الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا للديمقراطية الطائفية

رشيد كرمه

2005 / 5 / 21
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لاشك ان الجميع يتفق على معاناة الشعب العراقي ايام كانت الدكتاتورية البعثية جاثمةً ًعلى كل مكوناته .عدا قسم ممن أودع ضميره في حفرة عميقة من الأرض مما أفقده كل حواسه وبذلك ناصب العداء للشعب العراقي وكل ما يمت بصلة للعراق حتى وان كان من ( المقدسات ) لذا تجد ان الهجمة البربرية على العراق لم تستثني احدا ًبما فيهم من كان مطبلا ً للنظام بغية المصلحة الشخصية .ولذلك إختلط الحابل بالنابل كما تقول العرب , ولم يعد الإنسان البسيط والمنهك جراء الإستبداد لسنوات طويلة التمييز بين فعل القوى الداخلية من ( البعثيين ) وفعل القوى الخارجية من ( التكفريين ) وكلاهما فقدا المواقع المهمة التي كانا يسيطران عليهما كا لعراق وأفغانستان و_ باكستان التي كانت تشكل الحلقة الأخيرة مع السودان كعمق جغرافي وسكاني وأيديولوجي إ ن شئنا الدقة _وا ذا ما علمنا ان السودان كان مرتعا خصبا ً للأفكار السلفية في زمن حسن الترابي والذي جعل السودان مأوى للإرهبيين وكان مستقرا ً للكثير منهم ولعل المجرم الشيخ أُسامة بلا دين واحدا ً من عشرات السلفيين الذين لجأوا الى حيث الجموع الغفيرة الجاهلة والجائعة والتي ستكون فيما بعد جيش لتنظيم إسمه القاعدة . ولعل الجماعات الإسلامية الكثيرة والمتشعبة والمختلفة الولاءات والمتناحرة في الباكستان تتفق على معاداة العلمانية وكل ما أفرزته ومن ضمنها الديمقراطية كنظام ألا انها عملت به للوصول الى السلطة ومن ثم تأليف كل هياكل الحكم بشكل طائفي . وما إزاحة حزب الشعب الباكستاني وزعيمته بي نظير بوتو الا نموذجا ومثالا ً.
و من هنا برزت اولى المفاهيم الغريبة والهجينة حقا كـ( الديمقراطية الطائفية خير ٌُ من الدكتاتورية الطائفية ) وكلاهما سيئان لذا لم يرى بُدا الجنرال برويز مشرف من القفز الى السلطة طالما إن الوضع المعرفي العام سيان !!! ؟؟ وهذا خلط للمفاهيم وخلط للأوراق بل قل هذه إ حدى مساوئ سياسة خلط الأوراق التي مارستها بألأصل قوات الإحتلال الأمريكي للعراق منذ البدء ومنذ ان اعلن ( بريمر ) تشكيل مجلس الحكم على اساس طائفي .
ولأن تلف الحيرة الملايين من أبناء الشعب العراقي عن مدى قدرة التيار الديني الإسلامي الذي أرسى وباصرار المحاصصة الطائفية على مجابهة الوضع الحالي ومستجداته وعدم زج الشعب في اتون حرب اهلية ليس لها أول ولا آخر لا بد للجميع ان يعي مخاطرَ كان بامكاننا تجنبها ولازال هناك متسع من الوقت وذلك بعدم زج الدين ( والطائفية تحديدا ) ًفي مفاهيم حداثية في وسط ملايين تنقصها المعرفة بالقانون الديمقراطي وتطبيقاته وعلى الحكومة العراقية الحالية الضغط على الجماعات المندفعة والمبهورة بنتائج الإنتخابات والتي سيطرت على الشارع العراقي بقوة فصائل أساسها و أساليبها عسكرية و كان منشئها وراعيها الى وقت قريب الجمهورية الأسلامية الإيرانية التي تأخذ من الديمقراطية جزءاً و حيزا ً واحدا فقط ويشكل واجهة واضحة لثيوقراطية وهي ما تتعارض مع العصر الحالي حيث الديمقراطية كُلا ً لا يتجزء .
ولقد اظهر الإعلام الأمريكي ومنذ التخطيط لإزالة نظام الدكتاتور صدام حسين على أهمية ان يكون البديل المقبل ديمقراطيا وهذا ما أسعد الجميع وخصوصا المتضررين من دولة المنظمة السرية ومنها المعارضة العراقية ومن هنا لابد للموروث الشعبي من أن يدلو بدلوه ......
يحكى في قديم الزمان ان سيدا ً ميسورا ًكان يستعين بخادم ٍ له وكان هذا الخادم خير معين لذا فقد استمر في خدمة سيده طيلة سنوات حياته واصبح موضع ثقة و اعتزاز السيد رغم ان الخادم ينسى ما يؤمر به دائما ومع ذلك لم يزجره أو يضربه أو ينهره سيده لسبب بسيط وغاية في الأهمية الا وهي ان الخادم وطيلة سنوات خدمته لم ينطق بكلمة ( لا ) ولم ينبس بها مطلقا ً. ولقد إعتاد السيد على حال خادمه فاذ هو قال له : هات القلم والدواة فان الخادم يأتيه بواحدة منهن فَإما القلم وإما الدواة !! وإن قال له : هات التمر واللبن فَإنه يأتيه بواحدة منها إما اللبن أو التمر وحتى ان السيد سأله مرة بأن يأتيه بالمداس * فجاءه بفردة منها فَإما اليسرى أو اليمنى , وهكذا تعود السيد على خادمه فلم يعد يستغرب أو يستهجن ما يراه من خادمه ومرت السنوات والحال كما هو عليه , ومرض السيد آواخر أيامه وطلب من خادمه ان يحضر له الحكيم ... وغاب الخادم برهة ثم دخل على سيده مسرعا وبمعيته رجلان مما جلب إنتباه السيد وقال له متوجعا ً : لقد أمرتك َ بإحضار الحكيم , فأجابه : نعم مولاي فلقد أحضرته لك وهاهو أمامك , فسأله السيد مستغربا ً عن الرجل الثاني فأجابه الخادم : بأنه حفار القبور !!!!!!!!!
لقد ناضل الشعب العراقي ومنذ بواكير الحركة الوطنية في الربع الأول من القرن العشرين من أجل الديمقراطية والحرية والسعادة وبذل في سبيل ذلك الكثير من الجهد والعطاء وعبد طريق الشعب بدماء زكية وعطرة وغالية . ولأن إنتظرالشعب طويلا بعناد منقطع النظير في سبيل إنشاء مجتمع متآخ قوميا ً و ٍمتسامح ٍدينيا ً فلسوف لا يسمح با ستنساخ نماذج لا تجلب إلا الويل والثبور ومنها تحديدا ً الديمقراطية الطائفية .

رشيد كَرمه 20 مايس 2005 السويد ,








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحداث قيصري-.. أزمة داخلية ومؤامرة خارجية؟ | المسائية-


.. السودانيون بحاجة ماسة للمساعدات بأنواعها المختلفة




.. كأس أمم أوروبا: تركيا وهولندا إلى ربع النهائي بعد فوزهما على


.. نيويورك تايمز: جنرالات في إسرائيل يريدون وقف إطلاق النار في




.. البحرين - إيران: تقارب أم كسر مؤقت للقطيعة؟ • فرانس 24 / FRA