الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوريا والايام القادمة

ضياء السورملي

2013 / 9 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


ربما ستكون الايام القادمة عصيبة وعصية على النظام البعثي الحاكم في سوريا ، حيث تحشد القوى العسكرية العالمية لضربة محدودة ومحددة ستلحق بالنظام الحاكم تدميرا لبنيته العسكرية وللقوة الغاشمة التي لا يستخدمها الا ضد ابناء شعبه ، لا أحد ينسى ما فعله الأسد الأب عندما قصف حمص وحماه وزرع فيها الموت والدمار ، ليس هذا بعيدا عن مخيلة الضحايا.

واليوم أخطأ الأبن بمغالاته وعجرفته في التمادي ضد ابناء شعبه ، فهو الحاكم المسؤول عن حماية أبناء الشعب من البطش والفتك ، وهو المسؤول حينما يتم استخدام الاسلحة الكيمياوية التي اصابت ضحايا أبرياء من بينهم اكثر من 400 طفل في عمر الورود ، وحتى لو افترضنا ان العصابات الارهابية هي من استخدم هذه الاسلحة فان هذه الحجة لا تمنع من تحمل النظام مسؤولية ما حدث باعتبار الحكومة هي المسؤولة عن بسط الأمن في انحاء البلاد.

ان الردع العالمي لا محالة قادم ، هل تعتبر هذه حجة بيد اميركا وحلفاءها لضرب سوريا ، ان صح ذلك فان هذا يعني ان النظام السوري الحاكم لا يفهم في أمور السياسة ولكن يفهم في القمع والقتل ، وان كانت الحجة غير قائمة اي ان النظام هو من استخدم السلاح الكيمياوي فان من الحكمة ان يتم وقفه وردعه ليكون عبرة لمن لا يعتبر ولكل من يريد ان يستخدم السلاح الكيمياوي ويخنق بالغازات السامة ابناء شعبه وخصوصا من الاطفال والابرياء الآمنيين ، لقد مرت مأساة حلبجة من دون عقاب فوري ولكن العاقبة جاءت فيما بعد ، أما اليوم فان العالم اخذ الدرس وسيلقن ما تعلمه للمعتديين الاثميين ضد الابرياء من الناس .

من الحكمة ان يتخلى بشار الاسد عن عرينه في الحكومة ويسلم مقاليد الحكم الى نخبة جديدة منتخبة ويترك مقاليد الامور بعد ان ثبت فشله في ادارة الدولة وفشل في حماية الشعب من الارهاب ومن القتل .

من المؤكد ان من جاء للحكم عن طريق الوصاية غير الدستورية بسبب أن والده كان رئيسا طاغية مات وهو متربع على عرش الحكم ضمن حكم عسكري قمعي لن يستمر حكمه طويلا , الشعب السوري هو الضحية نتيجة هذه السياسات القمعية لعتاة الطغاة .
لقد عانى الشعب السوري من كوارث بشرية نتيجة هذا الحكم الاحمق مما ادى الى تشريد اكثر من مليونين من السوريين الى خارج حدود بلادهم في دول الجوار في تركيا ولبنان والاردن وكوردستان العراق ، اضافة الى اكثر من مليونين مشرد في داخل البلاد لا يعرفون ماذا سيحدث لهم في الايام القادمة .

ان دخول المجاميع الارهابية الى سوريا لا يتحمل اعمالها الا النظام الحاكم لعدم حكمته في ادارة دفة الامور السياسية مما جعل من هب ودب يحمل السلاح ويعبر الحدود ليبطش بالاهالي يضاف الى فساد اعوان النظام الحاكم الفاسد في كل شئ .
ماذا نتوقع من نظام كل اعوانه يتعاطون الرشوة من اعلى رتبة عسكرية الى اصغر موظف في دوائر الدولة ، الدولة فاسدة من قمة الراس الى باطن القدم ، هل ستقاوم مثل هذه الدولة اعداءها ؟

الجواب واضح جدا ، الدولة التي لم تفعل قيد أنملة لارجاع اراضيها المغتصبة في الجولان لن تفعل اي شئ ضد اعدائها ابدا.

