الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدعم المرفوع ( بالكسرة ) ..!!

نورالدين محمد عثمان نورالدين

2013 / 9 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


. جاء في الأثر ان السودان هو سلة غذاء العالم ، وهذه الحكاية الاسطورية جاءت نسبة للأراضي الزراعية الشاسعة التي يتميز بها السودان من دون خلق الله من بلاد الدنيا ، وهنا تساءل صديقي ، اين موقع الصين من هذه السلة الغذائية ، فهناك في ارض الصين ملايين الافدنة تزرع سنوياً بملايين الأيدي العاملة ، وشكك في نسب الموقولة للسودان ، وفي تقديري ان احد السياسيين الشطار قام بترجمة هذه المقولة ونسبها للسودان ، في غفلة من الناس ، فالسودان وبشهادة نظام الإنقاذ ليست سلة لغذاء العالم ، ولن تكون في يوم من الأيام ، والدليل ، هو عندما كانت الحكومة تسبح في خيرات البترول لم تفكر لحظة في إنشاء وتطوير المشاريع الزراعية ، ولم تهتم بالأمر ، وبعد ان ذهب البترول جنوباً ، اتجهت الحكومة للذهب وتجاهلت ايضاً موضوع الزراعة ، والحكومة حتى اليوم لها قناعة راسخة بعدم جدوى الزراعة في هذا البلد ولا فائدة ترجى منها ، فرجاء أغلقوا موضوع سلة الغذاء هذا ، وأنسوا شعار نأكل ممانزرع ، فخير لنا ان نعرف من اين تؤكل الكتف وليس كيف تورد الإبل ..!!
. الحكومة اليوم تتجه لرفع الدعم عن المحروقات والقمح ، يعني بالواضح كدا ، الحكومة ، تراجعت عن قصصها المكررة والمملة ، والتي حفظناها عن ظهر قلب ، والتي تتحدث كل يوم ، عن نجاحاتها وإنجازاتها ، وكل يوم تتحرك الوفود الرئاسية ومعها افواج الجراد الإعلامية التي ( تكتب ما تؤمر به ) ، لإفتتاح بئر ماء ، او إفتتاح عمود كهرباء ، او إفتتاح مستوصف خالي طبيب وصيدلية ، والصحافة الحكومية تكتب وتتحرى الكتابة في ما ينفع الحكومة ، ويضر الشعب ، نعم تراجعت اليوم الحكومة وإعترفت بفشلها وفشل نظامها الإقتصادي ، وقررت رفع الدعم عن الجاز والبنزين والغاز ، ورفع الدعم عن الدقيق والرغيف والمخبوزات ، يعني في إتجاه لإعلان السودان كدولة تعاني من ( فجوة غذائية ) إسم الدلع الرسمي ( للمجاعة ) ، ولا تستعجلوا الأمر ، فكل السودان اليوم ، هو الخرطوم ، وكل هم البرلمان اليوم هو شارع النيل ، وكل هم الشرطة ودستور الدولة هو ( طرحة البنات ) ..!!
. ولا غرابة ولا إستغراب ، فبعد ان ترفع الحكومة يدها عن الجاز والبنزين والغاز ، وترفع قدمها عن القمح والدقيق والرغيف ، كل الإسعار ستطير للسماء ، وكل الشعب سيصبح في حالة يرثى لها ، فجميعهم سيصاب بداء السَعر القاتل ، هذا الداء الذي يجعل الإنسان يأكل لحم أخيه الإنسان ( فكرهتموه ) ، ولكن رغم هذا الكره ، سنظل ، نتحدث عن من هو البديل ، وسيتحدث البعض ، عن إسلامية الدولة خير من علمانيتها ، ومن نشهد لهم بالصلاة خير لنا ممن لا نشهد لهم بالصوم ، وهلم جرا ، والبلد في حالة ضياع ، وسيظل نظام الإنقاذ ، يكبر ويهلل ، ويرفع الدعم عن كل شئ ، حتى ولو لم يكن هناك دعم ، أيضاً سيرفعه ، ولا فرق عندهم ان يرفع بالضمة أو يرفع ( بالكسرة ) ، فكل همهم هو رفع هذا الشعب رفعاً ..!!
ولكم ودي ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الجامعات الأميركية.. عدوى التظاهرات تنتقل إلى باريس |#غر


.. لبنان وإسرائيل.. ورقة فرنسية للتهدئة |#غرفة_الأخبار




.. الجامعات التركية تنضم ا?لى الحراك الطلابي العالمي تضامنا مع


.. إسرائيل تستهدف منزلا سكنيا بمخيم البريج وسط قطاع غزة




.. غزة.. ماذا بعد؟ | جماعة أنصار الله تعلن أنها ستستهدف كل السف