الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل ثمة خطر اندلاع حرب اهلية في مصر بعد الثورة؟٢-;-

حسقيل قوجمان

2013 / 9 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


هل ثمة خطر اندلاع حرب اهلية في مصر بعد الثورة؟٢-;-
كمساهمة في الحوار مع الاستاذ خليل كلفت الذي اعلنته ادارة الحوار المتمدن احاول ان اناقش السؤال الاساسي في الحوار "هل ثمة خطر اندلاع حرب اهلية في مصر بعد الثورة؟" جوابي على السؤال هو لا . لا وجود لخطر اندلاع حرب اهلية في مصر ما بعد ثورة الثلاثين من يونيو. فكما لكل ظاهرة اجتماعية ممستلزماتها للحرب الاهلية مستلزماتها غير المتوفرة في مصر ما بعد الثورة.
احدى مستلزمات كل حرب اهلية انقسام الشعب الى فئتين متعادلتين او متقاربتين في قواهما. فهل حصل مثل هذا الانقسام في ثورة يونيو؟
ادت الانتخابات المصرية الى تولي الاخوان المسلمين على السلطة وانتخاب الرئيس الاخواني محمد مرسي رئيسا للجمهورية. وشعر الشعب المصري خلال مدة حكم مرسي انه لم يصبح رئيسا لكل المصريين كما هو مفروض وما وعد به بل سلك سلوك رئيس اخواني ياتمر باوامر حزبه ضد مصالح الشعب المصري مما ادى الى تذمر الشعب المصري من ادائه واداء حزب الاخوان وانهيار الثقة بهم. ونشات حركة تمرد لهدف نزع الثقة من الرئيس من اجل ايقاف المسيرة المدمرة للشعب المصري نحو المصير الذي كان حزب الاخوان يقود الشعب المصري اليه وتحقق ذلك في ثورة يونيو.
وحدث الانقسام في ثورة يونيو فماذا كانت نتائج الانقسام؟ طرف الشعب المصري متمثلا بحركة تمرد بعشرات الملايين يؤيدها ويساندها الجيش المصري والشرطة المصرية من جهة وحزب الاخوان المسلمين بجماهيره من الناحية الثانية. ومهما بلغ عدد اعضاء ومؤيدي الاخوان فلا يمكن مقارنته بملايين الشعب التي اعلنت ثورة يونيو وايدها الجيش والشرطة. هذا الانقسام لا يلبي مستلزمات الحرب الاهلية لانه انقسام غير متعادل ولا يقرب من التعادل.
كان من الطبيعي جدا ان يعلن الاخوان ثورتهم ضد الثورة وازاحتها عن السلطة بازاحة الرئيس مرسي وابطال القرارات المهمة في اتجاه اخونة مصر. فقد خسروا الفرصة الحقيقية الاولى في تحقيق اهدافهم باخونة جميع دول الشرق الاوسط المسلمة وتحقيق شرق اوسط اخواني جديد. فعبروا عن غضبهم بالدعوة الى مظاهرات مليونية ثم الاعتصام في رابعة العدوية واماكن اخرى وهو حق قانوني مارسوه الى جانب المظاهرات الاخرى. لم تقابل السلطات مظاهرات الاخوان الاحتجاجية بالقوة طالما كانت سلمية.
من مستلزمات الحرب الاهلية ايضا ان يكون كلا طرفي الانقسام يحتاج الى تحقيق اهدافه عن طريق العنف. فما الذي جرى في مصر بعد الثورة؟
لم يكن طرف الاغلبية المؤلف من الشعب الثائر يساندها الجيش والشرطة بحاجة الى ممارسة العنف في تحقيق اهدافه اذ اعلن خارطة طريق واضحة وبدأ في تطبيقها فور اعلانها.
اما الطرف الثاني المؤلف من الاقلية المتمثلة باعضاء ومؤيدي الاخوان المسلمين فلم يكن يستطيع تحقيق اهدافه الا عن طريق العنف. كان الهدف الذي اعلن الاخوان العمل على تحقيقه هو نقض الثورة واعادة حكم الاخوان واعادة الرئيس المخلوع محمد مرسي الى منصب رئاسة الجمهورية واعادة الدستور والمجلس التشريعي.
كانت الحجة التي اعلنها الاخوان سببا لثورتهم حجة الشرعية، شرعية الصندوق التي جاءت بالاخوان الى السلطة. وزعموا ان شرعية الصندوق تعني استمرار حكم الاخوان لكامل المدة التي حددها القانون لانتهاء مدة حكمهم. جعلوا نتائج الصندوق مقدسة يجب ان تستمر بصرف النظر عن سلوك وسياسة البشر الذين انتخبهم الصندوق. ولذلك اعتبروا ازاحة مرسي والاخوان انقلابا عسكريا ودعوا الى اسقاط الانقلاب العسكري واعادة شرعية الصندوق كشعار لا يمكن التخلي عنه. ولم يكن بالامكان تحقيق هذا الهدف بالمظاهرات والاعتصامات السلمية.
اثاروا ضجة عالمية حول خرق الشرعية والانقلاب العسكري وضرورة عودة الرئيس الى الحكم كشرط اول لانهاء ثورتهم واعتصامهم واعتمدوا على تاييد اخوانهم في العالم الاسلامي وعلى اسنادهم من قبل الدول الامبريالية وخصوصا الولايات المتحدة التي حالفتهم واعتبرت الثورة انقلابا عسكريا ودعت الى الحوار مع الاخوان لحل المشكلة. والحوار يتطلب لغة مشتركة يستند الحوار اليها. ولكن الاخوان اغلقوا كل امكانيات الحوار لانهم اشترطوا ان يبدأ الحوار باسقاط الانقلاب العسكري وعودة مرسي والاخوان الى الحكم. اشاعوا بان الشعب منقسم على نفسه اقساما متعادلا وان اغلبية الشعب هي الى جانب الغاء الانقلاب العسكري واعادة شرعية الصندوق.
