الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق-الخروج من المحنة- سهل المنال- صعب التوافق

ثامر الدليمي

2005 / 5 / 20
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ان تجديد الروح الوطنية على اساس الهوية العراقية والفكر الديني بات من العوامل التي تتعايش تنافرياً وتسير في اتجاهات اشعاعية تؤثر على مستقبل الأنسان العراقي والوطن العراقي. والسبب يعود اولاً واخيراً الى رفض الراديكاليين الدينيين من الضفتين للخطاب الوطني العراقي بشكل مبطن. ان من يضع العربة امام الحصان ويدعي الفوز في السباق لابد وان يتحمل الهزيمة، وان من يضع اواتاداً واسفينا في مسار في شعاع عجلة العربة يتحمل الهزيمة ايضاً. ليس بالشرط ان تكون هذه الهزيمة راهنية لكنها ستكون واضحة المعالم لكل جاهل قريباً.
هناك الآن اصوات تنادي بالديمقراطية وما ان تصل اليها تجده خرساء لاتقوى على فك طلاسم الف باء العراق. فالحراميون والتكفيريون ..والتفكيريين ..في عراقنا اختلطت اوراقهم وولدوا لنا مسخا جديدا اسمه "الطائفية" بدات تتضح معالم براثنها المسمومة الساعية لنهش الناس والأرض وحسب الأهواء والفتاوي القاصرة والأمزجة والولاءات متناسين مصالحتهم مع الذات العراقية والتي اقرها مؤتمر شرم الشيخ على ان تكون قبل الانتخابات التي نحرت على مرمى الجيران وبتمويلاتهم –غيرعارفين اين تكمن مصلحتهم الحقيقية.
وللاسف فان تصرفات وسياسة الحكومة الامريكية تجاه العراق والعراقيين بانت للجميع وبدأت تلوح بفشلها لأنها لاتأخذ بنصيحة الاهالي والقادة الاجتماعيين وراحت تطبق نظريات نقلها بعض الساسة والمنظرين الدين يجهلون ماهية هذا الشعب ويجهلون رغباته كما ويجهلون حقوقه وعاداته.واسباب الفشل كثيرة ولكن الآن نحن في الراهن نتحمل الخلل الذي حدث في الانتخابات وخرق قواعد الانتخابات والسلوك الانتخابي فان من التزم بها خسر ومن خالفها فاز فالبعض استغل سلطاته وحصل على مقاعد والبعض الأخر استغل الدين والفرقة بين الشعب وحصل على مقاعد والقسم الثالث استغل من قبل المحتل وحصل على مقاعد، ومن حمل لواء التجديد والديمقراطية والمساواة خسر والقسم الاخر لم يشترك اصلا ،وغيب عن عمد قسم منها كل هذه الفوضى حتماً تؤدي الى شلل تام في الحياة السياسية فماهو التفسير اذا كانت الحكومة قد تأخر تشكيلا عن عمد والى اي مدى تحسنت الحالة الامنية بعد الانتخابات والى اي مدى يبقى الشرطي والجندي ورجل الأمن ملثم، يخاف ان يُظهر وجهه بينما المتمردين والارهابيين حاسري الرؤوس . اين يكمن النصر في هذا ؟...هذا مايطرح الآن في الشارع، ولمـــادا؟
هناك حالة مبهمة في عراق اليوم وهناك ازمة ثقة بين الجميع ومع الجميع وكل هذا ينعكس بالتالي على يوميات وتفاصيل حياة الانسان الاعتيادي وبات هذا الشيء ضمن الاسرة المتنوعة الجدور والمعتقدات كلنا نبحث عن الحل والحل اساسا موجود نعيش ضمنه ونحيا ضمنه ونتنفس ضمنه اذ لايمكن ان ياتي الحل العراقي من خارج الحدود والطريق الى ذلك يجب ان يبدا من منطق عقلاني، منطق يوافق عليه الجميع رغما عنهم لان الحقيقة يجب ان تسطع في فضاء