الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحكومة الفاشلة تقدم الخدمة المجانية للارهاب

نوري جاسم المياحي

2013 / 9 / 9
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


منذ ان سقط النظام العراقي السابق تحت جبروت الاحتلال الامريكي الغاشم ...بدأ المواطن العراقي يسمع مصطلحات جديدة لم يكن متعودعليها قبل الاحتلال ..مثل المقاومة والمقاومة الشريفة ..والمحتل وعملاء المحتل ..والجيش الحكومي ..وشرطة النظام ..والذي يهمني اليوم الارهاب .. وما خلفه هذا المصطلح البائس من ان الارهاب لادين له..ومحاربة الارهاب ..وغيرها من تسميات عديدة ومتشعبة لا اريد ان اضيع فيها ...وانعكاساته على المواطن المسكين .. عسلى ان يقرأها مسؤول ويعالجها بعلمية لا بحلول ترقيعية ..ولاسيما والعراق ينتظر اوضاع كارثية بعد العدوان على سوريا ..
ولابدأ بتعريف الارهاب وهوتلك الأفعال العنيفة التي تهدف إلى خلق أجواء من الخوف، ويكون موجهاً ضد أتباع طائفة دينية وأخرى سياسية معينة، أو اتباع فكر أيديولوجي، وفيه استهداف متعمد لسلامة العسكريين والمدنين. وباساليب العنف المعروفة للعراقيين المشروعة وغير المشروعة ..
بالنسبة لنا في العراق ..كان العنف يوجه ضد كل مايمت للمحتل بصلة ..وهذه يطلق عليها بالمقاومة المشروعة والتي اقرتها الشرائع الدولية والتي من حق كل شعب اتباعها لمقاومة المحتل الغازي ...وتعتبر مقبولة حتى لو الحقت بعض فعاليات المقاومة اضرار بالمواطنين وبشكل عرضي لا متعمد ...وهي مقبولة فعلى الشعب ان يتحمل بعض الخسائر للتخلص من ربقة المحتل ..
وقد تمكنت المقاومة العراقية المسلحة من الحاق الهزيمة بقوات الاحتلال واجبرتها على الانسحاب ...ولكن المحتل ترك نظام موالي له ..بقيادة عملاء او اصدقاء له يحافظون على مصالحه ..
وفي هذه المرحلة بالذات .. واجه المقاومون عدو جديد ..بنظام سياسي جديد ..وبدستور جديد ..رسخ مفاهيم لم يتعود عليها الشعب العراقي ..منها التقسيم الطائفي والمحاصصة الطائفية ..واستيلاء مجموعة من سياسي الخارج عادوا لنهب ثروات البلد وتنفيذ اجندات المحتل والتبعية لدول الجوار ..ومصالح هؤلاء كانت متناقضة وفي كثير من الاحيان متعارضة فيما بينهم ..
وهنا برزت ظاهرة الولاء لهذا الطرف او ذاك .. وهنا اختلط الامر على المقاومين ..اما ان ينظم لهذا الطرف ..او ذاك الطرف ..و وطرف ثالث مستقل بولائه للعراق ويحارب الطرفين المنحازين لدول لجوار..
وفي الحالة الاخيرة فبالتاكيد سيفقد التمويل المالي وسيفقد الدعم االسياسي الخارجي والذي كان يحصل ..اي ان عنصر القوة المالية والدعم المالي سيفقده ..ومن هنا نجد ان الكثير من الذين قاوموا قوات الاحتلال من اجل المقاومة الشريفة والصرفة للدفاع عن العراق انسحبوا من الميدان مفضلين الانزواء والانتظار لصراع الطرفين اعلاه ..
وان بقي احدا منهم فهو يحارب الجبهتين معا بالرغم من ضعف امكانياته بسبب فقدانه للدعم الخارجي ...
