الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مااحوج العراق ... الى علي الوردي اخر

ميثم مرتضى لكناني

2013 / 9 / 10
مواضيع وابحاث سياسية



قبل تغيير النظام السابق كنت من الاكثرية التي كانت تحلم بالنظام والقانون والديمقراطية والرفاه الاجتماعي , وكانت ترى في تغيير النظام حلا لكل مشاكل المجتمع وجاءت اميركاباساطيلها بدون دعوة , لم تشفط نفطنا كما كان يكذب علينا الشعاراتيون , ولم تحكم علينا قبضتها بقواعد دائمة كما كذب علينا الاسلامويون , تركت لنا ان نختار بملا ارادتنا,وبقناعاتنا ,ربما شاب العملية قليل من الانحياز او كثير من التزوير لكنها كانت انتخابات حرة الى حد اقصاء رجل اميركا الاول الجلبي وطفل بريطانيا والخليج المدلل اياد علاوي بل واكثر من ديمقراطية الى حد ايصال ذوي اللحى ممن تناصب اميركا نسخهم المكربنة في دولة جارة العداء , انتهى دور بلاد العم سام بالخروج من العراق وترك الامر بيد شعبه , شعبه الذي كشف عن معدن كان يخباه ايام الرئيس السابق ويجاهر بصوفيه عجيبة وروحانية نادرة تترفع عن الرذائل على قاعدة ( اللي ماينوش العنب يقول عنه حامض كما يقول مثلنا الشعبي ) كان كل الشعب لايتحدث بالسياسة ايام النظام السابق , كان المعلم معلما والطبيب طبيبا والمحامي محاميا كما ان الرفيق الحزبي رفيقا حزبيا لان الشعب مفروز ومميز اما مواطن او جزء من السلطة والنظام او سياسي بالمعنى العام , وماان سقط النظام حتى صدمنا بواقع اخر كشف فيه الكثير من ابناء الشعب عن مواهب لاتصدق في التقلب والتلون وانتحال الصفات صار الطبيب سياسيا والمحامي طبيبا والمعلم مدير مطار وهلم جرا وامتهن الجميع السياسة واختفت الاكثرية التي كانت تنهزم بمجرد ان ياتي ذكر السياسة وصار الكل يمتهنها وهذا يذكرني بمقارنة الدكتور علي الوردي لوضع العراقيين بين الفترتين العثمانية القمعية وفترة الاحتلال البريطاني التي شهدت نفس الظاهرة من تحول الشعب كله للحديث بالسياسة ونقد السلطة وبرزت اخلاقيات مشوهة من قبيل تبرير الغش والتزوير والسرقة على نحو يجعلها مشرعنة ومبررة وبات الحديث عن النزاهة مناسبة للتسقيط بين السياسيين ( اللصوص ) اللذين اختلفوا على الحصص , اختفت الروحانيات وصار ملالي الامس اشد الغيلان نهما وابتلاعا للسحت , تفشت اخلاقيات الدسيسة والبسبسة والتشكيك بكل شي (وللامانة) لااقول ان اميركا من انتج هذه الاخلاقيات ولكن زحزحة النظام السابق هي التي كشفت عورة مجتمعنا التي لايسترها جلد ولاغلالة , الكل يرى الموت بعينه كل لحظة ولايتعض والكل يقدم الاقرب على الاكفا والكل يصالح ويجامل بل ويدافع عن السارق مادام الاقوى والاغنى , عجيبة اخلاقيات هذا الشعب وتناقضاته التي عرفتنا بها اميركا جلية واضحة بعيدة عن التزويق والتلوين , ولكن مشكلتنا الكبرى اننا لانرى الا بعيون اوهامنا التي مازالت تصورنا اننا ابناء لكش وسومر واحفاد المعتصم واخوة المتنبي لم ولن نقبل كما مرضى الامراض العقلية بحقيقة اننا شعب مريض بحاجة لمراجعة حكيم يصف له الدواء ولسنا بحاجة الى شعراء يكذبوا علينا وينسبون لنا ماليس فينا, اننا بحاجة الى اكثر من علي الوردي لتشريح عاهاتنا النفسية ومركباتنا الفكرية التي انحدرت بمجتمعنا الى هذا الحد الذي صرنا نتعايش ونتصالح فيه مع الفساد والتخريب والرشوة واللانظام ونقبل بالفاسدين والفاشلين والاميين ان يكونوا هداتنا الى طريق العثرات والماسي ,








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو طريف.. كاميرا مراقبة ترصد ما فعلته دببة شاهدت دمى تطفو


.. الرئيس العراقي: نطالب المجتمع الدولي بالضغط لوقف القتال في غ




.. سقوط مزيد من القتلى والجرحى مع تواصل القصف الإسرائيلي على غز


.. أكسيوس: إسرائيل قدمت خطة لمصر لإدارة معبر رفح| #الظهيرة




.. ما -الحكم العسكري- الذي يريد نتنياهو فرضه على غزة في اليوم ا