الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشروع -العاصمة السرية- أدبي/ فني/ وثائقي.

مختار سعد شحاته

2013 / 9 / 8
الادب والفن


فى البدء كانت الكلمة، فكانت النزلة:
حيث كان العالم وحضارته البشرية تلك المختصرة فى مصر القديمة، التى تلخصت فى بقعة شديدة الخصوصية فى أقصى شمال الدلتا بقرية منية المرشد، تلك التى استوطنها العارف بالله محمد بن عبدالله المرشدى، لتنتج بلورة سحرية تتمركز فى هذا الحى آخذة فى وصل ما بين السماء والارض من الكرامات ووحى القلم، فتجمعت فيها كل الفكر، وعصى الاتجاهات الفكرية، لتظهر النزلة فى نهاية المطاف.
النزلة، حيث العم والجهل، حيث اليقين والخرافة، حيث البحر والنيل والزرع والرمل، طبيعة منحوتة بيد التاريخ عبر سلاسل ممتدة من الإرث الإنسانى المتميز فى كل حين.
فترى أرضها ونزلتها فيها من كل صنف، فتسقط الشيوعية واليسار فى أرض النشأة، وتظل وارفة شجرتها، جنبًا إلى جنب مع فكر وهابى أو أخوانى قطبى أو مستنير، يناطحهم فكر ناصرى وآخر يمنى رأسمالى عفن، وبينها جمعاء صنوف من البسطاء يموجون بين الخرافة والأساطير التى حفزتها طبيعة المكان وعبقريته الجغرافية، فتراها اختصارًا لمصر القطر، والعالم كله، بل الحضارة الإنسانية بلا مبالغة.
لا يُدرى من أطلقها، ولا سر التسمية الحقيقية لها، لكنها كانت برغم كل شىء مهبطًا – لا للمراكب والصيادين – بقدر ما كانت لتجليات عبقرية، ظلت على مر تاريخ البلدة تنتج من عبقرية الإنسان ما يميزها عما سواها من أماكن مختلفة فى شتى بقاع المعمورة.
يقول عنها أحد هؤلاء الذين ينتمون إلى روحها لا ساكنيها : " منية المرشدى فى مستهلها نزله تطأ بها قدم مباركه هى للثقافة عنوان ونزلتها للفكر بيان شوارعها كما لو كانت أثر من زمان الزمان بها يلتقى الشجعان ولا لغيرهم ملتقى بها رجال ونساء للإشتراكية عنوان مات تاريخها وتوقف عند الأبواب يستاذن الرحيل ولكنها تأبى النسيان فيها المختار والسعيد والباسم والبهاء والسعد كله بشرى وعنوان كما بها الخليل والعبد والميزان الراجح فى كل مكان إن سألت عن كل هذه القيم تجد النزله لهم عنوان " "شادى بسيونى" مصور مستقل.

نزلة بني مرشد:
مساحة مربعة بالأمتار التى لا تتجاوز الخمسة آلاف متر مربع، تضم ما بينها كمًا وكيفًا من العبقريات الإنسانية التى تسكنها، كل ولدها فرد فى بصمته الإنسانية والإبداعية، الأمر الذى يجعلك تجزم بيقين مطلق، بأنها مقارنة مع غيرها من مناطق الأرض كلها تتميز، فرديتها متميزة بشكل يدعو للدهشة والعجب، فلا تجد لها مثالا يتشابه أو يتكرر على مر التاريخ الجغرافى والإنسانى قاطبة.
لا يعلم كائن ما السر وراء هذه العبقرية المطلقة لهذه المنطقة " حى النزلة"، ولا سر تلبس أولادَه الإبداعُ منذ نعومة أظفارهم، ، وهم فى هذا امتداد لأجيال تسبقهم من عبقرية الأداء الأدبى والإنسانى فى فنون الحكى والموال ونسج الخيال الآسر ما بين الشعر والزجل والقصة والرواية.
فى النزلة تتراص البيوتات الصغيرة التى سلف أن كانت أكواخًا للصيادين، فيها نبتت بذرة الإبداع الذى أنتج هذا القدر من عبقرية الآداء، إلى أن تمثلت فى عدة أجيال متقاربة ما بين كتابة القصة والرواية والشعر والزجل فيها مميز، كيف تثنى لها كل هذه الطواعية من الإبداع والفكر المغاير المميز؟.