الحرية المليء بالفوضى والانفجارات الانتحارية التي ماانفكت تهدد كل شيء له علاقة بالعراق. ان طريق الخروج من المحنة يجب ان يبدأ بأحصاء سكاني يباشر به من القرية باتجاه المدينة وترافق هذا الاحصاء عملية استبيان لكل شيء مفيد شجرة كانت ام جماد، نهر وشارع وعامود نور، لاننا اذا بذلنا جهدا حقيقيا وباصرار حقيقي سنستطيع ان نسهل عملية التنمية المستقبلية ونكون جميعا قد عرفنا حجمنا الحقيقي وقوانا الحقيقية، هناك من يقول ان الشيعة اكثر من السنة وهنالك بيانات لاحصائيات اجنبية تقول العكس، هناك من يقلل من شان الكورد وهنالك من يعزز تجربتهم ونضالهم، المحصلة.. هنالك سوء فهم، جاء نتيجة تراكمات سياسية تعمدتها الانظمة الشمولية السابقة التي يجب ان نرفض حياتها، بعد عملية الاحصاء يمكننا ان نهيئ بطاقة انتخابية لكل مواطن للمرحلة القادمة كما ان لهذه البطاقة عمل مفيد اخر نؤشر عليه عملية الاستفتاء المقبلة للدستور وشكل الحكم والا مالفائدة من دستور يخط ويصادق عليه بعجالة مثلما صدق عل الانتخابات، التي فيه ثغرة واضحة وحجمت الاستحقاقات الانتخابية وجرتنا بالتالي الى صيغة توافقية أشرت سلفا على انها خطا وبرزت لنا تقسيمات وخنادق طائفية الكل يقول نمقتها والكل في الحقيقة يعمل ضمنها وفيها لابل يدفع بعجلته نحوها، اذا كنا نقول ان الحكام الدكتاتوريون عندما يفلسون وتنهار ايديولوجياتهم (كما حصل عندنا في العراق) يلجؤن للدين ويتخدونه ستار وعروة وثقى، حتما تقود الى التطرف بطرق غير مباشرة (وهذا هو الحاصل عندنا في العراق) فلماذا تسعى حكومتنا الفتية نحو تاسيس هدا المنهج الذي يقود نحو تطرف اعمى ، ومتناسين عن عمد كم اغدقت الاحزاب الوطنية من التضحيات على مر التاريخ من اجل الوصول الى هذه المرحلة، ان العمق في التفكير والقراءة المتاناة تقود حتما الى درب الحقيقة نحن بحاجة ماسة لمراجعة عمل العامين المنصرفين وسنشاهد الضرر الكبير والذي يفوق حجم الحرب والذي دفعنا نحوه دفعا مستجيبين لاستحقاقات امريكية بالدرجة الاولى عندها سنعرف مقدار البعد الدي يجب ان نكون عليه ونبني الوطن باتجاه التحديث لا باتجاه التراجع. ان الحالة الأمنية مطلوبة والسلم الاهلي مطلوب ولكن هناك فجوة سببها الاحتلال ودعمناه نحن العراقيون جميعا واخذنا ننظر بمنظاره هو، (أي الأحتلال) متناسين هويتنا الوطنية والثقافية والسياسية والاجتماعية التي لها اولويات في تاسيس هذا الوطن وفي اجندة العمل الوطني ولها رواداً عاشوا وماتوا ولم يكن يعرف عنهم انهم سنة او شيعة او كوردا او عرب او تركمان او مسيح بل كانوا عراقيون وطنيين ..رحمهم الله ورحمنا اذا عرفنا قدرنا انه من قدر العراق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رحلة نجاح علي طيفور: كيف تغيرت حياته وتحقق أحلامه في عالم صن


.. عودة المعارك إلى شمال ووسط قطاع غزة.. خلافات جديدة في إسرائي




.. القاهرة نفد صبرها.. وتعتزم الالتحاق بجنوب إفريقيا في دعواها


.. ما هي استراتيجية إسرائيل العسكرية بعد عودة المعارك إلى شمال




.. هل خسرت روسيا حرب الطاقة مع الغرب؟ #عالم_الطاقة