الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من اجل اطلاق حملة : لا للعدوان على سوريا ...لا للمغامرة بامن وسلام المنطقة والعالم !

عارف معروف

2013 / 9 / 10
حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير


يكاد دوّى طبول الحرب يصبح الصوت الوحيد المسموع ، في المنطقة والعالم ، ولا تتردد الادارة الامريكية وحلفائها العالميين واتباعهم وعبيدهم الصغار في المنطقة من تنصيب انفسهم، مقررين لشؤون المنطقة ودولها ومحددين لمصائر شعوبها ومستقبل ابنائها ، استنادا الى منطق القّوة والعدوان الغاشم ، وحده ، وبذرائع اثبت التاريخ القريب والاحداث التي مرّت ، انها آخر ما يعني ، العدوانيين ، حقا وواقعا . وان معظمها واه ومفتعل، اضافة الى ان الحقيقي منها ، يخضع لمنطق انتقائي ، تمليه المصلحة واعتباراتها ، بعيدا عن مصالح الشعوب ومقتضيات امنها او حقوق الانسان الاساسية .
لقد اجتاحوا العالم وتسلطوا على مقدرات الكثير من الشعوب ، بعد احداث 11 ايلول/ سبتمبر 2001، باسم مكافحة الارهاب، والحد من خطر انتشار افكار التطرف والارهاب ، ومنظمة القاعدة . واثبتت الوقائع ، وتثبت باستمرار ، ان هذه الاطراف ، عينها ، هي الخالق والممول والداعم ، لافكار ومنظمات التكفير والتطرف والارهاب التي تشهد موسما مزدهرا ، في المنطقة، بفعل هذه الرعاية وذلك الدعم ، لغرض استخدامها كادوات عمياء ، في بث الذعر وتمزيق الاوطان ونشر الكراهية وتحطيم معنويات شعوب المنطقة والاساءة الى ثقافتها وتراثها واشعال الحروب الاهلية بين ابنائها على اسس دينية وطائفية .
لقد وعدوا شعوب المنطقة بالديمقراطية وسيادة ثقافة حقوق الانسان ، ابان غزو العراق ،لكن الجميع شهد ويشهد كيف ترك العراقيون ، نهبا للانقسام والاحتراب واللصوصية ،بعد ان قوضت كل بناهم الارتكازية وحطمت بنيتهم الاقتصادية ، ولم يروا مما وعدوا به الا اضغاث احلام بعد ان اسقطوا في دوامة دامية ، ترعاها وتؤجج شررها ذات الاطراف الدولية والاقليمية ، التي تعلن عن نفسها اليوم حلفا غير مقدس للتدخل والعدوان باسم الديمقراطية وحماية الشعوب والمحافظة على حياتها !
ان كل ما تقدم ، لايعني الوقوف الى جانب الاستبداد ، ومصادرة الحريات ، وغمط حقوق الجماهير في الحياة الحرة الكريمة واقامة الحكومات على اسس الدستورية والديمقراطية والتداولية ،باسم الاستقلالية والخصوصية او باسم مكافحة العدوان الخارجي و الوقوف في وجه التدخل الاجنبي اوحق تقرير المصير واختيار شكل الحكم المناسب ، او استنادا الى اية شرعية غير الشرعية التي تمحظها الشعوب عبر الاليات الديمقراطية المعروفة ، كما كان يفعل مؤدلجي الاستبداد ومثقفي السلطان الغاشم.
لقد وقفنا ونقف، اليوم ، بقوّة وثبات ، الى جانب مطالب الشعب السوري الشقيق، في الحرية والديمقراطية والحياة الحرة الكريمة على اساس الحقوق الاساسية للانسان ،وايدنا حراكه وانتفا ضته في هذا السبيل ومن اجل هذه الحقوق ، وادنا وندين التلكؤ والتسويف في تلبية هذه المطالب والاذعان لهذه الحقوق وتغليب منطق القوة والغلبة ، الذي جر على البلاد الوبال ، لكننا ، في نفس الوقت ، واستنادا الى كل ما عشنا ولمسنا ونعيش ونلمس ، لانرى في البوارج والصواريخ الامريكية وتهديدها بالعدوان والضربة الماحقة بشيرا بغد ديمقراطي تشاركي لسوريا ، ولا نستسيغ النكته السوداء التي اطلقها ، مؤخرا ، السيد اوباما ، من ان هذه الضربة ستعجل باستقرار سوريا ! كما لايمكن لنا ان نقتنع بصحة الذريعة التي تشن تحت غطائها هذه الحرب المشؤومة حول استخدام النظام السوري للاسلحة الكيمياوية في غوطة دمشق ، الامر الذي تشكك بمصداقيته مجريات الوقائع اضافة الى قياسات المنطق السليم ، ناهيك عن ان الادارة الامريكية استبقت نتائج تقرير المفتشين الدوليين وتبجحت بانها ستشن عدوانها استنادا الى قناعتها هي !
كذلك لايمكن لعاقل ان يرى في اشد القوى ظلامية واكثر النظم العربية رجعية واستبدادا ، نصيرا حقيقيا للديمقراطية ، وظهيرا مؤتمنا لحرية ووحدة الشعوب ، ان حلفا يضم النظام السعودي والقطري ومحميات الخليج الى جانب تركيا الاوردغانية واسرائيل ويستند الى حلف الناتو وامريكا ، لايمكن ان يكون الا حلفا من اجل اهداف عدوانية وشريرة تمس مصالح وامن ومستقبل شعوب المنطقة ، وليس سوريا فحسب ، في الصميم .
ان واقع غلبة وتوافد مجندي القوى الظلامية على سوريا، ورجحان كفتهم على باقي القوى ، حتى ضمن معسكر المعارضة السورية المسلحة ، امر لايمكن ان يبعث على الثقة او الاطمئنان، وهو يفند ادعاءات الحلف العدواني في مساندة التغيير الديمقراطي من اجل مستقبل الشعب السوري ، بل ويكشف امكانية اغراق المنطقة كلها في بحر من الدماءوالظلام ودوامة من الفرقة والتمزق والاقتتال لا يعلم مداها ومآلها ويقضي على اية امكانية لسيرها في طريق التقدم والتحديث والديمقراطية .
ان الحرب شريرة ولود، واذا كان من السهل اشعالها فمن المؤكد ان السيطرة عليها وتحديد نهايتها ومداها ضرب من المستحيل . ووفقا لطبيعة الوضع الراهن ، في المنطقة والعالم ، والذي تم الاعداد له وتهيئة مسارحه على اساس الترويج لافكار الكراهية والعرقية والطائفية وممارسات القتل والابادة الجماعية ، فان التهديد الماحق يكاد يطال المنطقة باسرها بل وربما هدد الامن والسلام العالميين ولذلك فانه لمن الاسفاف في الاستهتار تجاهل فرص التسوية السلمية الحقيقية والحل العادل اذي يمكن ان توفره المبادرات والدعوات الدولية كجنيف 2 بتعجل الذهاب الى حرب قد لاتبقي ولا تذر .
ان مما يبعث على الاسف بل والشعور بالاشمئزاز، ليس، فقط ، موقف السكوت والتسليم المريب الذي يرين على الساحة الثقافية والفكرية ازاء هذا العدوان المفضوح والسيناريو الاسود المرتقب ، بل والتبرع بتقديم الذرائع والمسوغا ت ،لقبوله وتاييده . ورغم تسليمنا بان موقفا اوبيانا او حملة تواقيع بالشجب والادانة ، لمجموعة من المهتمين بشؤون الفكر والثقافة ، لايمكن ان تبدل من واقع ومجريات مايبيت ضد سوريا والمنطقة بل والسلام والامن الدوليين من عدوان ، يجري التحضير له على قدم وساق ، ، الا اننا نؤمن بضرورة واهمية اعلان الموقف على اساس مسؤولية الوعي ،ولذلك ندعو الاخوة والاصدقاء من الكتاب والمثقفين والفنانين وكل المهتمين بالشان العام ، ممن يؤيد موقفنا ويرى فيه شيئا من الصحة والجدارة ، ان يرفع صوته، عاليا ، معنا ، بشجب العدوان الامريكي الاطلسي الظلامي على سوريا ، وتداعياته التي تهدد امن وسلام المنطقة والعالم ، عبر اطلاق حملة بهذا المضمون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكرا للمبادرة الواعية المسؤلة ورجاء للحوار المتمدن
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2013 / 9 / 10 - 00:42 )
شكرا استاذ عارف لمبادرتكم مع الرجاء ان تقوم هيئة تحرير الحوار المتمدن بتبني
المبادرة وتنظيم حملة لانه على الاقل مطلوب منا امام ضمائرنا وامام التاريخ
تسجيل موقفنا الرافض لعدوانية الامبريالية والصهيونية ربيبتها القذرة الخبيثة