عاصمة تختصر الوطن:
حقًا عاصمتنا السرية هى النزلة، التى اختصرت قريتنا التى قدمت وزير الزراعة فى العشرينات من القرن الماضى " فتح الله باشا بركات"، وابن اخته المولود فى قصره، زعيم الأمة "سعد زغلول" المنسوب إجحافًا إلى قرية والده، هى العاصمة التى قدمت أبا الطب المصرى" إبراهيم باشا عطا"، هى العاصمة السرية التى هزمت فى " عركة الهدار" جنود الإنجليز، هى التى رفضت فيها نخوة الرجال أن تساق نساءهم لخدمة عمال قناطر إدفينا، او الخدمة فى قصر عالى المقام وقتها، فتم إبعاد القناطر عنهم عقابًا وتنكيلا، هى العاصمة السرية التى صدرت لكل جامعات مصر على كل اختلافها الأساتذة ورؤساء الأقسام، فى الهندسة والطب واللغة والعلوم والآداب والجغرافيا، حتى الرياضة البدنية، هى العاصمة السرية، التى ماجت بجموع المثقفين والمستنيرين فى وقت عزت فيه الاستنارة، فصارت ثقل لا يستهان به سياسيًا وبرلمانيًا، هى العاصمة السرية التى نالت بركة القطب العارف بالله " سيدى محمد بن عبد الله المرشدى"، فحلت بركته فى نزلتنا، وفى كل ربوع عاصمتنا السرية، فكان سر تميزها.
هى كما قال عنها أحد أولادها : " النزلة، وحاراتها الضيقة المتقاطعة، التي تجعل الخروج منها صعبا، فكلما حاولت الخروج من شوارعها، وجدت نفسك في طريقك الذي دخلت منه، إنها كذلك، "دواير دواير"، تلك الطبيعة الجغرافية و"البنائية"، التي صنعتها أيدى البنائين العشوائيين، جعلت طبيعتها بعيدة عن الهجرات العشوائية التي أصابت قريتنا، لتنأى بنفسها بعيدة وتحفظ وحدتها وطبيعتها." " حجازى عبد الفتاح" صحفى ومدون .
هنا بعض نماذج من عبقريات سكنتها لا تتعدى كونها امتدادًا لعبقرية المكان والشخوص التى سكنته على مر تاريخ نشأتها، هنا مجرد تقريب لعبقريتهم التى لا تنقطع على مر تاريخها الرائع، كلهم سكنها أو تربى فيها، فكانت بدايات تكوينهم واحدة ترجع أصولها إلى مورد واحد هو هذا الحي الرائع على الدوام، هنا بعض حقهم فى الانتشار والتعريف بهم.
شكر واجب:
كل الشكر لكل من تحمل معنا إخراج هذا المشروع الأدبى الفني، وأطمح فى تحقيقه كاملا والخروج لأرض الواقع بكل محاوره.
فى الختام أتمنى أن أفلح فى رد بعض ما رأيته من إبداعها منعسكًا فى هذه النماذج التى سيعرضها الكتاب، وكلها تتمايز بكونها مردودة إلى أصلها الأول، ومرتبطة بأديم هذا الحى العبقرى على الدوام.
أتمنى أن تمتعكم بعض عبقرياتها المتفاوتة.
تعقيب:
العاصمة السرية مشروع أدبي فني توثيقي للمكان والشخوص والأساطير هناك، وهو ثلاثي المحاور، خرج إلى النور الفيلم الوثائقي في يناير 2013، وكتاب أدبي بعنوان "كُتاب العاصمة السرية.. من وحي إبداع النزلة"، والمحور الثالث والأخير رواية "بهلة" وهي تحت الطبع، وقريبا بدور النشر، ومعرض القاهرة الدولي للكتاب القادم بإذن الله. .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان الفلسطيني الكبير كامل الباشا يكشف لحظة حصوله على جائز


.. جدول ليالي مهرجان الموسيقى العربية?? #معكم_منى_الشاذلي




.. استقبال خاص من منى الشاذلي للفنان كامل الباشا الممثل العربي


.. محمود حميدة بصحبة ابنته في حفل افتتاح مهرجان وهران للفيلم ال




.. في ليلة لا تُنسى.. أوركسترا الموسيقى الغنائية تُشعل أجواء مس