الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مبادرة روسيا .. طوق نجاة و هزيمه ضمنيه

محمد فريق الركابي

2013 / 9 / 11
مواضيع وابحاث سياسية



في الوقت الذي تتجه فيه انظار العالم صوب سوريا التي تعيش و لمدة عامين و نصف حرباً شرسه بين نظاما لا يقبل التنازل و شعباً لا يقبل الاستسلام و حلفاء لا يكفون عن نصرة الداخل السوري بقطبيه المتناحرين و تهديدات امريكيه بتوجيه الضربه العسكريه الى النظام لانه تجاوز خطوط اوباما الحمراء و انضمام فرنسا و تركيا الى جانب الضربه العسكريه اضافة الى بريطانيا الداعم المعنوي لها و تهيأ الدول المجاوره لسوريا و رفع درجه الطوارئ القصوى تحسباً لاي عملاً جنوني قد يقدم عليه النظام السوري فيما لو شعر بأن نهاية اقتربت و تهديدات روسيه ايرانيه للولايات المتحده الامريكيه و حلفائها ظهر و بشكلاً مفاجئ بصيص املاً ليعزز من الموقف السياسي الدبلوماسي و يخفف من احتمالية الضربه الامريكيه المتحمله.

بصيص الامل هذه المره جاء من موسكو ابرز و اهم داعمي الاسد التي طرحت مبادرة سياسيه لانقاذ ما يمكن انقاذه من بقايا النظام السوري الذي يستميت للبقاء و يعطي انباطعا بأنه لا يزال على قيد الحياة و انه قوياً بقوة حلفائه هذه المبادره تنص على ان يضع النظام السوري ترسانته الكيمياويه التي هي محل النزاع العالمي تحت المراقبه الدوليه مقابل ان تلغى فكرة الضربه العسكريه من قبل الاداره الامريكيه و حلفائها حتى الان لا نجد سوى مبادره رحبت بها دمشق على لسان وزير خارجيتها و ترحيباً اخر من واشطن لكن ليس للمبادره بل الى من رحب بها اولاً ( دمشق ).

ان هذه المبادره ربما تكون محاوله روسيه لاضاعة القت او لاعطاء فكره للمجتمع الدولي مفادها ان سوريا مستعده لاي حلاً سياسي يعرض عليها و ان تضع الكره في ملعب الولايات المتحده الامريكيه و اظهارها بصورة الدوله التي تريد الاعتداء لا الحل لكن يبدو ان الريح جائت بما لا تشتهي السفن الروسيه و للاسباباً عديده سواء كانت تتعلق بسوريا و حليفتها روسيا او اولايات المتحده الامريكيه او حتى على مستوى الالتزامات الدوليه.

فلو نظرنا الى تبعات هذه المعاهده على الاداره الامريكيه لوجدناها تضع اوباما في بين امرين لا ثالث لهما فأما ان يقبل الحل الروسي و يلغي الضربه العسكريه و بالتالي يقع في مأزق حقيقي فهو سيفقد مصداقيته و يكون محلاً للسخريه لانه كان قد اعزى الضربه العسكريه لاسباباً انسانيه و تعبيراً عن تعاطفه مع الشعب السوري الذي قصف من قبل النظام بالسلاح الكيمياوي و بالتالي يصدق الوصف الذي اطلق عليه و هو ( المحارب المتردد) و يكون بمثابة طوق النجاة الذي سيتمسك به اوباما كي يتخلص من مأزقه بحجة الوصول الى حلاً سياسياً يغني عن القيام بالضربه او ان يكمل طريقه في توجيه الضربه العسكريه و بالتالي يغضب الشعب الامريكي الذي يشعر بالملل من الحروب الامريكيه التي لا نهايه لها خصوصاً بعد خروجه بصعوبه من العراق الذي اصبح محلاً دائماً للتنظيمات الارهابيه بعد احتلال الولايات المتحده له عام 2003 علماً ان اوباما و حسب ما نراه لا يرغب بتوجيه الضربه العسكريه من الاساس فهو يماطل بصوره ملله فتارةً يتوجه صوب الكونغرس لنيل الموافقه منه على الرغم من عدم حاجته لذلك و اخرى ينتظر تقرير مفتشي الامم المتحده بشأن الاسلحه الكيمياويه علماً انه في انتظاره هذا يناقض نفسه فهو اعطى للكونغرس دليلاً على استخدام الاسد للسلاح الكيماوي فلا داعي اذاً لها الانتظار و ربما يكون طوق النجاة الذي سيتمسك به اوباما كي يتخلص من مأزقه بحجة الوصول الى حلاً سياسياً يغني عن القيام بالضربه.

