الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بوتين أذل أوباما في قمة العشرين حيال الأزمة السورية

عليان عليان

2013 / 9 / 7
السياسة والعلاقات الدولية



أذل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الأمريكي باراك أوباما في قمة العشرين ، حين تحداه أن يقدم دليلاً واحداً ، حول استخدام الجيش السوري للسلاح الكيماوي ، وحين كشف زيف المبررات التي يستخدمها الأخير لضرب سوريا ، وحين أعلن بأن الهجوم الكيماوي من صناعة الإرهابيين لاستدراج تدخل عسكري خارجي في سوريا.
وبات الرئيس ألأمريكي شبه معزول ، في قمة دول العشرين التي اختتمت أعمالها أمس الجمعة ، في مدينة سانت بطرس بورغ الروسية حيث كشفت نتائج القمة ، أن أغلبية القادة المشاركين في القمة ضد الضربة العسكرية لسوريا ، باستثناء تركيا وفرنسا ونسبياً كندا .
وبالمقابل بدا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منتصراً في المواجهة السياسية مع أوباما ، حين كشف ألاعيب الإدارة الأمريكية وهزالة مبرراتها ، وعدم حرصها كدولة عظمى على السلم والأمن الدوليين وحين تحدث في لقاء العشرين دقيقة مع أوباما ، وفي عشاء العمل مع المؤتمرين بلغة صقرية ، عكست إعادة الاعتبار لروسيا كقوة عظمى.
وتبدت هذه الصقرية بما يلي :
1-تأكيد بوتين أن الدولة التي تشن ضربة عسكرية ضد سوريا خارج إطار مجلس الأمن -وهي الولايات المتحدة - هي " دولة خارجة عن القانون الدولي ".
2-تأكيد بوتين أن أية ضربة عسكرية لسوريا خارج تفويض مجلس الأمن تشكل عدواناً صريحاً على دولة ذات سيادة .
3- تحدي الرئيس بوتين الرئيس الامريكي أوباما أن يقدم دليلاً واحداً لدول العشرين ، ولمجلس الأمن ، حول استخدام سوريا للسلاح الكيماوي في الغوطة ، في الحادي والعشرين من الشهر الماضي .
4-الإعلان الواضح والصريح بأن روسيا دعمت سوريا عسكريا واقتصادياً ، وأنها ستستمر في دعمها عسكرياً وسياسياً واقتصادياً وإنسانيا ، في حال شنت الولايات المتحدة وبعض حلفائها العدوان على سوريا .
5- التصريحات الموازية أثناء انعقاد القمة والصادرة عن القيادة العسكرية الروسية والخارجية الروسية ، بأن روسيا ستزود سوريا بصواريخ أس أس 200 ، ناهيك عن ازدحام البحر المتوسط بالسفن الحربية الروسية ، وآخرها سفينة الانزال الروسية .
ومقابل صقرية بوتين شهد قادة دول العشرين ارتباك وضعف الرئيس الأمريكي باراك أوباما ، حين عجز عن كشف أي دليل حول استخدام الجيش السوري للسلاح الكيماوي في الغوطة ، وراح يداري عجزه بالقول أن إدارته تمتلك المعلومات الكافية حول استخدام الجيش السوري للسلاح الكيماوي ، وأنه لن يكشف عن هذه المعلومات ، تحت مبرر عدم كشف المصدر ، وحين فشل في إقناع معظم المؤتمرين بالمشاركة في العدوان على سوريا ، وحين كشف عن ضعفه حيال تجييش الشعب الأمريكي والكونجرس ، لصالح الضربة العسكرية ضد سوريا .
ولم يظهر الضعف والارتباك على الرئيس أوباما وحده ، بل شاركه في هذا المشهد البائس الرئيس الفرنسي هولاند ، الذي بدأ هو الآخر رحلة القهقرى ، بعد أن ربط قراره بقرار الكونجرس المنتظر ، بشأن تشريع الضربة لسوريا ، بدلاً من أن يربط قراره بموقف وتصويت البرلمان الفرنسي.
لقد رصد المراقبون بداية التراجع في موقف الرئيس الفرنسي حين أدلى بتصريحات أثناء القمة ، حول ضرورة ربط الضربة على سوريا بنتائج لجنة التحقيق الأممية ، الخاصة باستخدام السلاح الكيماوي في سوريا وحول ضرورة خلق إجماع دولي ، تحت مظلة مجلس الأمن لتمرير الضربة العسكرية .
وهذا التراجع التدريجي ، في الموقف الفرنسي يعود إلى عاملين هما انكشاف حقيقة دور فرنسا ، أمام قمة العشرين ، كذيل تابع للإدارة الأمريكية بديلاً عن الذيل البريطاني ، وانكشاف حقيقة الدور الشكلي لفرنسا في العدوان المرتقب ، حيث لا تملك في البحر المتوسط قبالة السواحل السورية سوى غواصة واحدة ، لا تمتلك أياً من الصواريخ وفرقاطة يتيمة ، على ظهرها ستة صواريخ بعيدة المدى فقط .
باختصار شديد فإن إدارة الشر الإمبريالية الأمريكية التي سعت لإشعال نار الحرب ضد سوريا ، خدمة للمشروع الصهيو أمريكي " الشرق الأوسط الجديد " ، ولإنقاذ ماء وجهها المهدور في أفغانستان والعراق وأمام إيران ، بعد أن فشلت على مدار عشر سنوات ، عبر أسلوب التلويح بالعصا ، والإغراء بالجزرة ، في ثتي إيران عن الاستمرار في برنامجها النووي .
هذه الإدارة باتت تغادر موقعها كقطب مهيمن في العالم بعد انهيار الاتحاد السوفييتي ، وبات قطب دول " البريكس " يلعب دورا مركزيا في النظام العالمي ، على صعيدي الاقتصاد والسياسة الدولية حيث تلعب روسيا – التي استعادت دورها كقوة عظمى – دوراً رئيسياً في التصدي لسياسات الهيمنة الأمريكية ، في العالم بشكل عام وفي الشرق الأوسط وسوريا بوجه خاص .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كريات شمونة في شمال إسرائيل.. مدينة أشباح وآثار صواريخ حزب ا


.. مصر.. رقص داخل مسجد يتسبب بغضب واسع • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الألغام.. -خطر قاتل- يهدد حياة آلاف الأفغان في الحقول والمدا


.. ماذا رشح عن الجلسة الأخيرة لحكومة غابرييل أتال في قصر الإليز




.. النظام الانتخابي في بريطانيا.. خصائص تجعله فريدا من نوعه | #