الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخوف من دعوة السعودية لشيوخ عشائر العراق

رفعت نافع الكناني

2013 / 9 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


خلال تتبعي لموضوع مايسمى الدعوة الخاصة لعدد كبير من شيوخ العراق من قبل الملك السعودي عبد اللة بن عبد العزيز لغرض منحهم عدد كبير من مقاعد السفر لاداء فريضة الحج لهذا العام لتوزيعها على المواطنين العراقيين ، اتضح لي ان المواطن تقبل هذة الدعوة واعتبرها بداية تقارب بين البلدين ومدخلا لتسوية الخلافات بين القيادتين العراقية والسعودية . ومن رصد وتتبع قنوات الاعلام المختلفة ( غير الحكومية ) من صحافة وقنوات ومواقع على الانترنيت لم تشكل هذة الدعوة اية حساسيات او خوف من نتائجها او ما يعرف بمصطلح شراء الذمم وما تتبعة من خيانة وبيع الضمائرالى درجة وصف الشيوخ الذين ابدوا التعاون لغرض خدمة الوطن والوطن ، بالخيانة والتعامل مع الاجنبي ضد مصالح الوطن في هجمة غير مبررة لشخصيات عراقية لها وزنها وولائها لتربة هذا الوطن .

في الجانب الاخر ... وقف الاعلام الحكومي والبعض الممول من الاحزاب والكتل ومجالس الاسناد والعشائرالتي تمولها الحكومة وتملي عليها المواقف وتحدد لها الاتجاة التي تسير علية ، بالضد من هذة الدعوة واعتبروها مدخلا لبث سموم الفتنة والتشرذم واسلوبا جديدا في التأمر على العراق وبث روح الفرقة بين ابناءة ومدخلا لاثارة الطائفية . ولاحظت مختلف وسائل الاعلام والمتابعين لهذ الشان ، بان التحالف الوطني اتفقت كل مكوناتة على رفض الدعوة والتشكيك في نواياها واعتبرها اختراقا للسيادة العراقية ، واضاف ان قبول الدعوة وزيارة المملكة من قبل العديد من شيوخ العشائرتمثل تنصلا من مسؤولياتهم الوطنية والتزامهم تجاة السيادة العراقية والثوابت الدستورية . وفي نفس الاتجاة ادلى بدلوة مستشار السيد رئيس الوزراء ورئيس لجنة العشائر النيابية ومدير شؤون العشائر في وزارة الداخلية وعدد من المسؤولين .

حراجة الوضع الامني وما يمثلة الارهاب من مخاطر كبيرة والوضع المتأزم على الساحة السورية ونتائجة على الساحة العراقية وما تشوب هذة العلاقة بين الطرفين ، تزامنت مع الدعوة السعودية لشيوخ عشائر العراق وبالتحديد الوسط والجنوب ، واعتبرت مبيتا وموقتا للتدخل في الشأن الداخلي ومحاولة لكسب العشائر وابعادها عن الحكومة الحاضرة ونحن على ابواب انتخابات جديدة بعد عدة اشهر . وما يمثلة الموقف الرسمي السعودي بالضد من التغيير بعد 2003 وما يمكن ان يفعلة لتغيير موازين القوى على الساحة العراقية لصالحة ولصالح حلفائة . ان تقبل الدعوة من شيوخ العراق كان اساسة الاول هو مد الجسور بين البلدين وتقليص الهوة بين الطرفين وافساج المجال لاداء هذة الفريضة لاكبر عدد من العراقيين الذين لم تسمح لهم الظروف والعراقيل التي تضعها الحكومات السابقة واللاحقة ، وسجل الحج ومن يديرة يعرفة العراقيين وما يلفة من فساد مخجل وتقاسم الغنائم بين كبار المسؤولين وعوائلهم واعوانهم وبيع مقاعد الحج المخصصة للاعوان والمناصرين لمن يدفع اكثر، كما كان النظام السابق يوزع بطاقات الحج على كبار القادة واعضاء الحزب الكبارواقاربة .

لعشائر العراق تاريخ مشرف وناصع البياض ، سواء للدفاع عن حياض الوطن واستقلالة او الدفاع عن كرامة العراقيين ووحدتهم . وابناء العشائر العراقية وقفت وتقف بالمرصاد لكل قوى الارهاب والظلام والقتلة المجرمين بشتى صنوفهم ومسمياتهم ، وما تؤدية من واجب ودور وطني لتلاحم العراقيين ودورهم الجديد في بناء عراق لكل العراقيين . ويمكن لهذة العشائر من لعب دور ايجابي بين البلدين نظرا لعلاقة النسب المشترك بين عشائر البلدين وباقي دول الجوار العربية . ان ادامة الصلة لة تاثير على الاستقرار في كلا البلدين ويتبعة تقوية الاستقرار الاجتماعي ونشر المحبة وتوطيد اواصر الاخاء والتسامح ودرء عوامل الفتنة والاقتتال . وهناك شواهد كثيرة في بلدان متجاورة ارست العشائرالسلم والهدوء بين البلدين ، ويمكن للحراك العشائري من خلق مناخ للتفاهم وتسوية الخلافات والسير نحو طريق التهدئة عن طريق كسر حاجز التباعد والخوف بيت البلدين واضعاف القوى التي تريد للبلدين الابتعاد والفرقة والتناحر وحصرها وتشتيت قواها واضعافها .

العراق والعربية السعودية من الدول الكبيرة في الشرق الاوسط ، وتعتبر من اكبر الدول المنتجة والمصدرة للنفط في العالم ، ويحتوي باطن اراضيهما المخزون الاكبر للاحتياطي النفطي في العالم ... لايمكن لهذة الدولتين العملاقتين من استمرار خلافاتهما ونزاعاتهما لفترة اطول . فالخطر يهدد الطرفين والاعداء المتربصين بهما يضعون المستحيل لادامة الخلافات والفرقة والتناحر . السعوديين يؤمنون بمختلف المذاهب ومتعايشيين منذ الازل والعراقيين يؤمنون بمذاهب مختلفة واديان شتى ... هناك مذاهب تمثل الاغلبية من مجموع الشعب وهناك مذاهب تمثل نسب اقل ، لايمكن غمط حقوق المذاهب الاقل عددا ولايمكن تعويم القوى الاخرى المتخالفة بالرأي والعقيدة . اذن لنجدد الدعوة للتقارب بين البلدين الشقيقين وندعم الشخصيات المعتدلة والتيارات غير المتطرفة ، لايمكن لطرف من اسقاط الطرف الاخر لان لكل طرف انصار واعوان ومؤيدين ، اذن التفاهم والعلاقات المشتركة والاقتصاديات المكملة للاخر هو الطريق لحل الخلافات . فالاقتصاد في عالم اليوم هو الموحد والجامع للمصالح ... لندعم علاقات نزيهة وشفافة بعيدا عن التطرف والهيمنة والتأمرفي عالم يلقي الخلافات المذهبية والدينية جانبا ونبذ كل جهة وشخصية متطرفة تريد بث الفرقة والاقتتال بين الطرفين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مخاوف من استخدامه كـ-سلاح حرب-.. أول كلب آلي في العالم ينفث


.. تراجع شعبية حماس لدى سكان غزة والضفة الغربية.. صحيفة فايننشا




.. نشاط دبلوماسي مصري مكثف في ظل تراجع الدور القطري في الوساطة


.. كيف يمكن توصيف واقع جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة؟




.. زيلنسكي يشكر أمير دولة قطر على الوساطة الناجحة بين روسيا وأو