الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من جبهة الإنقاذ الإسلامية في الجزائر إلى حزب الحرية والعدالة في مصر ... العسكر والدكتاتوريات مفرخة الإرهاب

عمار عكلة

2013 / 9 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


من جبهة الإنقاذ الإسلامية في الجزائر إلى حزب الحرية والعدالة في مصر
العسكر والدكتاتوريات مفرخة الإرهاب
ما أشبه اليوم بالأمس بعد الاحتجاجات التي عصفت في الجزائر بعام 1988 حينها قامت السلطة الجزائرية بالرضوخ الى حالة الغليان الشعبي آنذاك وأقرت بمبدأ التشاركية وتوسعة الحياة السياسية وتم بموجبها التعديل الدستوري للمشاركة السياسية فظهر على العلن تنظيم ذو خلفية دينية تحت اسم الجبهة الإسلامية للإنقاذ وقد اعترفت الحكومة الجزائرية بهذا الحزب وكان بقيادة الشيخ "عباس مدني" وينوب عنه الشيخ "على بالحاج "..
الحزب الحاكم في الجزائر شأنه كسائر الأحزاب الفردية الحاكمة في البلاد العربية لم يكن المواطن على ثقة به حيث تراكم الفساد والإفساد والمحسوبيات والضعف الاقتصادي في الداخل فضلاً عن فشل الأحزاب السياسية ذات الطابع القومي وانهيار الحلم العربي بالإضافة الى اندياح النظم الاشتراكية بعد ظهور البيروستريكا وإثرها جاء سقوط جدار برلين ,لم يكن للعرب عامة والجزائريين منهم إلا بالعودة إلى حظيرة الدين حيث وجدوا أن الإسلام هو الحل الدستور السماوي الذي شرعه الله لهم بين دفتي المصحف الشريف هو الملاذ والخلاص فدغدغت مشاعرهم ما أطلقته جبهة الإنقاذ من أفكار وأصبح لها الكثير من المؤيدين وقد بدا ذلك جلياً في نسبة الأصوات التي حصدتها الجبهة الإسلامية للإنقاذ في انتخابات عام 1989 وبعد شهرين من الاعتراف بها رسميا كحزب سياسي في الجزائر ..
كانت مفاجأة كبرى للسلطات الجزائرية فبموجب انتخابات تشريعية ديمقراطية حصدت الجبهة على الغالبية الساحقة في البرلمان 82% من المقاعد وسبقتها انتخابات البلديات وأصبحوا في مكان يؤهلهم لتولي القرار الجزائري ..
الخلاص الوحيد من هذا المأزق الذي حشرت نفسها به السلطة الجزائرية هي أنها قامت بملاحقة قادة هذا الحزب فاعتقل الشيخ عباس المدني وعلي بلحاج وأصبح قادة الجبهة مطلوبين للعدالة وفق معيار السلطة الجزائرية , كانت الطامة الكبرى التفجيبر الذي وقع في إحدى الثكنات العسكرية الحدودية وراح ضحيتها العديد من الجند " كبش الفداء لدى الدكتاتوريات العربية " وقد أُلصقت التهمة بجبهة الإنقاذ ..وإثر الغليان الشعبي الذي اجتاح الجزائر تنحى الرئيس الشاذلي بن جديد عن الحكم آنذاك ومن يقول أنه أُرغم على ذلك بانقلاب ابيض من العسكر وانتقلت السلطة في الجزائر الى المجلس العسكري بقيادة وزير الدفاع الجزائري "السيسي " عذرا على الخطأ وزير الدفاع آنذاك اسمه خالد نزار والذي أقر بعام 1992 ببطلان الانتخابات التشريعية وأُعلنت حالة الطوارئ بالبلاد وشنت السلطة حينها حملة واسعة من الاعتقالات طالت معظم قياديي الجبهة والنشطاء بها , مما دفع البعض الآخر الى اللجوء للجبال وتشكيل جناح مسلح تحت اسم الجيش الإسلامي للإنقاذ الذي أعلن الجهاد على حكومة العسكر الجزائرية ودخلت البلاد في دوامة العنف ولتاريخه لم تلتئم جراح الجزائريين منه ..
الخطأ الذي أطلقته على اسم وزير الدفاع الجزائري كان مقصوداً فالعسكر في مصر اختزله المشهد ذاته وانقلبوا على الحياة الديمقراطية تحت ذرائع مختلفة لتدخل مصر في دوامة العنف ولتكون الأنظمة العسكرية الشمولية هي التي تفرّخ الإرهاب ..فدولة مثقلة بالديون الخارجية وحجم الفساد كبير لدرجة النخر كما هو الحال في الجزائر فستكون تركة ثقيلة العبء على جبهة الإنقاذ الإسلامية في الجزائر حلحلة القضايا العالقة فيما لو عملت بموجب دستورها السماوي الذي جاء منذ أربعة عشر قرناً ونيف والذي توقف عند زمن لم يكن الإنسان وصل لما وصل إليه فلو أن تجربة جبهة الإنقاذ الإسلامية في الجزائر تسلمت زمام القرار في الجزائر ووفق خيارات الشعب الجزائري فإن نجحت في إخراج البلاد من أزمتها فلها شرف الولوج في عالم السياسة والقرار وإن فشلت فمن اختارها أول مرة له الخيار في أن يحكمه دستورا سماويا توقف باب الاجتهاد فيه منذ صدر الإسلام فيه أو يعود هذا الدستور ليكون حكما بين ضمائر الناس ونواياها ويوضع في دور العبادة وهو مكانه الصحيح ليسعى إلى دستوراً مدنياً يلائم متطلبات العصر وعوالقه وعوائقه ومستجداته ..
الحال كذلك اليوم وكلنا متابع لما حصل في مصر فبعد أن ظهر للعلن تنظيم الأخوان المسلمين ودخل الحياة السياسية في مصر كحزب مدني وبغض النظر عما يطرحه هذا الحزب إلا أنه وصل الحكم بإرادة ناخبيه ولا أحد منا يتنكر لنزاهة الانتخابات التي فاز بها حزب الحرية والعدالة في مصر وهو الحزب الذي أُقر الاعتراف به رسميا في تاريخ 6حزيران 2011 ليخوض غمار الانتخابات التشريعية ويفوز بنسبة 43.7% وهي أعلى نسبة من باقي الأحزاب التي تتراوح نسبتها من 22 الى اقل من 1 % وبعد أن يفوز في الانتخابات الرئاسية " محمد مرسي" ويتولى منصبه كرئيس للدولة يتدخل الجيش لمساندة معارضي الرئيس مرسي تحت ذريعة تصحيح مسار ثورة 25 أكتوبر واليوم "مرسي " وقادة الحزب وتنظيم الإخوان مطلوبون للعدالة وفق معايير وزير الدفاع "عبد الفتاح السيسي" ومجلسه العسكري كما هو الحال لدى "خالد نزار " وزير الدفاع الجزائري بعهد الرئيس " الشاذلي بن جديد".. والذي قاد الجزائر ألى حمامات دم لن تجف بعد وما يخشى على مصر أم الدنيا أن تنجر إليه , وكل ذلك مرده الحذاء العسكري الذي يحكم بلاد الشرق البائس الذين اختزلوا الوطن والوطنية تحت نعالهم ...
عمار عكلة . سوريا 2013
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كفوا عنا عنصريتكم البغيضة ياعرب
Jugurtha bedjaoui ( 2013 / 9 / 8 - 19:03 )
كفوا عنا عنصريتكم البغيضة ياعرب ( الجزاءر بلد امازيغي وليس عربي ) من فضلكم جميعا ياعربان ومن لايعرف الجزاءر وتاريخ الجزاءر ان لا يتدخل في الجزاءر و يجمعها مع القطعان عن جهل او عن قصد لعلمك سيدي الجزاءر من تبسة شرقا الى تلمسان غربا هي بلاد الامازيغ و فيها اللغة الامازيغية هي اللغة الام و ستبقى فانت تتكلم عن التلفزيون فالتلفزيون هو الوحيد من يتكلم العربية اما باقي الشعب الجزاءري فيتكلم لغة اجداده الامازيغ وفي كل المجالات ؟ اما عن خرافات عباسي و بلحاج فعليك ان تسأل الشارع الجزاءري ثم تحكم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


