الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأمازيغ ,اسرائيل ،و التطبيع

ميس اومازيغ

2013 / 9 / 10
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


علا اخيرا صياح وصراخ بعض القومجيين العرب والإسلاميين المغاربة مطالبين بتجريم التطبيع مع اسرائيل بمقتضى نص قانوني ,وذلك على اثر استقبال بعض النشطاء الأمازيغ لزوار اسرائيليين من اليهود المغاربة ,وقبل ذلك انجاز شريط وثائقي عن اليهود المغاربة تحت عنوان (تنغير جيروزاليم) .هذه الزيارة التي اثير بشانها كثير من الكلام حتى ان الواقعة وجدت صدى لها على صفحات بعض الجرائد الألكترونية منها ما تضمن كما العادة اتهام الأمازيغ بالتطبيع مع الإسرائيليين والاستقواء بهم ,دون تبيان المتهمين الطرف المدعى الإستقواء بهم ضده .وهو ما يتهربون من توضيحه لأدراكهم استحالة تمييزه عن الأمازيغ بعد ان احرقت كل الأوراق التي اعتمدوها من اجل اعتباروجود اقليات بالمغرب ليهون تمييز العربان .وقد تصدى مستقبلو الوفد الزائرللاتهام المذكور مبررين كما العادة موقفهم علانية و بكل وضوح ,موجهين الصفعة الأولى للاعبي ورقة التطبيع لغايات يعرفها ليس فقط المغاربة بل و احرار فلسطين انفسهم .الصفعة المتمثلة في تذكير المتهمين المشيطنين الى ان لفظة تطبيع لفظة فظفاظة اريد استعمالها على هذا النحو لتمرير العروبجيين وتجار الدين اتهاماتهم كلما ارتأوا في ذلك مكسبا سياسيا, بحيث اوضح المذكورون ان التطبيع انما يخص ممثلي الدولة الاسرائيلية والصهاينة, والصهيونية تستوجب المعرفة المسبقة للمتصف بها وهذا لن يتحقق عند عدم وجود ادلة كالأقرار.بحيث انه لا يمكن اللجوء الى عملية تفتيش الضمائر ,وبالتالي يكون القول باتسام الغير بها دون تبرير مقبول شهادة زور . فالشعب الأسرائيلي سيما المغاربة اليهود الذين لهم كما غيرهم من مغاربة الدياسبورا الحق في زيارة بلدهم بل العودة الى الأستقرار به متى شاؤوا. ثم اكثر من هذا فان الأمازيغ ليسوا مضطريـــــن لمسايرة مبدأ سياسي يتبناه الغير باعتبارهم احرار في اتخاد قراراتهـــــم و مواقفهم ,سيما ان المتهمين لا يحلو لهم الحديث عن التطبيع وفق ما يفهمونه ويريدون فرضه على الغير الا اذا كان الأمازيغ هم المستهدفين . لنجدهم يكيلون بمكيالين اذ انهم يقومون بالفعل علانية من حيث استقبلاهم لصهاينة وليس فقط الأسرائيلين بل المعتبرين صهاينة كما هو امر استقبال حزب تجار الدين (العدالة والتنمية )ل( روبينشتاين) في آخر مؤتمر له وزيارة آلاف المغاربة لأسرائيل كل سنة امام مرأى ومسمع من هؤلاء الحنجريين ومسؤولي النظام ,وكذا زيارة آلاف الأسرائيليين كل سنة ايضا للمغرب . بل اكثر من ذلك فان احد مستشاري الملك يهودي وهو السيد آندري آزولاي ليفتضح امرهم فيما يخص التطبيع التجاري سيما في الجانب الفلاحي والصناعي . وليس منهم من لم يتناول تمور اسرائيل طيلة شهر رمضان وهم ما يزالون يتناولون عناقيد العنب الأسرائيلي. لذا يتبين مدى خبث المذكورين لمحاولاتهم تخصيص الأمازيغ بهذا التطبيع الحلال عليهم هم الحرام على الأمازيغ. فبعض اليهود مغاربة الأصل وامازيغيي الهوية من هؤلاء الذين هجروا الى اسرائيل حفدة ليهود عاشوا بين ظهرانينا لأكثر من الفي سنة ولم يعتبروا اجانب قط ,بل ولم يعادوا بشان عقيدتهم ,علما ان الأمازيغ عرفوا الوثنية وكل العقائد المعتبرة سماوية بما فيها الأسلام الذي تم غزوهم باسمه واسلمتهم بالسيف اولا ثم عن طريق نصوص قانونية وقمع اجتماعي لأهداف سياسية بعد ذلك. فما السبب في اثارة هذه البلبلة والكلام الأجوف يا ترى؟

