الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قبيل الضربة العسكرية لسورية : عبدالله النسور يقدم للجنرالات الاميركان نصائحه الاستراتيجية

خليل خوري

2013 / 9 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


قبيل الضربة العسكرية
لسورية: عبدالله نسور
يقدم للجنرالات الاميركان
نصائحة الاستراتيجية !!


بعد ان اشبعنا رئيس الوزراء الاردني الدكتور عبد النسور بتصريحاته، التي ظل يؤكد فيها ولو بدون الامساك بشاربيه ، ان الاردن لن يكون ،لا سمح ولا قدّر الله ، منطلقا لتوجيه ضربة عسكرية اميركية لدولة شقيقة هي سورية ، وبعد ان اقتنعت بتصريحاته واخذتها على محمل الجد شريحة لا يستهان بها من الشعب الاردني ، اغلبهم من السذج والبسطاء المتأثرين بفبركات وخرط الاعلام الرسمي ، بان الاجتماع العسكري الذي عقد قبل اسبوع في عمان تحت اشراف الجنرال الاميركي ديمسي ، وحضره رؤساء اركان عشرة دول تدور في فلك الامبريالية الاميركية ، لم يعقد من اجل التنسيق ووضع خطط تستهدف مهاجمة سورية ، وانما اجتمعوا في الاردن : من اجل تبادل الخبرات العسكرية ، وفي نفس الوقت من اجل الاستفادة من برنامج سياحي ترفيهى اعده لهم وزير السياحة الاردني اشتمل على زيارة الاماكن السياحية والدينية ، اضافة الى المشاركة في حفل غنائي احياه المطرب الاردني عمر العبدالللات شنف فيه اسماعهم باغنياته المشهورة : تي رشرش ، والهيلمان الهيلمان ، وعلى المنصة ناصب رشاشه ! بعد ان اشبعنا عبدلله النسور بتصريحاته السلامية جاء دوره كي يسدي للجنرال ديمبسي ولغيره من الجنرالات الاميركان ما تفتقت عنه رؤيته الاستراتيجية من افكار وارشادات تتعلق " بالضربات العسكرية المحدودة "" ، مختارا توقيتا لها الفترة الوجيزة التي ستسبق توجيه الضربة العسكرية الاميركية لسورية ، وحيث اكد الرئيس الاميركي ابو عمامة بانها: لن تكون واسعة النطاق اومفتوحة ، وبانها سوف تستهدف فقط القدرات العسكرية " لجيش بشار الاسد " !! ومن اهم ما قاله النسور بهذا الشان لمراسلة البي بي سي ليز اوسيت التي اجرت معه حوارا حول هذه الضربة العسكرية توضيحا لرؤيته الاستراتيجية : الاردن يؤيد توجيه ضربة جراحية لسورية محدودة ومدروسة بعناية وبحذر وبدقة ، بحيث لا تلحق ضررا بالمدنيين السوريين مضيفا : ان توجيه الضربة سيكون لصالح الشعب السوري !!! اذا النسور مع توجيه ضربة لسورية ، شريطة ان تكون باشراف وتوجيه الشيطان الاكبر اميركا وتبعا لموقفه الجديد ، لم يعد النسور مع الحل السياسي للازمة السورية ، كما ظل منذ توليه رئاسة الوزراء يتحفنا بمثل هذه التصريحات ، بل اصبح ، ويا سبحان مغير الاحوال ، مع الحل العسكري والتدخل العسكري الاميركي المباشر ، لان لا تقدم ولا تطور لسورية على ما يبدو من وجهة نظرة "الاستراتيجية ، كما انه من المتعذر على الشعب السوري تذوق اطايب الديمقراطية كما يتمرغ بها الشعب الاردني في ظل الاصلاحات الدستورية الشكلية ، وفي ظل نظام يستمد سلطته من السماء تماما كما كان يستمدها ملوك وسلاطين العالم في سالف العصر والاوان ، الا بتوجيه هذه الضربة العسكرية المحدودة وحيث شدد النسور بان تتم "بدقة وبحذر شديدين منعا لاراقة دماء الشعب السوري ، واشبه بالضربات المحدودة لجبهة النصرة والجماعات السلفية التكفيرية التي تنطلق اعداد كبيرة منها من الاردن باعتراف الجماعات السلفية الاردنية : وحيث تباهى اميرهم ابو سياف اكثر من مرة في مهرجانات تابين قتلاهم في مدينة معان ، ان 400 من السلفيين الاردنيين قد توجهوا للجهاد في سورية وان عددا كبيرا منهم قد استشهدوا وصعدوا الى العللّين وهنا نسال : ما دام النسور يتمتع بهذا المستوى الرفيع من التفكير والتنظير الاستراتيجي ، مثلما يتمتع بمستوى مماثل في مجال التخطيط الاقتصادي ،الذي كثيرا ما كان يقوده الى رفع اسعار السلع والخدمات الاساسية تضييقا لفجوة العجز في الموازنة، فلماذ ا لايبادر النسور الاكثر دراية من الجنرال ديمبسي في الضربات العسكرية المحددودة ، الى اصدار تعليمات الى اجهزته الامنية والقضائية للتحقيق مع السياف ، ومن ثم محاكمته بتهمة حيازة التنظيم لاسلحة غير مرخصة ، والقيام باعمال عسكرية ضد دولة " شقيقة ، وهو ما يمكن ان ينفذه ، ودائما بالتحالف والتنسيق مع جماعة الاخوان المسلمين ،على الساحة الاردنية مستغلين في حالة تفشي الفوضى في سورية ، وتفكك النظام والجيش السوري حسبما يتوقع ويتمنى الجنرالات الاميركان بعد توجيه ضربتهم العسكرية