2 - يا من لايعرف كتابة اسم بلده الجزائر
عبد الله اغونان ( 2013 / 9 / 8 - 21:03 )
ما اسم هذا البلد المدعو الجزائر قبل الاحتلال الفرنسي ؟ ومااسمه بالأمازيغية؟
سميت الجزائر على اسم المدينة التي هي العاصمة اليوم كما كان المغرب يسمى مراكش على اسم مدينة كانت في فترة عاصمته
لو تفضلت أيها المدعو يوغورطة وترجمت لنا هذا التعليق بالأمازيغية ولو بحروف عربية أو حتى لاتينية
اليس في الجزائر عرب؟ هل فيها أمازيغ فقط؟ بأية لغة يتكلم أغلب الجزائريين عربا وأمازيغ بالعربية يتكلمون جلهم بالعربية وخليط من الفرنسية الا أن كلام الأمازيغ في جل المصطلحات عربي قح لأن اللهجة الأمازيغية قاصرة عن التعبير عن الحياة
وقد سبق أن تحديتك بلائحة من الكلمات لتعطيني مرادفها فهربت وعجزت عن الرد
من يقصي العرب والأمازيغ فهو العنصري الفتان
نريد من يناقشنا فلا نجد

اخر الافلام

.. اعتصامات الجامعات الأميركية وانعكاسها على الحملات الانتخابية


.. ترامب يكثف جهوده لتجاوز تحديات الانتخابات الرئاسية | #أميركا




.. دمار غزة بكاميرا موظفة في الا?ونروا


.. رئيس مجلس النواب الأمريكي يهدد بإسقاط التا?شيرة الا?مريكية ع




.. 9 شهداء بينهم 4 أطفال في قصف إسرائيلي على منزل في حي التنور