الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مفهوم السلطة عند غرامشي (هوامش من كتاب الامير لغرامشي )

خضير عباس محسن

2013 / 9 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


انطنونيوا غرامشي المفكر الايطالي ومؤسس الحزب الشيوعي الايطالي وهو واحد من القلأئل الماركسين الذين بحثوا في اشكالية السلطة ومفهوم الدوله عند ماركس . لاحظ غرامشي ان مفهوم البنيه الفوقية والبنيه التحتيه في الماركسية بحاجة الى دراسة وفهم من خلال الواقع والتاريخ معا". عبر دراسات غرامشي لماركس لاحظ غرامشي مايلي
- ان البنيه الفوقية تتكون من بنيتين وهما :-
1. البنية السياسية وتعني هيكلية الدولة الادارية والألية السياسية التي تسير بها
2. البنية المدنية وهنا يرى غرامشي ان البنية المدنية تمثل السلطة في حين ان البنية السياسية تمثل الدولة .
- تمثل السلطة (البنية المدنية) الشبكة الواسعة والسائده في المجتمع والغير مرئية بشكل واضح وتتمفصل هذه الشبكة في سلطة الأسرة وسلطة المدرسة والجامعة وسلطة القبيله وافرازتها وسلطة التقاليد والاعراف السائده وسلطة المؤسسة الدينية السائدة لكل طوائفها وانشاقاتها وسلطة الاحزاب والنوادي والنقابات ونشاطتها الثقافية وسلطة الدائرة والمعمل وهي بالتالي سلطة الاوسائط الاجتماعية والسياسية والثقافية السائده في المجتمع والتأريخ وهذه السلطة هي المناخ الذي تنشأ فيه النشاطات الانسانية (البراكسس) وهذه السلطة تمتع بشكل استقلال نسبي أي ان النشاطات في تلك السلطة والمتراكمة لايمكن اعطاها صفة الطبيقية المفرطة ولايمكن اعطاها صفة الصراع والتوتر بل احياناً تدخل في تفاعلات وتلاقي وجهات نظر وهنا يستند غرامشي على سلطة الامير وهو الحزب الذي هو مثقف جمعي حيث تكون سلطة الامير هنا ذات اوجه طلعية اي على قدرته في تحويل تلك السلطة الغير مرئية الى سلطة تخدم مسار الحرية والاشتراكية ويتم ذلك بتفاعل والتقاء مختلف النشاطات الثقافية والسياسية والاجتماعية حيث تمخض عن ولادة الكتلة التاريخية التي تتسطيع قيادة مجتمع نحو الاشتراكية وهنا يهدف غرامشي من خلال ذلك الى مايلي :-
1. تكوين وتثبيت مؤسسات المجتمع المدني والدولة المدنية
2. تجاوز عملية الاقصاء لغير بل التفاعل معه من خلال دور المثقف العضوي الذي يحاول احتواء والالتقاء مع بقية الثقافات أي تجاوز المثقف الايدولوجي الذي يعتاش على الاقصاء واعطاء طابع الشمولية الايدولوجية في فكرة
3. تجاوز عملية الهيمنة وتبادل المواقع أي تغليب الصفة الطليعة للحزب على الصفة القيادية النخوبية وبالتالي تجاوز مبدأ دوغمائي غالياً مايقع في حبائل التنظير وبعيدا" عن التطبيق والذي يعني سقوط الايدولوجية البراجوزاية واحلال الايدولوجية البروليتاري وكأن النشاطات الانسانية أما براجوزاية او بروليتارية وكان تصنيف الماركسية الدوغمائية يصب في ذلك حيث اعتبر الفكر الانسانية (الفرودية – الوجودية – البنيوية – التيارات الاجتماعية المعاصرة –الوضعية .....الخ ) فكر براجوازي يجب اسقاطه وهذا ماوقعة في حبائله التجربه السوفيته منذ ولادتها عام 1917
4. اخضاع البنية الفوقية للوعي الاشتراكي والتقدمي عبرالحزب الطليعي والكتلة التاريخية ودعمها بالاتجاه تكوين برلمان اشتراكي اسوة بالبرلمان الرأسمالي او تعددية اشتراكية او تعددية ثقافية تتلقي في الكتلة التاريخية أي جذب البنية الفوقية الى نشاطات البنية التحية (الطليعية الشاملة) وجعلها تلتهم البنية السياسية أي الدولة ومحاولة تتطابق الدولة مع السلطة اي تتطابق البنيه السياسية مع البنيه المدنية هو تحقيق الدولة زالسلطة الوطنيه الديمقراطية الاشتراكية وهو ماينشده ماركس
- بقي ان نقول ان هذا المفهوم للسلطة عند غرامشي كان محط اعجاب ودراسة عند الكثيرين من اليسار الماركسي وغير اليسار ونقف عند هؤلاء بشكل مختصر
1. لويس التوسير(1918-1990) المفكر الماركسي الفرنسي الذي طرحه المنهج البنيوي على هذا المفهوم الغرامشي وجعل من تلك السلطة تنشأ ممارسات انسانية تسجيب الى الأليات هذه السلطة حيث لاحظ التوسير ان تلك السلطة وجدت عبر التاريخ بتاثر العلاقات والقوى الانتاجية واراد لتسير ان تتفاعل هذه البنية (العلاقات والقوى الانتاجية ) مع الممارسات الانسانية لتحقيق الا شتراكية
2. يوركن هابرماس (1929- )المفكر الالماني ورائد مدرسه فرانكفورت اردا من تلك السلطة ان تمتد الجسور فيها لمزيد من التواصل والتفاعل وهذا التواصل سيؤدي الى ايجاد لغة مشتركة يكون هدفها الحداثة وهذا ماكان يسمية هابرماس بالميدان العام
3. ميشل فوكو(1926-1984) مفكر فرنسي اخذ مفاهيم السلطة هذه عند غرامشي واخضاعها الى مقاييس نيتشوية عدمية جعل من هذا السلطة تتعمد على الضبط والقمع والسلبية تؤدي الى موت الانسان والعدمية
4. روجيه غارودي وجان بول سارتر (مفكران فرنسيان ) انطلقا من خلال هذه السلطة والبحث عبر التفاعل عن اشتراكية ذات منحى انساني حيث انطلق غارودي من ماركسية انسانية وسارت من وجودية ماركسية انسانيه
- بقي ان نشير الى الفكر العربي وتأثره بمفهوم السلطة تلك عند غرامشي فقد كان الشهيد مهدي عامل اقرب المفكرين العرب الى ذلك عند لاحظ في كتابه (نمط الانتاج الكولونيالي ) التطور التكراري والدائري السائد في المجتمعات العربية عبر التأريخ وعبر تلك السلطة الفقهية والبدوية والطفيله التابعة للغرب دائما" حيث ظلت الادوات الثقافية والسلطوية تعمل بشكل تكراري ودائري اسيرة لتلك السلطة المرتبطة بالنصوص ونمط الانتاج الأسيوي الاستبدادي المتخلف


خضير عباس محسن
7/9/2013
بغداد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فولفو تطلق سيارتها الكهربائية اي اكس 30 الجديدة | عالم السرع


.. مصر ..خشية من عملية في رفح وتوسط من أجل هدنة محتملة • فرانس




.. مظاهرات أمام مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية تطالب الحكومة بإتم


.. رصيف بحري لإيصال المساعدات لسكان قطاع غزة | #غرفة_الأخبار




.. استشهاد عائلة كاملة في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في الحي الس