الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول ضعف الشخصية لدى المعارضة السورية

احمد عسيلي

2013 / 9 / 8
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


لا نكاد نقرأ اي مقالة او ستاتوس فيسبوكي او تغريدة تويترية لمعارض سوري يؤيد التدخل العسكري الامريكي ضد النظام الا و يبدء كلامه بأننا لم نكن نرغب بأي تدخل عسكري خارجي او بجملة رغم انني معادي لامريكا و اسرائيل او سلسلة تبدأ و لا تنتهي من التبريرات الاخلاقية لهذا التدخل و سرد قائمة طويلة من الجرائم التي ارتكبها النظام الاسدي رغم ان هذه الجرائم اصبحت معروفة للقاصي قبل الداني....اما الجانب المؤيد للاسد فكل كتاباتهم اصبحت وطنية و تعلي من شأن السيادة و ضد اي تدخل خارجي......قال لأن الحل يجب ان يكون سوري و بواسطة السوريين
لكن السؤال..........لما كل هذا الخجل السياسي؟
بكل بساطة المعارضين يريدون الاطاحة بالرئيس الاسد لان بقائه في الحكم وبال ليس على الحاضر فقط....و لا يوجد وبال اكثر من الوبال السوري حاليا......بل على المستقبل ايضا و الماضي و الاهم الاهم على الانسان السوري و حياته سواء المعارضين او الموالين لحكمه
و من يتذكر ردة الفعل المؤيدة لعائلة الاسد تجاه التدخل الروسي و الايراني و العراقي و حزب الله في سوريا و ردة فعل المعارضين حاليا يلاحظ وجود خجل شديد بل ضعف او عدم ثقة لدى المعارضين في مقابل جرأة ان لم نقل وقاحة كبيرة لدى مؤيدي الاسد
فكل المؤيدين كانوا يتباهون بالسفن الحربية الروسية الراسية في شواطئ طرطوس و يهللون للتدخل الروسي.....بل وصلت الامور بكثير من المسيرات المؤيدة لحكم عائلة الاسد برفع العلم الروسي و الايراني و اعلام حزب الله( و ليس العلم اللبناني بل علم حزب الله فقط) و يفخرون بشدة و ينظرون لاهمية دعم السلاح الروسي للنظام......حتى علمانيي النظام و الشيوعيين التابعين له من عائلة بكداش و قدري جميل لم يخفوا فرحهم بتدخل عناصر حزب الله في سوريا......و دافعوا عن اهمية هذا التدخل رغم ان تاريخ حزب الله مع الشيوعيين و قتل رموزهم و ابرزهم مهدي عامل و فرج الله الحلو معروف لهم قبل ان يكون معروف لنا....
رغم كل ذلك لم يرف لهم جفن او يحاولوا الدفاع عن موقفهم المؤيد للتدخل الشيعي او الروسي في الشأن المحلي.....ولم يحاول احدا اصلا من المعارضين اتهامهم بالعمالة للخارج و كأنهم صدقوا بالفعل ان بوتين هو ابو علي و انه مواليد طرطوس......و كأن الروس او الايرانيين من عظام الرقبة الوطنية.......و لا مجال للنقاش في تدخلهم بالشأن السوري
اما التدخل الامريكي و رغم انه لم يحدث بعد و رغم ان احتمالات حدوثه ليس مؤكدا و حتى في حال تدخله فان اهدافه غير معروفة بعد لنا نحن عباد الله الفقراء الذين لسنا مسؤلين كبار في اجهزة المخابرات- و لا حتى مسؤول صغير بالطبع- فاننا نخجل من هذا التدخل و كأنه عار على جبين الوطنية؟؟؟؟ لكن
لما هذا الضعف في الشخصية المعارضة؟؟؟
اعتقد لأننا ما زلنا نخاف في اعماقنا من اجهزة النظام و مازلنا نحتكم لعملاء المخابرات السورية و شبيحته لندلل على وطنيتنا
ما زال في داخلنا عقدة المواطن الصالح الذي يردد كل ما يقوله مدرس القومية او مدرس التدريب العسكري في مدارسنا ومازلنا الى الان لا نملك الشجاعة للاعتقاد ان هذا الوطن لنا و من حقنا المشاركة في القرارات المصيرية لمستقبله
و لا تعتقدوا أن الموضوع خاص بأمريكا و الحساسية ضدها او لتاريخها الاجرامي
فالاسد الاب شارك بقوات سورية سابقا تحت لواء تحالف تقوده امريكا من اجل ضرب نظام صدام.....و المؤيدين يدافعون عن هذه الفكرة.......اي ليس لديهم حساسية ان يكون الجيش السوري يضرب بلد عربي اخر و يأخذ اوامره و ينسق مع الجيش الامريكي.....لكن هذا مقبول بالنسبة لهم اذا كانت لمصلحة الاسد و بقرار منه و برضى كامل من اجهزة مخابراته.....و يصبح مرفوض اذا كانت غير ذلك و هم يقولون ذلك و يدافعون عن هذا التحالف تحت القيادة الامريكية.......لكن فجأة تتحول امريكا الى قوة شر اذا كانت ضد مصلحة حكم الاسد.....و فجأة نتحول مع المتحولين الى ترداد اقوالهم عن الشر الامريكي...
هذا الضعف في الشخصية و قلة الثقة بالنفس التي يعاني منها المعارضين للاسد يجب ان نتخلى عنها...وطبعا لا ألومهم في هذا الضعف لانني سوري و كلنا يعلم بقساوة التربية التي عشناها في ظل النظام و قساوة الخوف و الرعب الذي عانيناه لدرجة لم نعد نشعر ان هذه بلدنا و من حقنا القيام بتحالفات مع اي جهة كانت طالما ستؤدي بالنهاية الى ما فيه الخير للبلاد.....و اعتقد ان التخلص من الدكتاتورية فيه الخير كل الخير للبلاد
هذا بلدنا و ليست بلد الاسد او قطيع مؤيديه ( و هذه كانت احدى الشعارات الاساسية في المظاهرات )و ليسوا هم الذين يحق لهم ان يقرروا معالم الوطنية من اللاوطنية.....لانه ليس لديهم اصلا انتماء لهذا الوطن.....بل انتماؤهم هو عبوديتهم لعائلة الاسد .....و نحن.....نحن نحن نحن نحن نحن من لديه الحق في رسم سياسيات البلد
نحن.....لأننا سوريون اكثر منهم و لأنهم هم من بدؤوا اولا بالاعتماد على الروسي و الايراني و كل القوى الظلامية الطائفية.......و في السياسة كما في اي موقف واقعي لا يمكن لك ابدا ان تبقى نظيفا تماما طالما انك تحارب قذر....لا بد لنا ان نتلوث قليلا كي نستيطع القضاء على هذه القذارة......و بعدها نغتسل و نبدء البناء من جديد و على اسس جديدة...... و هذا لن يتم الا بسوريا جديدة ديمقراطية خالية تماما من حكم الاسد و من حكم اي عائلة اخرى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمات أحمد الزفزافي و محمد الساسي وسميرة بوحية في المهرجان ا


.. محمد القوليجة عضو المكتب المحلي لحزب النهج الديمقراطي العمال




.. تصريحات عمالية خلال مسيرة الاتحاد الإقليمي للاتحاد المغربي ل


.. موجة سخرية واسعة من عرض حوثي للطلاب المتظاهرين في أميركا وأو




.. فرنسا: تزايد أعداد الطلاب المتظاهرين المؤيدين للقضية الفلسطي