الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وإذا افترى الإرهابي ( قولا !! ) فصدّقـوه

ناصر المعروف

2005 / 5 / 20
كتابات ساخرة


هذا العنوان مشابه إلى حدّ كبير وهائل لمقولة البيت الشعري الخالد :-
إذا قالت حذام فصدقوها 00 فإنّ القوم ما قالت حذام
وحذام هذه امرأته ( لجيم بن صعب ) أيام الجاهلية ! ، في اليمن ، ولقد كانت صادقة في القول والخبر ، ولقد أنشد بعلها ( أي زوجها ) لجيم ، هذا البيت ( والذي ذاع صيته عبر التاريخ ) لتأكيد على ما مدى صدق ما قالته السيدة ( حذام !! ) وبيان الخطر الماحق بالقوم إن تجاهلوا بالفعل ما تقوله !

وبما أن رجال العرب سواء في جاهليتهم أو في عند إسلامهم لم يلبسوا قط ملابس النساء حتى في أحلك الظروف وأشدّها !!
إلا أنّنا في زمننا الأغبر هذا !! نرى أنّ الأخوة الأعداء ( الإرهابيين! ) يتنكرون في تنقلاتهم الإرهابية بزي وملابس لا ترديها إلا النساء فقط !! مع وجوب استعمال ( النقاب ! ) لإحكام التخفي والتنكرعن أعين رجال الأمن ، وكذلك لظهور بالزي الشرعي التام !!
ولهذا فإنّ في إمكاننا إذن أن نستخدم معهم ( أو معهنّ ! ) إن صح التعبير، المثل العربي الخاص بالسيدة جذامة هذه !!

والقصة هي على النحو التالي فلقد نشرت مجلة ( نيوزويك ) الأمريكية !! تقريرا ( لم تتأكد من صحته تماما !! )
من أن بعض المحققين الأمريكان في سجن ( غوانتانامو ) قد قاموا بتدنيس القرآن المجيد ، ومن ثم تراجعت المجلة معتذرة عن هذا الخطأ الجسيم والفادح !! والذي وقع به تقريرها المزعوم !!
وفتح تحقيق ( أمريكي ) رسمي واسع النفوذ للتأكد من صحة الأمر من عدمه !!
كل ما سبق ذكره يبقى تماما في نطاق المعقول ، ولكن ، بعد أن أيام قلائل من ذلك الاعتذار الرسمي من المجلة وفتح التحقيق الأمريكي الرسمي ، خرج علينا خبرا بثته قوى الظلام والتطرف والتخلف عبر وسائل بعض الإعلام المختلفة ، روج له المتعاطفين مع الإرهاب وممثليه ، مفاده أن بعض الأخوة ( الإرهابيين ) المسجونين في سجن (غوانتانامو ! ) قد شاهدوا ( وبأمهات أعينهم ! ) من أن بعض المحققين الأمريكان في ذلك السجن قد قاموا بالفعل بتدنيس القرآن المجيد !!

وهنا والله تبدأ ( قصيدتي الرثائية ! ) التي جاء في مطلعها:-

ولكم تساقطت من عيناي دموعا كالنهر المتدفق من أعالي الجبال الشاهقات وأنا أقرأ بألم وحسرة شديدتين من أنّ الأخوة الإرهابيين ( المساكين ! ) يؤكدون في سجون ( الكفرة ) الأمريكان !!
ويرون بأعينهم البريئة !! ( كبراءة أعين الأطفال !! ) أنّ كتابنا المقدس يدنسه الكفرة الأمريكان الملاعين !!

فيا قرة الوصي والبتول والنبي ، ويا أرض زلزلي ويا مشاعر الهبي ، فصبي عذابك يا سما واغضبي واغضبي واغضبي ومن ثم زمجري !!
فالإرهابيون ( المغلوبين على أمرهم ! ) يؤكدون في سجون الكفرة !!
برؤيتهم ( المؤكدة ! ) وبقلوبهم البيضاء كاللبن الصافي !! أن كتابنا المقدس يدنسه ( العلوج ! ) الأمريكان !!