.........
للجواب عن السؤال يتعين معرفة ما اعتمده خصوم اسرائيل لمقاومتهم لها ليتبين انهما اداتين اثنتين لا غير,القومية العربية والأسلام .فكانت القوميةالعربية الأداة الأولى التي بتفعليها زج بغير العرب في حروب ضد اسرائيل لا ناقة لهم فيها ولا جمل من مثل الأمازيغ والأكراد .فان سئل احد من الجنود المغاربة الذين زج بهم في حرب الجولان عن هويته فسوف يجيب انه امازيغي وقد كان للكاتب الشرف في مجالسة كثيرين منهم وان سئل الكردي اجاب ايضا بانه كردي .وان سبب زجهم بهذه الحروب لم يحصل الا لكونهم من دول تعتبر نفسها عربية تفعيلا للأمبريالية العربية التي تفرض على الشعوب المغزوة باسم الأسلام الأستبداد الوحدوي وحدة اللغة ,وحدة الدين , وحدة التاريخ والجغرافية ووحدة المصير والآمال الكل ضدا على حقائق التاريخ والجغرافيا .بل وحتى الحقائق العقائدية لأستحالة الجهر باللادينية والألحاد نتيجة الأرهاب الفكري والزجر القانوني .وقد كان هذا من جملة اسباب الهزائم التي مني بها خصوم اسرائيل في هذه الحروب لأن الحرب ان اريد لخائضها ان تكون فمن اجل قضية وهدف يرتهن عليها من اجل تحقيقه.فما يا ترى يكون هدف هذا الجندي الغير العربي قد يجنيه من ربح حرب ليست له بطرفيها اية علاقة من غير ما يفرضه مفهوم الأنسانية؟ فهل تحرير فلسطين من قبل هذا الأمازيغي او الكردي له قيمة مضافة من غيرهدف انساني كما يرغب في تحقيقه غيره من الأقوام بالطرق السلمية؟ لم لم يزج بالجندي الدانماركي او الفرنسي او الصيني اوغيرهما في هذه الحروب وهم الى جانب الكثير مطالبين بدولة مستقلة للفلسطينيين وتمتيعهم بحقوقهم مثلهم مثل سائر الشعوب؟ .لماذا فرضت هذه الحروب على هؤلاء بعد انكار هويتهم ود مجهم قسرا في عرق اجنبي في الوقت الذي كان عليهم باعتبارهم ليسوا طرفا في الصراع ان يقتصروا على السير على نهج غيرهم من غير العرب والمسلمين؟ .اليس هذا نتاج الغزو الأمبريالي العربي الصهيواسلامي؟

