الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللقاء الأخير

إدريس نعسان

2013 / 9 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


تتضارب الانباء كثيراً حول الضربة الأمريكية على سوريا هذه الأيام إلى درجة لم تربك المواطن العادي فقط بل أفقدت التحليلات السياسية أيضاً مصداقياتها و خيوط توازنها، و هذا عائد ليس فقط إلى اختلاط الأرواق كثيراً مع اقتراب موعد الضربة العسكرية المرتقبة، و إنما إلى التأثير السلبي الذي يلعبه الإعلام في تحوير الوقائع و تحليلها بما يخدم أهدافه و غاياته، إلى جانب الحرب النفسية التي تمارسها رأسي الحربة (الولايات المتحدة و فرنسا) على أركان النظام السوري، و محاولة إنهاك الحالة النفسية لدى الضباط و الأفراد عبر نشر الرعب بينهم لدفعهم إلى الاستسلام لحتمية مصير النهاية السوداء للنظام و دفعهم إلى الخروج عن مساره و القفز من مقطورته الهالكة، ليسهل شراء الذمم الكبيرة من جهة، و ليجرجر دبلوماسية النظام إلى حيث يفرض عليه التنازل عن بعض اسلحته و أوراقه التي قد تضر التحالف أثناء القيام بضربه، لذا فإن الخطوات التي لجأ إليها أوباما على غير عادة اسلافه منذ الحرب العالمية الثانية و الإذعان لتصويت الكونغرس الأمريكي ما هو إلا وسيلة للمماطلة لتحطيم العزيمة المتبقية لدى العسكر السوري.

أعتقد أن الضربة الامريكية - الفرنسية قادمة لا محال مقياساً بالتجهيزات العسكرية و الحشود المتأهبة قبالة سوريا، و صوناً للمصداقية الأمريكية و هيبتها كقوة عالمية تقاس عليها كافة المعايير الدولية، و عليه فإن نهاية النظام باتت تظهر في الافق، و الحديث عن تأميم الاسلحة الكيماوية السورية أممياً ليس إلا مجرد مناورة لتأمين هذه الاسلحة و التخلص من هاجس استخدامها من قبل النظام إذا حاول أرتكاب حماقة ما تجاه شعبه مثلاً، و محاولة أخيرة لإغداق روسيا بالمزيد من الابتزاز المالي لتغييب معارضتها بصورة تامة، و بعدها ستنهال صواريخ التوماهوك و الكروز على المواقع العسكرية السورية ليس بالصورة التي تروج لها الولايات المتحدة عن محدودية الضربة و عدم سعيهم لإسقاط النظام أو ما شابه، و ذلك لأعتبارات تتعلق بكسب موافقة أو صمت الدول المعارضة أو التي ستعارض عمليات عسكرية واسعة في حال كُشف اللثام عنها، لكن الضربات المخطط لها ستكون محدودة و مؤثرة جداً بحيث تقسم ظهره و تشل قدرته على مجابهة زحف الجيش الحر على الارض، فالأمريكان و الفرنسيون يعلمون تماماً نقاط ضعفه و المفاصل التي تخلخل ترابطه و هم على دراية بهشاشة هذا النظام و بأن هيكله سيتداعى كأحجار الدومينو بمجرد تلقيه الضربات، فالجيش سيختفي و الاسلحة ستتوقف و سيتصدع رأس الهرم و سينقلب الكثير من الضباط الكبار على زملائهم الذين أحترقت اوراقهم لإنقاذ إنفسهم و لإشغال مناصب جهزت لهم في سوريا المستقبل، بدلاً من التحول إلى نزلاء في السجون أو جثث و أشلاء هنا أو هناك.

و قد تكون مقابلة بشار الأسد مع قناة (CBS) الأمريكية التي أجرت اللقاء الأخير في حياة الرئيس العراقي صدام حسين، إعادة لدورة الزمان التي تتكرر فيها فصول حيوات الدكاترة و حتمية المصير الواحد و مستوى الغباء في التعامل مع شعوبهم، و التي تودي بهم دوماً إلى الزوال بعد أن يفوت الاوان على إصلاح ما أفسدته أنظمتهم القمعية القائمة على جماجم الشعب و برك من دمائهم، ألا هل سنسمي القناة الآنفة الذكر قناة اللقاء الأخير؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القناة 12 الإسرائيلية: المؤسسة الأمنية تدفع باتجاه الموافقة


.. وزير خارجية فرنسا يسعى لمنع التصعيد بين إسرائيل وحزب الله في




.. بارزاني يبحث في بغداد تأجيل الانتخابات في إقليم كردستان العر


.. سكاي نيوز ترصد آراء عدد من نازحي رفح حول تطلعاتهم للتهدئة




.. اتساع رقعة التظاهرات الطلابية في الولايات المتحدة للمطالبة ب