يا ناس ، يا عالم ، يا خلق !!
يا أيتهنّ الزوجات الأرامل والأمهات الثكلى وغيرهنّ،
يا أطفال العالم العربي والإسلامي اليتامى في فلسطين ومصر والكويت والمغرب، وأفغانستان، باكستان، والسعودية، والعراق ،وغيرهم ،
هبوا لنصرة ( كتابكم المقدس )
والذي تم تدنيسه من قبل رعاة البقر !!
فلا ذنب يذكر والله ، لهؤلاء المساكين ( الإرهابيين !! ) فيما يحدث حولنا ولنا !! غير تلك الرؤية البريئة الصادقة المخلصة الغيورة على كتاب الله وتعاليمه السمحة !!

فهم والله لم يدخروا وسعا ليلا ونهارا بالتزام بالتعاليم ومبادئ القرآن المجيد ،وترجموها عمليّا ( بفهمهم المتعمق والعادل والمنصف !! )
بتلك الهدايا القيمة التي يتم إرسالها لنا ودون استثناء !! والمتمثلة بتلك السيارات الفخمة ولكنها فقط ( مفخخة !! ) فلا تهتموا بحصاد شهدائها؟! وكمّ جرحها ؟! وكذلك تلك السكاكين الملونة والمزركشة الحادة ولكنها أيضا ( خصصت لتجزّ رقاب البشر فقط !!) فلا تعيروا لها أدنى اهتماما يذكرمن حيث كم رقبة قد جزّت تلك السكاكين ؟! ولا حتى بأيّ قارعة طريق رميت الجثة ومن فوق بطنها أو ظهرها وضع رأس الشهيد ؟!
وكذلك لا تنسوا علب حلوى والشوكلاته الحلوة المذاق والمغلفة بورق السلفان ، فما أن تفتحوها حتى تجدوا فتوى كتبت بماء الذهب الخالص تقول ( قتل المتترس أقل مضرة من شيوع الكفر !! )
وتتساءل بكل صدق وأمانة : ماهو المتترس ؟! ولما أصبحت أنا بالذات متترسا ؟! ولما أصبحت حريتي من سياط الطاغية كفرا ؟!!
فلا تسمع لك مجيب أو حتى سميع ، فلا يهتز لك بدنا ولا حتى شعرة واحدة !! المطلوب منك فقط ، هي تلك الاستجابة الفورية ، كشاة التي يراد التضحية بها !

ولكن فقط أقيموا الدنيا ولا تقعدوها ! واهتموا الاهتمام الزائد ! والذي لا مثيل له ! بما تم مشاهدته بأعين الإرهابيون البريئة وأكدوا تمام حدوثه !!، ( فهم الذين لا يأتي من أمامهم أومن خلفهم الباطل !! )

ولكن يبقى سؤالان اثنان ، لا ثالث لهما ، يوجهه طفل عربي مسلم يتيم عنيد !! نجا بأعجوبة شديدة من هدايا الأخوة ( الأحبة ! ) الإرهابيون المتنوعة والمختلفة الأشكال والأحجام والألوان !!
نرجو من الأخوة العقلاء ( إن اهتموا !! ) بهذه الأمة مجتمعين، أن يحاولون الإجابة عليه ( ولمجرد المحاولة فقط ) والسؤالان هما:-

من جعل كتابنا المقدس عرضة للتدنيس ؟!! ومن قام ( بالفعل ؟! ) بعملية التدنيس للوصول للحالة ( الجميلة والرائعة ! ) والتي نحياها الآن جميعا ؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات في جامعة ديوك الأميركية ضد الممثل الكوميدي جيري ساي


.. المغرب.. إصدارات باللغة الأمازيغية في معرض الكتاب الدولي بال




.. وفاة المنتج والمخرج العالمي روجر كورمان عن عمر 98 عاما


.. صوته قلب السوشيال ميديا .. عنده 20 حنجرة لفنانين الزمن الجم




.. كواليس العمل مع -يحيى الفخراني- لأول مرة.. الفنانة جمانة مرا