ولا يخفى على احد ان المعسكرين المتخاصمين على الساحة العراقية الان ..اولهما تسانده ايران وحلفاءها ..والمعسكر الثاني تسانده السعودية وتركيا وامارات الخليج ..والطرفين وللاسف يستخدمان اقذر سلاح عرفته البشريةعبر التاريخ وهو سلاح الفتنة الطائفية ..والتعصب الديني والقومي والمذهبي ..والذي يحول الانسان من عاقل وحكيم الى غبي ومجنون ..واستعداد الاخ لقتل اخيه ..
وهنا يرى البعض ان أحد الأسباب التي تجعل شخص ما إرهابياً أو مجموعة ما إرهابية هو عدم استطاعة هذا الشخص أو هذه المجموعة من إحداث تغيير بوسائل مشروعة، كانت اقتصادية أو سياسي مدني عن طريق الاحتجاج أو الاعتراض أو المطالبة والمناشدة بإحلال تغيير.
وفي حالة مثل حالتنا في العراق ..بلد احتل ..وعناصر انتهازية ومرتزقة تمكنوا من استلام السلطة ..فامسكوا بها باسنانهم واياديهم . هم من حيث المبدأ متفقون فيما بينهم على تقاسم الكيكة والكعكة ..
ولكن الطمع يدفع باحدهم ليقضم عضة اكثر من استحقاقه من حصة حليفه ..وهنا يتحول الصراع بينهم الى مفخخات واغتيالات وخراب بيوت ..ولكن الضرر لايقع على السادة الكبار وانما الضحية دائما وابدا هم فقراء ومساكين الشعب ..
ومنذ عشرة سنوات لم يجد شعبنا (سواء أغلبية أو أقلية) اذنا صاغية لمطالبه وهمومه وعذاباته لكي ينزع الفتيل من حدوث أو تفاقم الأعمال الإرهابية. والامثلة على ذلك عديدة وفي كافة انحاء العراق ..
قد يسأل احدكم ..ومع من تصطف دولة الاحتلال الامريكي التي كانت هي سبب الارهاب وقوى الارهاب ..اقولها بصراحة انها مع مصالحها ..ليست مع هذا الطرف او ذاك ..مرة مع الطرف الموالي لعدوتها ( الظاهرية ) ايران ..ومرة مع حليفتيها السعودية وتركيا ( الظاهريتان ) ..والصديق الوحيد الثابت الذي لايتغير هي اسرائيل ..حتى لو وقفت ضد مصالحها َ!!!
ولنعد للارهاب ولعنته ..نستنتج انه عبارة عن افعال مشروعة او لا مشروعة الغاية منه فرض تغيير ما على الطرف المقابل ..اي على النظام الحاكم في عراق اليوم ..
الارهاب يعتمد اساليب يتصور انها ستكون ناجحة لتغيير النظام ..مثل استخدام الانتحاريين والسيارات المفخخة ..والعبوات الناسفة واستخدام القتل باسلحة كاتمات الصوت وغيرها ..وبعضهم يستخدم القتل بوسائل بشعة لا تتقبلها النفس البشرية كذبح النساء والاطفال وفي الاونة الاخيرة لجأوا الى استعمال الغازات السامة لنشر الرعب بين الناس وهم يستخدمون اية وسيلة متاحة عندهم لنشر الرعب والخوف بين المواطنين ..هذا ما اطلق عليه افعال ارهابية
اما الافعال المضادة للارهاب ..فهي كافة الاجراءات التي تتخذها الحكومة والسلطات الامنية لمكافحة الارهاب ..والتي يطلق عليها الحرب المضادة للارهاب ..منها قانونية مثل المادة (4) ارهاب مثلا ..اونقاط التفتيش ..او المداهمات العشوائية والاعتقالات وتعذيب المعتقلين واية اجراءات مقيدة للحريات ..كمنع التجول مثلا وبالامس فرضت قيود الفردي والزوجي على حركة السيارات ..وما شابه ذلك ..