...............
لقد اتضح لكل لبيب مآل خرافة فكرة القومية العربية لما منيت به من فشل ذريع كان منه انفجار اواصرحتى من يعتبرون انفسهم عربا بالمفهوم العرقي ,وادت الى كوارث ما كانت لتحدث بل وما يزال مفعولها الأجرامي نافذا للأقتتال الذي يعرفه ابناء الجلدة
الواحدة ممن اعتبروا عربا فيما بينهم وهي تلفظ آخر انفاسها لدى حزب البعث السوري الذي لا ينفك كغيره المصري من دمج الهوية العربية للدولة(الجمهورية العربية السورية) (جمهورية مصر العربية) .اذ لو كانتا كذلك لما كانت الحاجة الى اخبار الغير به.هذه الفكرة التسلطية التوسعية الأستغلالية هي التي كانت وراءالعروبوجيين المغاربة في تنديدهم الغير مبرر باستقبال النشطاء الأمازيغ المشار اليهم للوفد الأسرائيلي الزائر لبلده لأنهم على العهد باقون ولم يتمكنوا من الخروج من الدائرة اللاانسانية التي زج بهم فيها عملا بفكرة ميشال عفلق وكوكبته. لا سيما انهم اكلوا باسمها وشربوا ومعظمهم معروفة علاقاته مع خدامها المجرمين من امثال صدام حسين المشنوق والمردوم القدافي بل ومنهم من يناصر بشارالأسد ضد شعبه ليس لسبب آخر غيرما يخالونه من كونه خادم لهذه الفكرة .وحيث ان تأثيرات الفطام على المفعول به غالبا ما تتجلى في اهتزاز يلحق بمشاعره وسلوكاته فلاغرابة من لجوء هؤلاء الى الصراخ والصيا ح بعد ان اغلقت عليهم ابواب الرزق وجف المنهل.
...........
وحبث ان الوجه الآخر للعملة العربوجية هو الأسلام فلا غرابة في الرجوع إلى اعتماده املا في تحقيق ما فشلت فيه القومية العربية. سيما ان الرهان عليها باعتبار المغرب دولة اسلامية بمقتضى اسمى قوانينه الذي هو الدستور قد يحقق الهدف في اعتقادهم مع العلم ان رئاسة بيت المقدس قد انيط امرها بملك البلاد ,الآمر الذي قد يدفعه الى استعمال نفوذه قصد فرض رغبات الأسلاميين وبالتالي العربوجيين بما من شانه الأبقاء على الأمازيغ داخل دائرة العروبة المتخيلة وحيث ان الأسلام يجعل اليهود من بين اعدائه الأبديين باعتبارهم قردة خاسئين ,وحيث يعتبر الشعب المغربي مسلما مع وجود نصوص قانونية تقصي غيرالمسلم بل وتعاقبه ان هو اقدم على ما يعتبره تجار الدين مساسا به من مثل الأفطار جهرا في رمضان والسكر العلني ومرافقة غير المحرم وانتقاد الدين لما يمكنهم من اعتباره جنحة ازدراء العقيدة المحمدية فلا باس في اصطفاف القومجيين الى جانب تجار الدين وتفعيل هذه الورقة بالعمل تارة على ادعاء التطبيع مع اسرائيل حتى درجة التكفير الى العمل على تفتيش الضمائروتوجيه الأتهامات عشوائيا بغاية ارهاب الطرف الآخر واسكاته .ا نها قمة الأرهاب الفكري من اجل تحقيق مصالح شخصية والزام الغير بالخضوع والأستسلام لأفكار واراء سياسية ولو باستعمال العنف المجرد حتى انه لن يستغرب الحر اللبيب من اعتبارها سلوكات نازية.
.........
يردد العربوجيون والأسلاميون الى جانب اتهاماتهم المتعددة للأمازيغ كونهم يستقوون بالغيرولا يفصحون عمن يتم هذا الأستقواء ضدهــــم لأنهم كما سبقت الأشارة اليه استحال ويستحيل عليهم لعب ورقة الأقليات بالرغم من محاولتهم تعويم الهوية الأمازيغية للمغرب فيما حاولواايهام الغير بوجودهم من عرب ,اندلسيين ,افارقة وصحراويين لأن لا احد من العناصر المذكورة يمكن تمييزه داخل الشعب المغربي في بوثقة خاصة به .فالمغاربة افارقة وليسوا من جزر الواقواق كما انهم كما يقطن بعضهم السفح والأ خر الجبل فان آخرين يقطنون الصحراء, والمعتبرين اندلسيين يستحيل تحديد عرق اي منهم كما هو امر من زعموا عربا للتمازج والأنصهارالذي عرفه الشعب المغربي هذا التمازج والأنصهار الذي فرض منطقيا انتفاء هذين العنصرية كلية لوجوب طغيان الأغلبية على الأقلية .وهذا ما اعتمده الأمازيغ وعن صواب في تبرير الهوية الأمازيغية للمغرب باعتبار التاريخ والجغرافية لا العرق الذي يحاول اعداء هذه الهوية الأحالة اليه املا في تلبية رغبة دفينة في التخلص من الشعور بعقدة الدخيل فالمغرب متعدد الثقافات لكنه وحيد الهوية وعلى كل من الف الأصطياد في الماء العكر ان يعلم انه بمحاولاته الرعناء التفرقة بين ابناء الشعب المغربي بان فعله هذا لن يكون مآله الا الفشل ويرمى به الى مزبلة التاريخ وهي تتسع لكل الأوساخ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ملاحظة للقراء وهيئة الحوار المتمدن
ميس اومازيغ ( 2013 / 9 / 10 - 15:21 )
لماذ حذف العنوان الصحيح(الأمازيغ, اسرائيل والتطبيع)؟ انه العنوان المرفق بالمقال عند ارساله للنشر خلاف الذي وقع فيه الخطأ المطبعي والمنشور حاليا
.


