الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معاناة محلية وادي حلفا ..!!

نورالدين محمد عثمان نورالدين

2013 / 9 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


. عندما تم تهجير أهالي وادي حلفا ، الذين تعودوا على البيئة الصحراوية النيلية ، وسكنوا في بيوت الطين ، وعرش الجريد والقش ، وزرعوا المحاصيل والفاكهة التي تتماشى والمناخ ، كانوا حينها في أشد حالات الغضب والإنفعال ، فهتفوا عند أول خريف لهم في خشم القربة ( حلفا الجديدة ) ، ( ..... ويخرب بيتك يا عبود جبتنا تحت سما مقدود ) ، فالنوبيون شعب لا يعرف الأمطار ، ولم يشهدها إلا في خشم القربة ، واليوم بعد التغير المناخي الذي حدث ، في كل العالم ، وذاد عندنا في السودان بفعل الزيادة في التبخر بسبب السدود ، بدأت الأمطار تهطل على بيوت الطين والجريد ، وتجرف الوديان والسهول ، وتخرب الزرع والضرع ، فتلك المناطق ليست بها مجاري للأمطار ولا أسقف مائلة ولا مباني أسمنتية ..!!
. ولكن ليست هنا الكارثة ، فالمصيبة الأكبر ، هي عدم وجود خدمات ، فمحلية وادي حلفا ، والوحدة الإدارية في عبري ، لا تقدم أي خدمات للمواطن ، من أي نوع ، لا صحية ، ولا تعليمية ، والمؤسف حقاً ، عندما جاء ، هذا المعتمد الجديد للمحلية ( الغائب ديمة ) ، وتم تعينه هكذا دون أي دراسة ، كديدن كل المعتمدين على طول البلاد وعرضها ، وقف في قرية جنوب وادي حلفا في منطقة كوشة ، كان كل حلمهم صهريج ماء تكلفته ( 18) الف جنيه ، تخيلوا ضآلة المبلغ ، وكن نساء القرية يحملن الجرادل فوق رؤوسهن ويقطعن مسافات طويلة لجلب المياه من النيل ، والمعتمدية تغض الطرف ، وعندما بحث عن المبلغ في وحدة عبري لم يجدوا مايكفي ، وتم إرسال المبلغ من محلية وادي حلفا ، ولكن بعد أن أصبن معظم نساء القرية بداء الظهر ، والمؤسف ، أن محلية عبري أو قل وحدة عبري الإدارية ، تورد خلال الشهر الواحد مليارات الجنيهات من رسوم ( التنقيب عن الذهب ) ، ولكن المصيبة ، كل هذه الأموال تذهب للربط الشهري لحساب الولاية ، ولا يستفيد المواطن هناك بفلس واحد منها ( أليس لكم في الطاهر إيلا قدوة حسنة ؟ ) ..!!
. والمحزن ، حقاً أن يعاني اليوم ، أهالي وادي حلفا ، من كارثة السيول والأمطار ، التي هدمت البيوت ، بالعشرات ، وإنتشرت الأمراض ، ويجلس الكثيرون منهم في الشوارع ، ولا وجيع ، وطبيب المستشفى الوحيد يتحدث عن عدم توفر الأدوية المنقذة للحياة ، وعدم توفر حتى المصل المضاد للدغة العقرب ، حيث إستقبلت المستشفى أكثر من ثلاثين حالة لدغة عقرب ، لم تجد العلاج اللازم ، وعندما نسأل المواطنيين عن دور المحلية والمعتمد ، يقولون أنه مايزال يحصر الخسائر والأضرار ، والشئ المثير للشفقة ، هو أن دعم وحدة عبري الإدارية للكارثة في حلفا بلغ ( 20 ) ألف جنيه ، تخيلوا عشرين ألف جنيه لاغير ، مبلغ لا يساوي تكلفة خيمة واحدة ، في ذات الوقت ، يتم إرسال كل إرادات الذهب لأولياء أمرهم ، وأصحاب الفضل في تعيينهم في المركز ، ولكن رغم كل هذا يظل التجاهل هو سيد الموقف ، من قبل نائب الدائرة ، والمعتمد ، والوالي ، والمواطن يعاني وهو صامت ، ولا ندري متى سينتهي هذا الصمت ..!!
ولكم ودي ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس التركي: لن نصبر أمام القنابل الإسرائيلية التي تسقط عل


.. مدير ديوان رئيس الحكومة التونسي الأسبق يكشف أسباب معاتبة -بن




.. حريق كبير في مصنع لتخزين المواد الكيماوية في برلين


.. الملك تشارلز يحضر عرض ويندسور الملكي للخيول في ثالث ظهور علن




.. Ynewsarab19E