كان لابد ان يلجأ الاخوان الى العنف من اجل تحقيق هدفهم الاساسي، استعادة حكمهم. وقد توجهت الاعتصامات التي دامت اكثر من اربعين يوما الى ممارسة العنف ضد الجيش والشرطة والمؤسسات الحكومية والممتلكات الاخرى وحتى الكنائس. والهدف الحقيقي كان تحويل ثورتهم واعتصاماتهم الى حرب اهلية عن طريق استجابة الطرف الثاني الى مقابلة عنفهم بعنف مماثل. ولكن الطرف الثاني لم يكن بحاجة الى ممارسة العنف المماثل واقتصر الرد على عنفهم بالدفاع عن المؤسسات الحكومية والاجتماعية التي يهاجمونها. رغم جهود الاخوان لتحويل الصدام الى حرب اهلية لم تتحق حرب كهذه لعدم توفر الشرط الثاني لنشوء حرب اهلية، شرط ان يحتاج كلا طرفي الانقسام الى تحقيق اهدافه عن طريق الحرب وممارسة العنف.
ادى تحول المظاهرات والاعتصامات الى مظاهرات عنفية الى ضرورة فض الاعتصامين الكبيرين في رابعة العدوية والنهضة. وقد صور الاخوان ان اية محاولة لفض الاعتصام ستؤدي الى حرب اهلية والى اسقاط الانقلاب العسكري واعادة مرسي الى الحكم. وخلقوا نوعا من القدسية على مرسي واعلنوا ان مرسي لم يسقط بل انه اصبح رئيسا للعالم الاسلامي والعالم الحر كله.
في التهنئة التي وجهتها الى حركة تمرد وقيادتها غداة ازاحة محمد مرسي كتبت:
اقوم بهذه التهنئة بدون تجاهل ما يمكن ان يحدث من الصدامات كرد فعل للفشل الذي حل بالاخوان المسلمين الذين احرزوا فرصة حياتهم التي كانوا يريدون تحقيقها كدولة الخلافة وتحقيق ما يسمونه تطبيق الشريعة رغم كل التدابير الاحتياطية التي اتخذها الجيش لمنع حدوثها. نؤمل ان ينجح الجيش المصري والشرطة المصرية في منع او حصر مثل هذه المصادمات بين فريقين من الشعب المصري تتفق مصالحهما الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية ولا يفرقهما سوى التزمت الديني المزيف والمتطرف.
المقصود من الفريقين من الشعب فريق شبيبة تمرد الثوار بملايينه وفريق قواعد الاخوان المسلمين. فقادة الاخوان جزء متطرف من الطبقة الراسمالية يستغل جماهيره القاعدية استغلالا راسماليا تحت شعارات دينية اما جماهير الاخوان القاعدية فهي جماهير مستغلة شانها شان فريق تمرد يخضعون لتوجيهات قيادتهم خضوعا اعمى لانخداعهم بشعاراتهم الدينية. وانا اشعر ان حركة تمرد التي استطاعت ان تتصل باثنين وعشرين مليون مواطن لكي يوقعوا على طلب نزع الثقة من الرئيس مرسي باستطاعتهم ان يصلوا الى الالاف من هذه القواعد الاخوانية وتوعيتهم واقناعهم بان الشعارات الدينية التي يرفعها قادتهم ليست سوى وسيلة لاستغلالهم ودفعهم في الاتجاهات المتطرفة التي يقودونهم اليها.
اثبتت وقائع اعتصام رابعة العدوية ان قادة الاخوان المسلمين كانوا يعرفون سلفا ان حركتهم غير قابلة للتحقيق فاعدوا سلفا وسائل اختفائهم وهروبهم بحيث انه ما ان بدات حركة فض الاعتصام الا واختفت المنصة ومن عليها واصبحوا هاربين من العدالة وبقيت جماهير القاعدة لمواصلة المقاومة وتقديم الضحايا ولكن هدوء القوات الامنية واهتمامهم بحياة هذه الجماهير بحيث فتحت لهم طريق الخروج الامن فخرجوا بالافهم خروجا امنا بدون ان يعترضهم احد.
ادت ثورة يونيو الى انقاذ الشعب المصري من المصير المظلم الذي كان الاخوان يقودونه نحوه. ولكن هل انقذت الثورة الشعب المصري من مخاطر اخرى؟ هذا ما ساحاول مناقشته في المشاركة القادمة في هذا الحوار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لمصلحة من ؟
أحمد عليان ( 2013 / 9 / 9 - 11:03 )
الموافقةعلى صواب الفكرة الرافضة لأسلمة السياسة ، لا تمنع الاعتراض مجريات الأمور في مصر فأنا و كثير غيري من القائلين بحصول ظلم فظيع في حق دعاة الشرعية التي لا يمكن تبرير اسقاطها بانقلاب مدفوع بردة عن أهداف ثورة الأغلبية المسحوقة ..و لادراك هذه الحقيقة يكفي التساؤل -لمصلة من حصل الانقلاب ؟ - و لنتمعن الفكر الذي تفرزه ثقافة الاعلام المصري هذه الأيام لنعرف ملامح الاجابة التي لا تخرج عن السعي الى استعادة السلطة الضامنة لحماية المعتادين على امتيازات صارت محل تهديد من حكم جديد يريد قلب الأوضاع لصالح شرائح أخرى لم تعرف امتيازات المناصب و المكاسب . هذا مع العلم أن المدافعين عن الشرعية ليسوا كلهم من أتباع الاخوان.. و كعلماني يساري أرى أن مضمون المقال يصب في غير مصلحة الشعب المغبون و طبقاته المسحوقة مهما كان اتفاقنا في الاعتراض على السياسة الاخوانية