2 - متلازمة ستوكهولم
Koordek AJY ( 2013 / 9 / 10 - 16:10 )
عزيزي الاستاذ ميس اومازيغ
ازول
الكورد و الامازيغ احرار باقامة العلاقات مع اسرائيل وهذا ليس تطبيعا، وانما حقا طبيعيا ولا يوجد اي خلاف بيننا. وعلى من يعارض هذا الحق الطبيعي ما عليه الا ان يتذكر بانه يمكن الاصابة بمتلازمة ستوكهولم ولكنها لايمكن ان تُفرض.
تانميـــرت
تحياتي


3 - رد الىkoordek Ajyعلى الفايس بوك
ميس اومازيغ ( 2013 / 9 / 10 - 16:50 )
ازول عزيزي/طبعا لنا كامل الحرية في اتخاذ ما نراه محققا لمصالحنا من مواقف ولسنا قاصرين لكي يختار لنا غيرنا لكن كما اننا ضد الأبريالية العربية الصهيو اسلامية فاننا ايضا ضد الصهيونية بمفهوها التوسعي الأستعماري .نحن واقعيين ومنطقيين مع انفسنا
ولسنا مثل هؤلاء الحنجريين الذين يتباكون على عمليات التهويد ويتغاضون الطرف عن عمليات التعريب.
ونحن عزيزي اذ نذ كر لعل الذكرى تنفع بضرورة انقاذ ما يمكن انقاذه بتدخل الحكماء العقلانيين من اجل الأعتراف الرسمي بأمازيغية اقطار ما سمي بالمغرب الكبير فاننا ندرك حال ما هي عليه الأن بحيث انها على فوهة بركان على وشك ان يتقاتل ابناء الجلدة الواحدة فيما بينهم بسبب جريمة انكار هذه الهوية ومحاولة تغليب هوية عرقية خيالية من قبل عصابات الحكام خدام المستعمر الذي بذل ابناء الأرض الغالي والنفيس من اجل الأستقلال من سيطرته وتسلطه.
تانميــــرت


4 - الى هيئة الحوار المتمدن
ميس اومازيغ ( 2013 / 9 / 10 - 22:02 )
شكرا يا فرسان التنوير عن تصحيح الخطأ.انه موقع للعقلاء اليساريين الديموقراطيين العلمانيين الحداثيين همهم الوحيد اسعاد اخينا الأنسان وتبا لكل من يرغب في استغلاله من اجل مصلحة شخصية. الحرالمناظل من اجل الحرية يعيشها ويشعربها في الزنزا نة افظل مما يعتقد غيره في السجن الفسيح انه يتمتع بها.
الكرامة الحرية العدالة الأجتماعية شعار الشعوب المقهورة يصدح به القرن21
والكلمة في الأخيرلهذه الشعوب احب من احب وكره من كره ومزبلة التاريخ واسعة وفسيحة لمن اكل الذهب وغيره الذي اكل الديدان ان لم يكن يميز بين الخير والشر بعد اتخاذه لنفسه هو الميار.


5 - استفسار واخبار لagy
ميس اومازيغ ( 2013 / 9 / 10 - 23:21 )
لماذا عدم نشر كتابي الى Ajyهل فيه ما يفيد مخا لفة لشروط النشر؟ ويحي ثم ويحي مما اعتبره بذلا لجهد من اجل التنوير وفي موقع اخترته لأعتقادي اان القائمين عليه رمو الى هامش التاريخ بكل ما من شانه الحيلولة دون احقاق اخينا الأنسان لأنسانيته على كوكب الأرض..

اخر الافلام

.. - الغاء القوانين المقيدة للحريات ... آولوية -


.. أليكسي فاسيلييف يشرح علاقة الاتحاد السوفييتي مع الدول العربي




.. تضامناً مع غزة.. اشتباكات بين الشرطة الألمانية وطلاب متظاهري


.. طلبة محتجون في نيويورك يغلقون أكبر شوارع المدينة تضامنا مع غ




.. Peace Treaties - To Your Left: Palestine | معاهدات السلام -