2 - مع الحملة ضد العدوان
بدرالدين شنن ( 2013 / 9 / 10 - 15:14 )
الأستاذ عارف .. شكراً لمبادرتك النبيلة بالقيام بحملة ضد الحرب على سوريا .. أرجو أن تعتبرني في عداد الذين يجندون أقلامهم وثقافتهم وضمائرهم ضد هذه الحرب .. وأضم صوتي إلى صوتك بمطالبة - الحوار المتمدن - بفتح هذه الحملة على صفحاته التقدمية اليسارية المضيئة .


3 - الصديق د. صادق الكحلاوي
عارف معروف ( 2013 / 9 / 10 - 22:32 )
شكرا لكلماتك الطيبة ، وارجو ان تكون مبادرتنا جميعا ، وقد ارسلت بطلب تبني الحملة الى الرفاق والاصدقاء في هيئة تحرير الحوار المتمدن بالفعل ، تقبل موّدتي واحترامي


4 - الصديق بدر الدين شنن
عارف معروف ( 2013 / 9 / 10 - 22:37 )
شكرا لكلماتك المحفزه،وارجو ان تكون حملتنا ومبادرتنا جميعا ، بازاء مايمليه حس الواجب والضمير كاقل مايمكن فعله . مع محبتي واحترامي

اخر الافلام

.. البنتاغون: أنجزنا 50% من الرصيف البحري قبالة ساحل غزة


.. ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟




.. المقاومة الفلسطينية تصعد من استهدافها لمحور نتساريم الفاصل ب


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل لاتفاق وعلى حماس قبول ال




.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منزلا في الخليل