاريخ طويل معها كل منا يعرفه ، ولا ننسى ان اكبر حاضنه للاخوان بريطانيا مؤساسةٍ وتمويلا ، فلم الدهشة لما يحصل ؟ . هناك قبائل لها اجندات وطموحات في المنطقة العربيه ، القبيلة العثمانيه التي تسبح في فلك شيخ مشايخ الكرة الارضيه والقبيله الفارسية التي لا تُريد ذلك بل تُريد فرض اجندتها بالتحالف مع بعض الانظمة العربيه الطائفيه الرثة كسوريا والعراق مع دول مثل روسيا والصين في سبيل تحقيق مكاسب سياسيه او بداية تبلور قطب اخر في العالم ينافس الطفيليه الامريكيه ، ان الحلف الموجود حاليا وهو ما يطلق عليه الهلال الشيعي والمكون من ايران ، العراق ، سوريا وحزب الله لهو حلف ضد طموحات العرب حصرا ، ويعبر عن اطماع ايران في المنطقة العربيه ومن هنا لا غرابه ان راينا ان ايران شانها شان امريكا ناصرت الاخوان في مصر رغم اختلاف المذهب ، والهدف ضمان تخلف العرب الى عقود اخري ، مبعدة لهم عن اي وعي قومي وهو للاسف ما لم يحدث بالتاريخ ان كان للعرب وعيا قوميا منذ انهيار خلافة بني اميه .

اذن الحرب الدائرة في سوريا اليوم حرب امميه على حساب تدمير سوريا والشعب السوري ، ليس المقصود بالحرب سوريا وانما ايران ، ان هذا الحلف لا يتبع لشيخ المشايخ بل يتبع للشيطان ، ولذلك تعددت الاجندات ، فالمعارضه تقاتل نيابة عن الترك والنظام يقاتل نيابة عن الفرس ، وامريكا ليست في عجلة من امرها طالما الروس على الخط ، فحسب حتى تصريحات وزير الدفاع الامريكي ان الضربة ليست لانهاء حكم الاسد وانما لصالح المعارضه .

واخيرا اني على قناعة تامة ولو احد سالني كيف تنتهي الازمة السورية ، دون اي اعتبار لالاف الضحايا وملايين اللاجئين ، لكان جوابي هو ان يقوم السوري بقطع العلاقات نهائيا مع ايران وحزب الله ، عندها ستنهي الازمه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لرفيق آدم
فؤاد النمري ( 2013 / 9 / 6 - 22:07 )
لا يدهشني أؤلئك الذين يدافعون عن نظام الأسد طالما أنهم ليسوا ماركسيين
أما عندما يخلط ماركسي في بعض المفاهيم فهو يثير بالغ دهشتي
فالماركسي آدم يقول أنه من الممكن أن تكون الرأسمالية في أميركا قد انهارت لكن أميركا تظل إمبريالية ولكأن الإمبريالية ليست جزءاً من الرأسمالية

أنت تقول أن أميركا تمنع العرب من تحقيق طموحاتهم !!
هل تكرمت يا رفيق وبينت لنا ما هي طموحات العرب ؟
يكفي أن تدلنا على الطبقة الاجتماعية العربية التي تقود النضال لتحقيق تلك الطموحات

كل أهداف أميركا اليوم تتركز في هدف واحد لا علاقة له بالإمبريالية وهو أن تحافظ على الدولار ملكاً على كل العملات أو السلعة المرغوبة من الجميع حتى من دول البركس وخاصة الصين غير الرأسمالية

ضربة أميركا الموعودة لعسكر عصابة الأسد ضربة عادلة من وجهتها السياسية وغير عادلة من وجهتها الإقتصادية حيث تدعم الدولار دون حق
تحياتي للرفيق المناضل آدم عربي


2 - التوضيح مطلوب يا استاذ فؤاد
عاصم الرقاعي ( 2013 / 9 / 6 - 22:58 )
حقيقه انا لا افهم ما العلاقه بين ضرب سوريا الاسد وبين الحفاظ علي الدولار سيدا علي باقي العملات
هل لو امتنعت امريكا عن ضرب سوريا سوف يتدهورالدولار
ثم مالعلاقه بين برامج التثبيت والتكيف الهيكلي التي يمررها صندوق النقد بتوجيه
امريكي وبين الدولار ان لم يكن ثمه امبرياليه تسعي للسيطره علي المقدرات
الاقتصاديه للعالم---مالحكمه من فرض الخصخصه وانسحاب الدوله وتقليص الدعم
الاجتماعي ان لم يكن ثمه امبرياليه تسعي لتطويع العالم في اطار الليبراليه الطليقه
تحياتي


3 - السيد عاصم الرفاغي
فؤاد النمري ( 2013 / 9 / 7 - 03:46 )
عهدي بك يا عاصم قارئاً جيداً
وأنا كل كتاباتي تدور حول الموضوع الذي تسألني فيه
فما العلة ؟
في العام 1971 خرجت الولايات المتحدة من معاهدة بريتونوود لأنه لم يعد لديها من الذهب ما يغطي 15% من النقد الصادر غتها
في العام 1972 أعلنت الإدارة الأميركية تخفيض عملتها وقد انخفضت قيمتها في الأسواق
إلا أن ذلك لم يجد فاضطرت إلى خفض قيمة الدولار مرتين في العام 1973
لم ينقذ الدولار من التدهور حتى الأخير سوى كفالة مجموعة الخمسة الكبار في العام 1975 بموجب إعلان رامبوييه
كفالة الخمسة الكبار لا تعني كفالة مادية ملوسة ولم يعن ذلك سوى أن الولايات المتحدة قد فقدت سيادتها وأصبحت تابعاً ذليلا
التعويض الوحيدعن ذلك السقوط وتلك التبعية هو تحويل شعار الدولار من
IN GOD WE TRUST
إلى
IN GUN WE TRUST

تحياتي


4 - الرفيق العزيز النمري
ادم عربي ( 2013 / 9 / 7 - 13:06 )
الرفيق العزيز النمري
اين طموحات العرب؟ : فلا وجود لكيان يجمع العرب حتى يمكن التجدث ان كان لهم طموحات بل حتى لا توجد دوله مركزيه اوحتى هامشيه يمكن ان تعبر عن مصالح مميزه لهذه المجموعه من البشر الذين تجمعهم روابط ثقافيه وتاريخيه وجغرافيا واحده؟ اما من ناحية الطموحات والتي تعنى تجاوز الواقع نحو افاق مستقبليه , فهل للشعوب العربيه مجال للتعبير عن ذلك فضلا عن تحويله من الاماني الى برامج عمل للامه من ناحيه وتوفير اداة تنفيذ وتحقيق ذلك من احزاب وسلطات حكوميه؟

اخر الافلام

.. احتجاجات في سوريا بعد أعمال عنف استهدفت ممتلكات لسوريين في ت


.. فرنسا: ماذا يغير انسحاب أكثر من 200 مرشح في الجولة الثانية م




.. غزة: موجة نزوح جديدة للفلسطينيين من خان يونس إثر ضربات إسرائ


.. تركيا: توقيف أكثر من 470 شخصًا بعد أعمال عنف طالت مصالح سوري




.. في أول زيارة منذ بداية الحرب.. رئيس الوزراء المجري يصل إلى -