المفاجأة الوحيدة التي سيفاجأنا بها نظام بشار الاسد هي هروبه واعوانه واختفاءه في حفرة مثلما فعل قائد العروبة البعثي صدام التكريتي في العراق ،ان صورهم القبيحة لا تختلف عن بعض وانظمتهم متشابهه في كل شئ ، أسود وحيوانات متوحشة على ابناء جلدتهم ويستخدمون الغاز لخنق ابناء شعوبهم من الاطفال والابرياء ، اكثر من 1400 شخص من المدنيين مات خنقا في دقائق بسبب الغازات الاسدية السامة على الاطفال والنساء ، يا لشجاعتكم ايها الجبناء !

المفاجأة الوحيدة التي سنفاجأ بها هي عدم استخدامهم الاسلحة المخزونه في معسكراتهم لانهم أجبن من استخدامها ضد الاعداء ، المفاجأة الوحيدة التي ستذهلنا هي عدم معرفة اماكن هروبهم مع عوائلهم ، سوف نضحك لملاحقة صواريخ الاعداء لهم وقصفها لمعاقلهم التي نجهلها ونجهل اماكنها ولكن العدو يعرفها ، نعم الاعداء كلهم ، الاميركي والبريطاني والفرنسي والاسرائيلي يعرفون كل صغيرة وكبيرة عن النظام باستثناء ابناء الشعب .

لقد شارك النظام السوري البعثي مع نفس الاعداء في ضرب النظام البعثي العراقي وارسل الارهابيين والسيارات المفخخة لضرب الابرياء من العراقيين ، انهم نفس الارهابيون الذين دعمتهم ودربتهم قيادة المخابرات السورية والمخابرات السعودية انقلبوا اليوم على النظام السوري وسينقلبون على الدول المانحة والممولة لهم .

الايام والسنوات القادمة ستشهد ان الغزوة القادمة ستقودها نفس الدول ضد المملكة العربية السعودية الاسلامية راعية الارهاب واالوهابيين المجرمين في العالم

ان الخطط تأتي تباعا في تصفية هؤلاء الاغبياء االذين يحكمون ويتحكمون في مصائر الشعوب وثرواتها من الانظمة الفاسدة مثلما حدث في العراق وتونس ومصر واليمن ونحن ننتظر ما سيحدث في ايران والسعودية ودول الخليج الفارسي في قوادم الايام للحكام الذين وضعوا عقولهم في المواقع الاستراتيجية لشرفهم بين افخاذهم والذين يتلقون مخططاتهم من اعداءهم ومن نفس مناطق شرفهم الحساس جدا .

السؤال المهم هل ستضرب اميركا والدول المتحالفة معها سوريا ؟ الجواب نعم وبكل تأكيد ، حيث سيتم تدمير البنى التحتية المتبقية في سوريا وستعيش سوريا العقدين القادميين تضمد جراحاتها وتتعلم الدرس القاسي بعدم استخدام الاسلحة الكيمياوية مرة اخرى ضد اي كان وسيكون الدرس قاسيا لكل من يجازف باستخدام الاسلحة والغازات القاتلة ضد ارادة الامم في ارجاء المعمورة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البرازيل.. سنوات الرصاص • فرانس 24 / FRANCE 24


.. قصف إسرائيلي عنيف على -تل السلطان- و-تل الزهور- في رفح




.. هل يتحول غرب أفريقيا إلى ساحة صراع بين روسيا والغرب؟.. أندري


.. رفح تستعد لاجتياح إسرائيلي.. -الورقة الأخيرة- ومفترق طرق حرب




.. الجيش الإسرائيلي: طائراتنا قصفت مباني عسكرية لحزب الله في عي