الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجمال السومري

عباس ساجت الغزي

2013 / 9 / 11
الادب والفن


فاق (المعيدي) و( ابن الملحة ) كل اوصاف الجمال وهو يضيف للحياة ملحها ونكهتها ليشعر من يتطعم ان عناصر الحياة قد اكتملت في الجسد وان الروح قد دبت فيه من جديد ليبحث عن اسباب العيش بطمأنينة الواثق من الكمال وفرحة المنتشي بعمق الانتماء الوجودي لهذه البقعة المباركة من ارض الله الواسعة .
جمالي السومري وملوحتي الجنوبية ومعدنتي من انشأ الثقافة في ارجاء المعمورة بالتجربة والعمل المتفاني برسم خارطة الحياة فوق ارض البسيطة , وكذا حسجتي التي ورثتها من تاريخي العريق الموغل في جذور الزمن والمتعمق في طينة ادم ليستخلص منها العناصر التي تهبه الحياة بصورة ابن الملحة الاجمل بين كل بياضات الفطرة والمولدة من رحم الطبقات التي تقتات بالتطفل على السطحيات الظاهرة والتي وان انتمت لطينة ادام فأنها ليست اقرب من الجذور الى اصل التكوين .
اقبل بوصفك لي ان كانت عيناك بابلية او اشورية او آكدية او تنتمي لطبقتي في اصل النشأة والتكوين لأنها تدرك معنى جمالي السومري وان كنت لا تنتمي لكل ذلك اقول انك لا تفقه ما تعني كلمة ( المعيدي ) او (ابن الملحة ) فهي اصلي وجذوري التي افتخر باني ولدت من رحمها وترعرعت في اجوائها و سمائها العذبة حيث اور ومكانتها ومهبط الانبياء , والاهوار الرئة التي تتنفس بها الارض وقصبها الشامخ الذي علمك الحرف الاول في الكتابة , وطيورها التي كانت رسل المحبة والسلام بين العالم والتي لا تفارق سمائي في مواسم الخير لتتكاثر فوق اعشاشي .
ملوحتي من وهبتك طعم الحياة فانا السومري الكاتب والقاص وانا الشاعر والملحن والمغني الذي صدح صوتي بسومريتي التي انتمي اليها فرددتها بصوتك صدا لم يكن ليصل لصوت حنجرتي , وانا الفنان برسم ريشتي فانا الاقرب الى الواقعية منك وانا المبدع بتعليمك الهندسة في بناء الحياة وان شئت البحث عن ذلك فكل كتب التاريخ تُعرف بهويتي .
واعلم بانك تمتدحني وتجملني بتلك الكلمات فانا أشعر بانتمائي وبكل فخر وسعادة حين اسمع لفظة ( معيدي ) ( وابن الملحة ) فأنها تعيدني الى رشدي ان تماديت في التناغم معك على اساس تحضرك الخالي من شروط الانتماء الى الاصل ورؤيتك الضيقة التي لا تكاد تتعدى تناغمك مع الجمال بإشراقة الشمس دون ضوء القمر واوقات الاصيل والسحر .
فانظر هل عجزنا عن ابتداع الصورة الأولى للتاريخ الذي خططناه بأيدينا ولم يكن شيئًا يذكر , بل قادرين ان نتواجد في كل مجالات الابداع مهما تطورت الاساليب , فأننا اصحاب القراءة الاولى للمواقف وتغير المسارات لصالحنا والقدرة على تسخير المفردات التي عملنا عليها سابقا وقادرين على إعادتهم خلقًا جديدًا بصيغة اروع واجمل تتماشى ونظرتك للجمال على انه بياض فنجعلك تنظر باننا الافضل والاجدر في سوح الابداع .
عباس ساجت الغزي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزائر.. -سوق أزمان- في تلمسان رحلة عبر التاريخ والفن والأد


.. المخرجة والكاتبة دوروثي مريم كيلو تروي رحلة بحثها عن جذورها




.. هاجر أحمد: بوعد الجمهور إنه هيحب شخصيتى في فيلم أهل الكهف


.. حاول اقتحام المسرح حاملاً علم إسرائيل فسقط بشكل مريع




.. لماذا غنت كارلا شمعون باللهجة الجزائرية؟.. الفنانة اللبنانية