الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوريا والكيماوي

يوسف غنيم
(Abo Ghneim)

2013 / 9 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


سوريا والسلاح الكيماوي

هنالك بوادر إتفاق روسي أمريكي برعاية أوروبية يقضي بتسليم النظام السوري لمخزون السلاح الكيماوي الذي يمتلكه مقابل وقف الضربة الأطلسية على سوريا.
إذا صحت هذه الأتباء ستؤدي موافقة النظام السوري على هذه الصفقة إلى تداعيات خطيرة ستؤدي في نهاية النهايات إلى سقوط النظام أمنيا وسياسيا، فقد نفى النظام على مدار عقود وجود أسلحة كيمماوية ضمن مخزونه الحربي ونفى إستخدام هذا السلاح في الصراع الدائر مع القوى الظلامية والممتد لأكثر من سنتين. إن التسليم بتسليم السلاح الكيماوي سيشكل ثغرة في منظومة الردع السوري للقوى الإقليمية والدولية التي تتربص بسوريا وتعمل جاهدة على تدميرها من خلال الدعم المتواصل للمجموعات المسلحة، ماذا سيقدم النظام السوري في القادم من الأيام من ترسانته العسكرية مقابل وقف أي إعتداء خارجي سيظل مسلطا على رقابه طالما كانت النتائج على الأرض السورية لا تلبي طموحات الدول الراعية للإرهاب الوهابي العثماني الأمريكي.
لقد كان السلاح الكيماوي محط أنظار الكيان الصهيوني والإمبريالية الأمريكية منذ اليوم الأول لموجة العنف الحالية في سوريا وقد صرح قادة الكيان الصهيوني أنهم يعدون الخطط للسيطرة على مخزون السلاح الكيماوي لحظة تراخي قبضة النظام على هذا السلاح أو في حالة إقدام النظام على تزويد حزب الله بكميات من هذا السلاح لأنه سيشكل تغيير إستراتيجي في ميزان الردع القائم بين حزب الله والكيان الصهيوني.
أعتقد أن قبول النظام السوري بهذه الصفقة خطأ إستراتيجي سيكون له تداعيات على مسار الأحداث في القادم من الأيام خاصة وأن التجربة العراقية تشير بوضوح أن بداية التراجع عن الإستعدادية للمواجهة وإدارة الصراع مع الإمبريالية يدفعها إلى التغول أكثر في تنفيذ مشاريعها فقد بدأ مشروع تدمير العراق بكذبة المدفع العملاق مرورا بالتفتيش عن الأسلحة الغير تقليدية في القصور الرئاسية وإنتهاءا بغزو العراق بعد التأكد من خلوه من مقومات الصمود في حالة شن هجوم شامل عليه.
ما هي الخيارات المتاحة أمام النظام لتفادي الضربة والحفاظ على مخزونه من الأسلحة الغير تقليدية؟
كان من الأجدر أن يحافظ النظام على رباطة الجأش في هذه اللحظات فالأهداف التي كانت ستقدم الإمبريالية على قصفها سستكون من أجل تغير ميزان القوى الداخلي للوصول إلى جنيف 2، وقد حققت القوى الظلامية بعض المكاسب على الأرض لدفع النظام على القبول بتسوية بالشروط الأمريكية الأوروبية والتي تمهد الطريق لتسوية مع الكيان الصهيوني في إطار ضرب التحالف القائم بين سوريا إيران وحزب الله، الهدف من تدمير سوريا الوصول إلى المقاومة اللبنانية ومن ثم الإستفراد بإيران وفق سياسة الكرة المتدحرجة، فإيران لن تتمكن من ضرب الكيان الصهيوني إذا تعرضت لهجوم، سيكون الرد من حزب الله وحزب الله لن يتمكن من ضرب الكيان إذا فقد الدعم الإيراني المار عبر سوريا، والنظام السوري لن يلتزم للمقاومة إذا بدأ بالتخلي عن عناصر القوة والضغط التي يمتلكها.
من هنا علينا طرح الأسئلة التالية على النظام في دمشق:
• لماذا عمل النظام على إمتلاك السلاح الكيماوي خلال العقود المنصرمة؟
• وهل يمكن ردع العدو بالشعارات؟
ستظل هذه الأسئلة برسم الإجابة حتى ينجلي الليل الذي يخيم على الشام وينتصر الشعب العربي السوري لوطنه من كل الأعداء في الداخل "الطبقيين والمتأسلمين والمتخارجين" والخارج "الإمبرياليين والصهيونيين والرجعيين العرب، الخليجيين والوهابيين ومن لف لفيفهم".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -غادرنا القطاع بالدموع-.. طبيب أمريكي يروي لشبكتنا تجربته في


.. مكتب نتنياهو: الحرب لن تنتهي إلا بعد القضاء على قدرات حماس ع




.. وزير الخارجية السعودي يتلقى اتصالًا هاتفيًا من نظيره الأميرك


.. حرب غزة: بنود الخطة الإسرائيلية




.. الجيش الأميركي: الحوثيون أطلقوا صاروخين ومسيّرات من اليمن |