الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


منزلنا الريفي ( 12 ) / ( بني كرزاز...مواقع - أسماء - ملاحم - أحداث )

عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .

2013 / 9 / 10
الادب والفن


1- التيرس

تربة سوداء، غنية بالذبال، في الماضي كان الكرزازيون يرحلون إليها من كل البقاع، لقد كانت أرض التيرس محج الزوار، ففي الوقت الذي يحين فيه الصيف، كنت ترى قوافلا من الحمير تحمل الخيام، واللوازم والأدوات، بينما كانت تتقدمها أبقار وماعز وأغنام، تقود النساء الحمير والدواب، بينما الرجال يقودون المواشي و الحملان، يحل الظلام، عندها تشيد الخيمة، وتشعل الأمهات الشموع، وتوقد المواقد، أما الآباء فيعدون أفرشتهم قرب الزرائب، بينما الأطفال يطلقون صرخات بكاء إيذانا بموسم " العزيب " .

2- فاطمة

فاطمة ماتت، والموت باغثها في ربيع شبابها، أما أنا فمازالت حية في ذاكرتي، أفتح صندوق الذكريات، فتظهر لي، وهي تصفي اللبن بالغربال، وتعطيني لبنا كالماء الأجاج .

3- رشيدة

رشيدة تضحك، وضحكها ينمو في ذاكرتي، فيعطي معنى لوجودي، أما ذلك اليوم الذي قضيناه في التيرس، فلولاه لانتفت أيامي الجميلة .

4- حليمة

ينبوع ذاكرتي...تبكي حليمة، وتتقاطر حبات الدموع على وجنتيها الغضتين، ما الذي يبكيك يا حليمة ؟ لم تجبني، و استغرقت في صمتها، أصبت بالحيرة، وسكنني التيه، حركت رأسي، فظهر لي الخروف منبطحا على الأرض...آه سيارة قذفته و رحلت....تألمت مع حليمة، وواسيتها، وانطلقنا عائدين .


5- حليمة (...)

كنت مريضا، وكانت أذني تؤلمني، وتوقفت عن العالم، زارتني حليمة وواستني، عندها أحسست مستمرا في هذا العالم .


6- الأربعاء

كان يوما استثنائيا ؛ تستيقظ الراعيات ؛ يغسلن وجوههن، يكنسن الخيام، يجتمعن، يأخذن " البستيليات "، و " البانيوات "، وينطلقن بالمواشي، فيسقين ظمأها، يرقصن تحت الكرمة، تداهمنهن الحرارة، فينطلقن صوب الوادي .

بني كرزاز - بنسليمان - المغرب / 01 شتنبر 2013

7- خارج السياق من داخل السياق

-1-

من عبق الريف، من نسيمه الذي يتسلل إلى أعماقي، من تربته الندية التي تفيض خصوبة، ومن شمسه القائظة التي تنبع حرارة، ألتفت وراءا، ثم أغادر، أمتطي الحافلة، من هناك تتبدى ظلال تسكن الأرض والزرع، وبعض لحظات، أراها وقد سكنها الاسوداد.

-2-

كل خريف ؛ أحمل حقيبتي وأغادر ؛ إن الخريف كطبيب للأسنان يقتلع الأضراس دون رحمة .

-3-

تمضي الحافلة، وتتمايل الأرض، وتتفرس الشمس في كبد السماء، أنغمس في الكرسي، وينطمر في جسدي، وتنبعث حرارة مفرطة، فنتحول كالكائنات السردينية، تفتح نافذة الحافلة، سرعان ما ينبعث نسيم عليل يداعب وجنتاي.

الدار البيضاء / 08 شتنبر 2013

يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مهرجان وهران للفيلم العربي يكرم المخرج الحاصل على الأوسكار ك


.. محمود حميدة يحمل الوهر الذهبي من مهرجان وهران للفيلم العربي




.. تفاصيل أول زيارة لمصر من الفنان العالمي كامل الباشا?? #معكم_


.. خطبة باللغة العربية.. ما الرسائل التي أراد المرشد الإيراني إ




.. تاريخ كبير للفنان الفلسطيني???? كامل الباشا ?? #معكم_منى_الش