من هنا نجد ان الارهاب ..يضغط على المواطن المسكين لكي يثور ضد الحكومة
بالمقابل نجد ان الحكومة تضغط على الشعب لكي ينقم على الارهابين ليساعدها في القضاء على الارهاب ..
وهنا علينا ان نلاحظ ان المواطن يلعن الارهاب وكل من يقف وراءه ويموله ويدفعه ..كائن من كان ..وبنفس الوقت نجد ان المواطن يزداد حقده على حكومته الضعيفة والفاشلة والتي لاتستطيع ان تحميه من جرائم الارهاب ..وبنفس الوقت عاجزة عن تحريره من المضايقات اليومية ..اي ان الشعب هو الضحية بين الطرفين ,,الارهاب والحكومة ..
هنا علينا ان نلاحظ عامل مهم وجديد يدخل في المعادلة الارهابية ..عامل طردي كما في الرياضيات ..كلما ازداد الارهاب ..كلما ازداد القمع الحكومي ..وبلتالي تزداد نقمة المواطنين .. ويزداد الشعور بالياس والعجز ..وهكذا دواليك ..
ولكي اضرب مثلا على ذلك من الواقع العراقي اليومي ..بالامس اصدرت الحكومة قرار بالسماح للسيارت الفردية او الزوجية بالمرور ..وهذا يعني ان نصف عدد السيارات ستبقى بالبيوت ... والمفروض حركة المرور تخف ويرتاح المواطن ..اما على الارض وفي الواقع حصل العكس ..شددوا من اجراءات التفتيش والتاخير ..فمثلا من يريد عبور نقطة تفتيش البكرية مثلا انتظر ساعتين ونصف ..وفي نقطة اخرى اكثر من ساعة ..فما ذنب الموظف ان يتحمل تاخير 4 ساعات لكي يصل دائرته ..وهنا اكيد سيحقد على الحكومة واكيد سيتعاطف مع الارهابين وربما يساعدهم ..
من يرى ولده يضرب اويقتل بالشارع او عند نقطة التفتيش وبلا مبرر امام عينيه ..فلم لا يحقد ويغضب ويتطوع ويتحول الى ارهابي حاقد ؟؟
عشرة سنوات والحكومة الفاشلة ( بتقييم الامم المتحدة ولست انا ) لم تستطع تامين تسجيل معلومات دقيقة عن السيارات في الشارع او عن الناس في بيوتهم ..ولا وفرت اجازات السوق ولا توفير الشوارع لملايين السيارات ..ولا نشر ثقافة المرور والسياقة ..او تامين سيارات للنقل العام كما كانت سيارات مصلحة نقل لركاب ..
الا تتفقون معي ؟؟ عندما تكون الحكومة فاشلة بهذا الشكل وغير كفوءة ولملوم محاصصة للفاشلين ..اتستطيع محاربة الارهاب ؟؟؟ ام هي تتحول الى وسيلة مساعدة لتربية الارهاب وتنميته ؟؟؟ ..
وهذا مانفتقده بالعراق ويدفع ثمنه المواطن المسكين من راحته ودمار اعصابه وفقدان ماله ووقته وراحته ...لان مجموعة من الفاشلين وبضربة حظ استلموا السلطة وتمسكوا بتلابيبها وعلى حساب المواطن المسكين ..
اللهم احفظ العراق واهله اينما حلوا او ارتحلوا ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان الآن مع صلاح شرارة:


.. السودان الآن مع صلاح شرارة: جهود أفريقية لجمع البرهان وحميدت




.. اليمن.. عارضة أزياء في السجن بسبب الحجاب! • فرانس 24


.. سيناريوهات للحرب العالمية الثالثة فات الأوان على وقفها.. فأي




.. ارتفاع عدد ضحايا استهدف منزل في بيت لاهيا إلى 15 قتيلا| #الظ