لسورية ، او على الاقل ان يبادر النسور الى توجيه ارشادات ونصائح للمجاهدين السلفيين والاخوانيين، ولعناصر الجيش الحر الذين يتلقون تدريبات عسكرية في معسكرات اردنية تحت اشراف ضباط اميركيين، قبيل توجههم للجهاد ضد الكفار العلويين والنصارى والدروز والعلمانيين والقوميين واليساريين - كان النسور في مطلع شبابه مناضلا في صفوفهم- : بان تكون ضرباتهم محدودة ومحسوبة بدقة تفاديا لاراقة الدماء وتخريب الممتلكات العامة !! الم يدرك بعد الخبير الاستراتيجي عبدالله النسور ، ان الحماعات المسلحة التي تقاتل النظام تحت شعار " الجهاد ضد النظام النصيري الكافر" ، سواء كانوا اخوانيين او سلفيين او قاعديين ، وسواء كانوا قد قدموا من الاردن او من تركيا او من لبنان او من العراق ، انهم يمارسون سياسة الارض المحروقة بحيث لم يسلم مرفق صناعي او خدمي ، من نيران قذائفهم وعبواتهم الناسفة، وسياراتهم المفخخة ، كما لو ان الذي يخوض هذه الحرب ضد سوريا هو العدو الاسرائيلي الذي لم يعد عدوا لحكومة عبدالله النسور،، بل اصبح منذ توقيع الاردن معاهدة وادي عربة سيئة الذكر جار صديقا لها وجديرا بالاعتراف به والتبادل الدبلوماسي والاقتصادي معه ، والتنسيق الامني معه " تجسيدا للسلام العادل والشامل بين احفاد سيدنا ابراهيم " . كأ ي خبير استراتيجي حتى لو كان من الدرجة الترسو، يدرك عبدالله النسور ان صواريخ التوماهوك التي ستقذف بها العشرات من المدمرات الاميركية المحتشدة قبالة السواحل السورية ، لن تستهدف فقط القدرات العسكرية للجيش السوري بل سوف تستهدف ايضا المرافق الصناعية والمرافق الخدمية التي ترتكز اليها الدولة السورية وتجعلها قادرة على الصمود طوال السنتين الماضيتن كانت خلالها تتعرض لاعنف واشرس غزوة وهابية شهدها العالم ؟ ثم هل سينام النسور قرير العينين اذا ما حقق الاميركان هدفهم في تحويل سورية الى دولة فاشلة، وفى تدمير الجيش السوري في الوقت الذي يحافظ فيه الجيش الاسرائيلي على تفوقه العسكري على الدول العربية مجتمعة ؟ وهل سيهلل عبدلله النسور مرددا عبارات : الهيلمان الهيلمان وتي رشرشرش ودق الماني دق الماني ، لو وظفت اسرائيل تفوقها العسكري من اجل تكريس احتلالها للضفة الغربية وتحويل المسجد الاقصى الى كنيس يهودى ؟؟
عندما انتدبه رئيس النظام من اجل حل المشاكل الاقتصادية والمالية التي تعاني منها الاردن لم يعثر عبدالله في جعبته من وسيلة ، لحلها الا رفع الاسعار واستجداء المساعدات وخاصة من الماما الحنونة اميركا ومن ا لانظمة النفطية العربية التي تدور فيي فلك الاخيرة ، وهذه الدول كما بات معروفا للشعب الاردني، اللهم الا البسطاء والمهابيل منهم ، لا تقدمها بلا قيد وشرط و لسواد عيون عبدالله اتلنسور ولغيره من كبار المسئولين الاردنيين ، كما يروجون لذلك عبر اعلامهم الرسمي ، بل من اجل خدمة اجندة اميركا في المنطقة وفي مقدمتها حماية امن اسرائيل، ومن هنا يمكن الجزم ايضا بان المليارات التي تدفقت على الاردن من خزائن الدول النفطية في هذه السنة، لم تكن لوجه الله تعالى، بل لقاء ان يقدم الاردن كافة التسهيلات العسكرية اللازمة لما يسمى بالجيش السوري الحر كتدريب عناصره وتسليحه تحضيرا للضربة العسكرية الاميركية المحدودة لسوريا ، وحيث سيتركز دوره على احتلال محافظة درعا !! كل هذه الاخطاء والخطايا التى ارتكبها النسور عن سبق اصرار وتعمد ، سواء برفعه لاسعار الكهرباء والمحروقات رغم انعكاساتها واثارها السلبية على المستوى المعيشي للشعب ، قد تحملها الشعب الاردني احيانا على مضض ، و بالحراك السلمي في احيان اخرى تعبيرا عن رفضه لبرامج النسور الاصلاحية المزعومة ، ولكن هذا الشعب لن يتمحل خطيئة النسور وسيضيق ذرعا به ، حين يسمعه يطالب بلا خجل وحياء بتوجيه ضربة عسكرية اميركية محدودة لسورية ، وكأن ثمة ضربات محدودة لا يذهب ضحيتها الابرياء، بل سيطيح به مثلما اطاح بحكومات سابقة . وان غدا لناظره قريب









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزارة الدفاع الروسية تعلن إحباط هجوم جوي أوكراني كان يستهدف


.. قنابل دخان واشتباكات.. الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا لفض اعت




.. مراسل الجزيرة: الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا وتعتقل عددا من


.. شاحنات المساعدات تدخل غزة عبر معبر إيرز للمرة الأولى منذ الـ




.. مراسل الجزيرة: اشتباكات بين الشرطة وطلاب معتصمين في جامعة كا