الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يمكن للإبداع أن يحكم بين أطراف الصراع ؟

احمد مصارع

2005 / 5 / 20
العولمة وتطورات العالم المعاصر


من اجل عالم أفضل ؟ (1 )
يبد و العالم من حولنا مضطربا, وحين يمكننا الشعور بالتفاؤل ,إزاء انسجامه الجزئي , فإننا سنكون قلقين حتما من حالة اضطرابه الكلي , فالوضع الدولي السائد حاليا غير آمن على مستقبل إنسانيته , متوتر وغير هادى
بل ويفتقد الى التنظيم و وبعث روح الثقة فيه , ففي فضائه خلل كبير مصدره وجود فجوة من الجفاء , أو اللامبالاة , ينقلب أحيانا الى نوع التزمت الصلب , وأحيانا نحو الانفلات المميع , وسنظل الى وقت طويل نعاني من ضعف روح التفاعل بين الدول , رغم سيادة القدرات التكنولوجية الهائلة , والمعولمة بدرجة عالية , بما لا يقاس مع الأزمنة العتيقة , كما أن السلطات الحكومية في معظم البلدان مازالت تتمترس وراء التجريدية , ولترسل إشارات الخوف للشعوب ولمصالح الأفراد والجماعات الخاصة , الأمر الذي يزيد من حجم الشكوكية الخفية ويطلق العنان لعقلية المناورات , وربما ترسيخ نظرية المكائد والمؤامرات , بوصفها المظهر الملازم للفعل السياسي على الساحة الدولية , ولتبقى على الدوام , خلف ( بيرسونا ) أو خلف قناع متبدل لا يسمح للحياة أن تتكاشف في شفافية , في سلوك أقل ما يقال عنه و ( بسيكوباثي ) مرض نفساني , من عدم الثقة , من امكان تعديل العالم المعاصر , والأخذ بيده نحو حياة أفضل , بعيدا , عن اللعبة المدرسية للنظريات السياسية السلوكية , لتحويل الآخر الى ( روبوت ) ضحية للتجارب العلمية , بينما يقوم المدجج بالتكنولوجيا بإجراء تجاربه , عليه عن بعد , وهو ممسك بل ( الريموت كونترول ) , بذا يتحول الآخر وهو الروح الموازية المضطربة , الى مجرد مادة , وموضوع , ليدفع أثمان لا وعيه , ولا شعوره , على شكل معاناة مريرة , ولا يجد القاتل الحقيقي في هذه الحالة , وفقا لما يعتقده البعض , أي شعور بالقتل العمد , كما تحدث الجرائم المنظمة , وتضيع الأدلة , فلقد كان الفعل غير مباشر , وما يشاهد على شاشة التلفاز , هو مجرد صورة باهتة , أو كما يحدث مع المريض المنوم مغناطيسيا كما يقال , بحيث يتم التجاوب سلبيا مع التوجيهات القصدية .
العالم المعاصر يعاني في حقيقته الموضوعية , من سوء عدالة , محيرة بحيث يتلبس الشر بالخير , في غموض عات , وتعمية دخانية , بحيث يجد معظم الناس أنفسهم , أمام مالا يفهم , وهو الأكثر دهشة , بل وخوفا من المصير المجهول الذي ينتظرنا .
هل يمكننا تحديد المبادئ التي تقف خلف الأحداث السياسية , كما لوكانت بمثابة نظريات سياسية , وما يحدث في الواقع , هو مجرد آلام التطبيقات العملية لتلك النظريات ؟! , وما الجدوى ؟
المبدأ الأول : لا يوجد تضامن حقيقي , صادق , بين أبناء الجنس البشري , وعلى المبدأ الشعبوي البسيط ( بأن لا أحد يحس بآلام الآخر ) , كل استجابة هي شكلية بل ومتواضعة حتما , ولن يكون بمقدورها , على الأقل الاستمرار والى آخر المشوار , فهي مبادرة آنية ومؤقتة , وهذا ما يحدث غالبا مع البيئات المعرضة للكوارث , مع ملاحظة كيفيات التضامن الشكلية للغاية .
المبدأ الثاني : اعتماد الغموض أسلوبا , والتعقيد مظهرا , بل وعدم الحوار بشكل مباشر , حول الهموم الحقيقية , والتي يجب وضعها على الساحة الدولية , من مثل ( خذ هذا, ودع ذاك ) , ليتحول الموقف الى تحولات متتابعة لل أفضليات , بشكل سلمي , إقناعي , وبدون عملية الإكثار من الطرق الالتفافية , وبوصف الضعيف هو كذلك و ولكن بصفة مؤقتة , وترك المسافة ملائمة للتشاور مع النفس , لقبول المقايضة , وهو عمل مشروع للغاية .
المبدأ الثالث : شبح القلق الخفي للقوي , وفي عملية بحثه عن مصالحه المفترض منطقيتها , أو ضرورتها , يصغر أثناء ذلك من حجم العالم الكبير نسبيا , ويحوله الى حلبة لمصارعة الثيران مستثارة بالأحمر والدم , وهو الأمر الذي يتنافى مع كون العالم وديعا بما فيه الكفاية , إذا أحسنت عملية لجم أصالته الفروسية , وهو ما نلاحظه , عند الشعوب والأفراد في تقديرها الدائم للعبقريات الفلسفية والعلمية , والإنسانية , وفي تخوفها الشديد , بل وفي تحفظها أمام أصحاب المصالح , الذين يرتدون الأكف السوداء .
المبدأ الرابع : تنمية الوحوش المحلية , وإطلاق قوى الشر الكامنة فيه , لمجرد الرغبة في السيطرة على الآخر , ولدفعه , بل لزحلقته نحو المصير المجهول القاتل , وبدون مفاوضات حقيقية .
من أجل مفاهيم أكثر رحابة....
الجزء الأول








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معركة ساخنة بين بايدن وترامب؟ | المسائية


.. الإصلاحي بيزشكيان والمحافظ جليلي يتأهلان للدور الثاني من الا




.. ميقاتي: لبنان سيتجاوز هذه المرحلة والتهديدات التي نتعرض لها


.. حماس تدعو الأردن للتحرك من أجل مواجهة مشروع ضمّ الضفة الغربي




.. أبرز التحديات التي تواجه الديمقراطيين في حال أرادوا استبدال