الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المواد الاباحية وسمومها القاتلة

مجدى زكريا

2013 / 9 / 8
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


تجتاح عالمنا موجة من المواد الاباحية. فهى تكتسح الاعلانات , الازياء , الافلام , الموسيقى , المجلات , التلفزيون , الانترنت , العاب الفيديو , الاجهزة المحمولة كالهواتف الذكية , والان ايضا خدمات تبادل الصور عبر الانترنت. ويبدو ان المجتمع اصبح يتقبلها بسهولة. فالمزيد من الناس فى المزيد من الاماكن " يستهلكون " المزيد من المواد الاباحية الى حد لم يسبق له مثيل.
حتى المواد الاباحية تشهد تغيرا ملحوظا. كتبت البروفسورة غايل داينز : " غدت الصور متطرفة للغاية بحيث ان التى اعتبرت فيما مضى اباحية فاضحة جدا صارت اليوم اباحية عادية ".
كيف تؤثر المواد الاباحية فى الافراد ؟
ان ما يقوله الخبراء : تسبب المواد الاباحية ادمانا شديدا. حتى ان بعض الباحثين والمعالجين يشبهونها بالكوكاكيين.
يذكر احد الذين كانوا مهووسين بمشاهدة المواد الاباحية على الانترنت : " لم يكن يردعنى رادع. فقد شعرت انى مخدر الحواس , وكان جسمى يرتعش ورأسى يؤلمنى. وكم عانيت لكى اتخلص من ادمانى. لكن السنين توالت وانا تحت رحمة هذه العادة ".
غالبا ما يخفى الذين ينغمسون فى الاباحية عادتهم هذه باللجوء الى التكتم وتضليل الاخرين. فلا عجب ان يعانى كثيرون من العزلة , الخزى , القلق , الكابة , والغضب. وقد يصل بهم التفكير فى الانتحار. يقول احدهم الذى اعتاد تنزيل مواد اباحية على هاتفه الخلوى كل يوم تقريبا : " انطويت على نفسى وغمرنى اليأس والشعور بالذنب. احسست انى شخص حقير ووحيد ومسلوب الارادة , كنت محرجا وخائفا للغاية بحيث امتنعت عن طلب المساعدة ".
حتى لو القى المرء تظرة خاطفة على المواد الاباحية او شاهدها عرضا فلن يسلم من تأثيرها السلبى. قالت جوديث رايزمن , باحثة رائدة فى هذا المجال , فيما كانت تدلى بشهادتها امام احدى لجان مجلس الشيوخ الاميركى : " تنطبع الصور الاباحية فى الدماغ وتحدث فيه تغييرا , اذ تترك فى الذاكرة اثرا كيميائيا حيويا فوريا ولا اراديا ولكنه اثر دائم . . . يتعذر او يستحيل محوه ". تروى سوزان 19 سنة , التى شاهدت صدفة مواد اباحية على الانترنت : " ما زالت الصور محفورة فى ذهنى , فهى تخطر على بالى فجأة. اشعر انى لن انجح ابدا فى محوها كليا من مخيلتى ".
الخلاصة : المواد الاباحية تستعبد ضحاياها وتدمرهم.
كيف تؤثر المواد الاباحية فى العائلات ؟
ما يقوله الخبراء : " زيجات تتحطم وعائلات تتفكك بسبب الاباحية ".
تلحق المواد الاباحية الضرر بالزيجات والعائلات. فهى : تقوض الثقة والحميمية والحب بين رفيقى الزواج.
تعزز الانانية والجفاء وعدم الاكتفاء بالشريك.
تغذى التخيلات والشهوات الجنسية غير السليمة.
تغوى المرء بأن يفرض على رفيق زواجه ممارسات جنسية شائنة.
تشجع على الخيانة فى القلب وفى الواقع.
وتلحق المواد الاباحية بالاولاد اذى مباشرا ايضا. قال احد الاشخاص : " حين كان عمرى عشر سنوات تقريبا , عثرت صدفة وانا العب الغميضة على مجلات اباحية لأبى , فرحت اتفرج عليها سرا دون ان ادرك تماما ما الذى يشدنى الى هذه الصور , وهكذا غرقت فى دوامة مضنية لم استطع الخروج منها حتى سن الرشد ". وتظهر الدراسات ان المواد الاباحية تحفز المراهقين على ممارسة الجنس فى سن باكرة , الاختلاط الجنسى , والممارسات الجنسية العنيفة , وتسلبهم الاستقرار العاطفى والنفسى.
الخلاصة : المواد الاباحية تدمر العلاقات الحبية وتجلب الحزن ووجع القلب.
المواد الاباحية بالارقام
كل ثانية : 300,000 شخص تفريبا يزورون مواقع اباحية على الانترنت.
كل دقيقة : يرسل مستخدمو الانترنت اكثر من 1,7 مليون رسالة الكترونية اباحية.
كل ساعة : يصدر فى الولايات كمعدل فيلمان اباحيان فاضحان للغاية.
كل يوم : اكثر من مليونى فيلم اباحى تؤجر كمعدل فى الولايات المتحدة فقط.
كل شهر : 9 من اصل 10 شبان تقريبا وحوالى 3 من اصل 10 شابات فى الولايات المتحدة يشاهدون المواد الاباحية.
كل سنة : كمعدل تدر صناعة المواد الاباحية عالميا 100 بليون دولار اميركى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استعدادات إسرائيلية ومؤشرات على تصعيد محتمل مع حزب الله | #غ


.. سائق بن غفير يتجاوز إشارة حمراء ما تسبب بحادث أدى إلى إصابة




.. قراءة عسكرية.. المنطقة الوسطى من قطاع غزة تتعرض لأحزمة نارية


.. السيارات الكهربائية تفجر حربا جديدة بين الصين والغرب




.. طلاب أميركيون للعربية: نحن هنا لدعم فلسطين وغزة