2 - الصندوق وادواك ما الاقتراع من شر الوسواس الخناس
علاء الصفار ( 2013 / 9 / 9 - 12:25 )
تحية الاستاذ حسقيل قوجمان
الانتفاض على سلطة مبارك اخذ طابع حرب اهلية انهزم النظام مذعورا امام الملايين والتي تصرخ ارحل. لا ننسى امريكا حاولت ان ترى ما يحدث واخيرا نصحت عميلها ان يرحل! لماذا؟
امريكا حاولت ان تعضد مصالح الطبقة البرجوازية في مصر,التي هي راسمالية تحتاجها الامبريالية, بكلمة اخرى ان امريكا تخشى ان يصل ممثلي الشعب عبر الحراك الثوري, لذا تهيئة امريكا والاخوان لقيادة ثورة مضادة لحرف الحراك الثوري عن مساره. فقبلت البرجوازية المصرية ان يمثل مصالحها الاخوان بعد رحيل مبارك.الجماهير الشعبية التي قادة الحراك ضد الدكتاتور كانت تحمل حقد الفقراء ضد سلطة الراسمال. برز الاخوان من خلال تقديم الوعود المعسولة ليس فقط لجماهير الشعب بل وحتى للفقراء من تنظيمهم,فعلى مدى عام انفضح دور الاخوان الطبقي والخيانة الوطنية,لذا صار وضوح من ان الاخوان اشد رجعية ويمثل مصالح البرجوازيو المصرية ويتحالف مع السعودية الوهابية,التي هي مدانة بكونها تخون الاسلام اساسا. لهذا خرج تلك الملايين ضد حكم الاخوان وهي كانت حرب اهلية اصيلة على الاخوان فترك الاخوان السلطة مشتتين لهول الشارع الكاسح و بملايين لا لحكم المرشد


