الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمريكا تقع في مستنقع الأحزاب الدينية

سوزان ئاميدي

2013 / 9 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


لطالما اتهم الغرب الاسلام السياسي المتطرف بالارهاب , ومن ثم اعتبر ان القاعدة من الجماعات الاسلامية السياسية المتطرفة وجعلها على رأس قائمة الارهاب . وظاهرة الإرهاب كما نعلم ليست وليدة اليوم وإنما عرفها العالم منذ وقت طويل، ولكن الجديد هو ازدياد عملياتها ، واتساع نطاقها، وازدياد أعداد ضحاياها، وظهور أشكال جديدة ومبتكرة من العمليات مستفيدة من التطور العلمي والتقني الهائل الذي شهده العالم في السنوات الأخيرة ، حتى ذهب البعض إلي القول بان العالم سيشهد قريبا استخدام الأسلحة النووية الصغيرة كأحد أدوات التنظيم , وبالتالي فقد اصبحت ملاحقة الارهابيين امراً شرعياً ودولياً . ومن اجل تحقيق ذلك لابد من أن يكون هنالك مبرر يجعل ملاحقة الغرب وعلى راسها الولايات المتحدة الأمريكية للأرهابيين في عقر دارهم , أي داخل الدول ذات الاغلبية اسلامية.

فجاءت الولايات المتحدة الامريكية بمشروع نشر الديمقراطية وتغيير الانظمة الدكتاتورية . وكان لابد ان تتعامل مع معارضة هذه الانظمة التي كانت تعيش مرحلة من السبات وبعيدة عن العمل السياسي العلني . فظهرت للعالم أحزاب وجماعات دينية لاحصر لها تمثل معارضة الأنظمة الدكتاتورية فضلا عن وجود احزاب غير دينية إلا انها ضعيفة جدا ,( ولنا وقفة لاحقة نذكر فيها الأسباب التي جعلت هذه المعارضة دينية) .

فوقعت أمريكا في مستنقع الاحزاب والتيارات والجماعات الدينية , وهنا سؤال يطرح نفسه بقوة , كيف لأمريكا أن تحارب الإرهاب الاسلامي من خلال تعاملها مع معارضة اسلامية لاسقاط الأنظمة الدكتاتورية ؟ .

لقد لاقت تجربة امريكا لتغيير الانظمة الدكتاتورية خسائر بشرية واقتصادية كبيرة , لتكون ضريبة مقابل تسليم أنظمة هذه الدول الى احزاب وجماعات دينية , لتأتي بعد ذلك وتغير طريقتها في محاربة الارهاب لتراقب الوضع وتوجه قوات المعارضة بدلاً من التدخل المباشر, وهذا ما كان واضحا في احداث الربيع العربي . إذ تركت أمريكا محاربة الارهاب الاسلامي للانظمة الدينية الجديدة , وبالتالي فقد اصبحت الحرب بين المسلمين انفسهم . وهنا سؤال آخر يطرح نفسه , اين امريكا من العمليات الارهابية اليومية في العراق ؟ .

إن المعطيات السياسية الحالية في سوريا وغيرها من المناطق المجاورة دفعت بامريكا الى ان تتخذ موقفاً غير المتفرج , وهذا مايدفعنا أيضاً الى طرح جملة من الأسئلة الأخرى لعل الايام القادمة تحمل في طياتها الاجابة عنها وهي : ترى في أي معسكر ستقف امريكا , أهو المعسكر الاسلامي المتطرف الذي أصبح تعرف بالمعارضة أم معسكر الأنظمة الدكتاتورية ؟. معسكر الأغلبية السنية ام الشيعية ؟ , وأي هذه المعسكرات ستعدها الولايات المتحدة الأمريكية أكثر إرهاباً ؟. فضلا عن تأكيدنا ان امريكا تقف دائما مع معسكر مصالحها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تنمو بشكل عكسي-.. طفلة تعاني من مرض نادر وهذا ما نعلمه عنه


.. بريطانيا.. مظاهرة في مدينة مانشستر تضامنا مع أطفال غزة وتندي




.. ما أبرز محطات تطور العملات في فلسطين؟


.. نازح فلسطيني: -نفسي نرجع زي قبل.. الوضع الحالي حسسنا إن كنا




.. انتبه!.. القوارير البلاستيكية قد تصيبك بالسكري #صباح_العربي