اما في الشأن الروسي فالموقف اصعب و ذلك بسبب الاقتراح الفرنسي التي ربما يكون بمثابة الصاعقه على موسكو ففرنسا اقترحت ان يتم وضع سوريا تحت البند السابع حتى و ان وافقت الولايات المتحده الامريكيه و سوريا على المقترح الروسي و ذلك لضمان عدم تكرار الافعال اللانسانيه من قبل النظام السوري ضد شعبه و لكن هذا القرار يتطلب التصويت و هنا نجد المأزق الروسي فأن رفضت موسكو هذا الاقتراح تكون قد افشلت مبادرتها بنفسها و بالتالي تبدو هذه المبادره و كأنها حيله دبلوماسيه لا اكثر و ان وافقت عليه (المقترح الفرنسي) تكون قد اطلقت رصاصه الرحمه على حليفها السوري و قضت عليه لان الدول الاوربيه ستكون بأنتظار زله بسيطه من النظام لتنطلق الجيوش الاوربيه و هذه المره بتفويض و قرار الامم المتحده اي انه ملزم و اجباري و في كلا الحالتين هي هزيمه لموسكو امام المقترح الفرنسي.

اما الموقف السوري فهو اصعب و ذلك لان النظام السوري اعلن مراراً و تكراراً ان المعارضه المسلحه او الارهابيين كما يسميها هي من استخدمت السلاح الكيمياوي و ان اتهام الدول الغربيه له باطل فأن كان صادقاً في ادعائه هذا ما الذي يجبره على تسليم سلاحه و هو لم يستخدمه علماً ان النظام السوري كان قد اعلن عن امتلاكه للادله التي تثبت تورط المعارضه لكنه لن ينشر دليلاً واحداً الا في الوقت المناسب و لا نعلم بالظبط متى يحين الوقت المناسب ؟ و ايضا فأن النظام السوري صرح بأن الضربه العسكريه الامريكيه لن تؤثر فيه او بأمكانياته بل ذهب الى ابعد من ذلك الى حد التهديد بالرد و بقوه اذا ما قدمت الولايات المتحده الامريكيه على العمل العسكري فما هو المبرر اذناً من هذه الموافقه و تخليه عن سلاحه الذي ربما سيكون اداةً للرد على الضربه الامريكيه ففي كلا الحالتين فهو معرض للهزيمه فصوره غير مباشره ( ضمنيه ) لانه يقدم تنازلا في سبيل اقناعالاداره الامريكيه التي هي اصلاً متردده للحيلوله دون قيامها بالضربه العسكريه.

و هكذا تبقى الازمه السوريه التي لا يتغير فيها شئ سوى اعداد الضحايا و المنكوبين و النازحين من الشعب السوري الذي اصبح محلاً للمزايده العالميه و مسرحاً تتخذه الدول لا براز عضلاتها و قوتها و حيلها السياسيه دون الاكتراث للدماء و الجرائم التي ترتكب منذ ما يقارب الثلاثة اعوام ضد الشعب السوري.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الأمريكي يعلن إسقاط صاروخين باليستيين من اليمن استهدفا


.. وفا: قصف إسرائيلي مكثف على رفح ودير البلح ومخيم البريج والنص




.. حزب الله يقول إنه استهدف ثكنة إسرائيلية في الجولان بمسيرات


.. الحوثيون يعلنون تنفيذ 6 عمليات بالمسيرات والصواريخ والقوات ا




.. أمر أميري بتزكية الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح ولياً