3 - هل الجيش المصري مع الثورة أم ضد الثورة؟
يعقوب ابراهامي ( 2013 / 9 / 9 - 19:43 )
حسقيل قوجمان في 2013 / 6 / 20: عند ازاحة حسني مبارك اصبح المجلس العسكري اداة الطبقة الراسمالية في حكم مصر وادار المجلس العسكري حكم البلاد بصورة تضمن وصول الاخوان الى الحكم. فما جرى من اجراءات غريبة قبل التحول مثل الانتخابات قبل الدستور وكيفية وضع الدستور وغيرها من الاجراءات التي عارضها الشعب المصري لم يكن اخطاء بل كان خطة مدبرة باحكام من اجل تحويل السلطة الى الاخوان لان الاخوان هم افضل سلطة تصلح لكي تكون اداة الطبقة الراسمالية في الظروف القائمة
حسقيل قوجمان اليوم: لم يكن طرف الاغلبية المؤلف من الشعب الثائر يساندها الجيش والشرطة بحاجة الى ممارسة العنف في تحقيق اهدافه اذ اعلن خارطة طريق واضحة وبدأ في تطبيقها فور اعلانها
الخلاصة: لا تعلق على ما يحدث اليوم في العالم إذا كنتَ بعيداً عن الأحداث وتستند فقط على نظرياتٍ وُضِعت قبل أكثر من مائة عام في عالمٍ يختلف كلياً عن عالمنا

اخر الافلام

.. سائقة تفقد السيطرة على شاحنة وتتدلى من جسر بعد اصطدام سيارة


.. خطة إسرائيل بشأن -ممر نتساريم- تكشف عن مشروع لإعادة تشكيل غز




.. واشنطن: بدء تسليم المساعدات الإنسانية انطلاقاً من الرصيف الب


.. مراسل الجزيرة: استشهاد فلسطينيين اثنين بقصف إسرائيلي استهدف




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش إرهاق وإجهاد الجنود وعودة حماس إ