الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من أين ينبع بركان الكراهية لدى الإسلاميين؟

محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)

2013 / 9 / 11
حقوق الانسان



الإسلامي غير المسلم، فالأول يرضع بغضاء، ويكره العالم كله، ويحتقر المرأة وهو يتحدث عن تكريمها، والثاني مسالم لا يؤذي جاره، ويسع قلبه خصومه كأقربائه، وأقرب أصدقائه مسيحي شوهدا كثيرا وهما يسيرا يداً بيد، وأحيانا يحضر الأول قداس الأحد بدون صلاة، ويجلس الثاني في ركن المسجد منتظرا صديقه حتى ينتهي من صلاة العصر.

الإسلامي من نسل العبيد، يركع للأمير، ويطيع المرشد، وإذا خاصم فجر، وذهنه منشغل بالمرأة فكلها شهوة له، الوجه والعينان والملابس واللسان ويستطيع خياله أن يخترق مئة عباية ترتديها المرأة ليكشف عورتها.
والمسلم يحب الناس، ويرى أن لا فضل له أنْ سقط من بطن أمه مسلما، ويبحث عن ايجابيات الآخر وإذا أمر بالمعروف خفض صوته خشية المزايدة.

الإسلامي يمسك سيفا ويحلم بالحور العين وقطــع رقبة مخالفه، والمسلم يمسك وردة يعطيها لمن يحب أيا كانت خلفيته الدينية والمذهبية والطائفية.

الإسلامي يستنشق هواء ملوثا وسط جماعة مغيبة، وأفكاره نصوص جاهزة، وجمجمته تحوي تجويفا يضع فيه أميره أو مرشده أو معلمه كل الفضلات التي نامت مئات السنين بين صفحات كتب غبراء كتبها مجهولون واحتضنتها إسرائيليات عنعنية كاذبة فظن أن فيها الروح المقدسة.
والمسلم لا ينخرط في حزب أو جماعة أو فرقة فإسلامه له وحده، ونقاء دينه يسمو بالشعائر فيستمتع بلقاء الــله في أي مكان، غرفة مغلقة، زاوية مسجد ضيقة، مراقبة طيور، التأمل في عجائب مخلوقاته، إقامة علاقات صداقة دون أن يطرح على نفسه ولو على استحياء فضول معرفة الدين والمذهب والحزب والجماعة.
الإسلامي يزايد في كل مكان، ويبدأ حديثه في الدين وينهيه عن الدين وكأن حياته محصورة في نصوص لصقها مجهولون في قلبه وصدره، فأضحى القلبُ صخرة صماء والصدرُ مخزنا لرماد الفكر البغيض.
والمسلم تعرفه من حديثه الطيب، وإذا أردت التأكد فاجعله يغضب منك وستجد مساحة غضبه لا تراها العين المجردة، ولسانه عفيف مع أهله، وأعف مع خصومه.
الإسلامي يلعنك إذا اختلفت معه، ويدعو الــله في صلاته أن يشل يديك، ويجمد الدماء في عروقك، ويسلط عليك الثعبان الأقرع، ويتهمك بالكفر إذا فكرت، وبالزندقة إذا استخدمت تصريح العلي القدير بالعقل والتدبر.
والمسلم لا تسمع صوته إلا همساً، وإذا اغضبته ابتسم في وجهك، وإذا استفززته وأحمر وجهه، عاد إليك معتذرا.
الإسلامي يغتصب طفلة تحت زعم أنها زوجته على سنة اللـه ورسوله، فحلاله أربع، لا يتنازل عنها إلا بدافع الفقر. وهو يكره وطنه وجيشه وعلَمَ بلاده ولا يحرك النشيد الوطني فيه إلا مشاعر النفور.
والمسلم يأبي هذا، ويقارنها بابنته الصغرى، ويعرف أن شروط التعدد مستحيلة، وزوج الأربعة فاجر وكاذب ومخادع، وهو يعتز بوطنه، ولا يُفرق بين أهله وشركاء الوطن معتنقي دين آخر أو مذهب مختلف، وتسقط دمعتان على وجهه إذا استمع للنشيد الوطني، ويــُــقــَــبـِّـل العــَــلــَــم بمحبة كأنه كائن حي.
الإسلامي يدعو إلى تطبيق الشريعة وهو مبغض لها، والمسلم يرى العدل في أي صورة إسلاماً يعتز به.
الإسلامي سيجد في مقالي هذا سبعين ذنباً، وكل ذنب يهلل له سيــَّــافـُـه فقطْــعُ الرقبة أصبح علىَ مرمىَ حجر.
والمسلم سيجد في مقالي سبعين عذراً وعلى رأسها أنني وهو على مسافة واحدة من.. رب الكون العظيم.

محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 11 سبتمبر 2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لنفكر في الحل
رائد الحواري ( 2013 / 9 / 11 - 17:58 )
اليوم اطلعت على مجموعة كبيرة من المقالات تتحدث عن مشكلة التيار السياسي الاسلامي، كل الكتاب اجمعوا على وجود مشكلة تحديدا عند الاخوان، لكن ما العمل؟ وما هي الطريقة التي نرفع بها الاسلام من المستنقع الذي وضع فيه؟ لنفكر معا في طريقة يكون فيها الاسلام رافع ومحفز للفكر والبحث والرقي، اعتقد يجب الرجوع الى ما كتبه الفلاسفة العرب سنجد ما يرد على الانحراف الفكري والمسلكي للجماعة التي لا تثير الا الخراب والموت والجهل


2 - لنفكر في الحل
رائد الحواري ( 2013 / 9 / 11 - 18:10 )
اليوم اطلعت على مجموعة كبيرة من المقالات تتحدث عن مشكلة التيار السياسي الاسلامي، كل الكتاب اجمعوا على وجود مشكلة تحديدا عند الاخوان، لكن ما العمل؟ وما هي الطريقة التي نرفع بها الاسلام من المستنقع الذي وضع فيه؟ لنفكر معا في طريقة يكون فيها الاسلام رافع ومحفز للفكر والبحث والرقي، اعتقد يجب الرجوع الى ما كتبه الفلاسفة العرب سنجد ما يرد على الانحراف الفكري والمسلكي للجماعة التي لا تثير الا الخراب والموت والجهل


3 - ملاحظات عامة ينقصها التشريح والبحث
أمل مشرق ( 2013 / 9 / 11 - 18:44 )
هذا التصنيف يرصد الظاهرة وهذا جيد كخطوة أولية فهناك من يصر على إنكارها. ولكنه لا يغوص لأعماقها ليشرحها ويبين طرق علاجها خصوصا عندما تطرح مسألة العنعنة او الإسرائيليات التي أصبحت حجة كل من يريد رفض شيء يؤيده الآخر
ألا يعني بقاءها ان الجهتين المسلم والإسلامي حريصين على ذلك بنفس القدر؟ حتى يدحض أحدهما الآخر كلما أراد..
الاسئلة التالية قد تسلط الضوء على النقاط التي تفاداها الكاتب

مَن عددهم أكثر اليوم، ومن قوتهم أكبر.. المسلمون أم الإسلاميون؟
هل هذا التصنيف حديث؟ أم بدأ في السابق؟ هل عندما بدأت الدعوة كان الكل مسلمون ام إسلاميون ام ماذا كان توزيعهم مقارنة باليوم؟
هل الإسرائيليات والعنعنة التي يقرأها الإسلامي (منزلة) مثل القرآن؟ لماذا لم يستطع المسلم حذفها؟ او بكلمات اخرى كيف يستطيع المسلم تجاهلها بينما يقرأها الإسلامي ويعمل بها؟
هل الإسلامي يقرأ من نص مقدس ( قرآن ،حديث ، تفسير او تاريخ ) لا يقرأ منه المسلم؟ أم أنه يفسره بطريقة مختلفة؟ من أين أتى التفسير المختلف؟ هل هو تفسير حديث أم قديم؟ هل يتفق كل العلماء على تفسير معين؟
هل شيوخ الفضائيات أو مواقع الإسلام على النت مسلمون أم إسلاميون؟


4 - تشخيص المرض وحده غير كاف ,لابد من العلاج
سامى غطاس ( 2013 / 9 / 11 - 21:47 )
الاستاذ الفاضل محمد,
مقالة رائعة فى تحليل ووصف الحالة الأنية والدائمة للمٌسلم و الإسلامى , إعتبرها مجرد بداية جيدة وليست النهاية حتى نستطيع الوصول للعلاج بعد تشخيص المرض.

علينا بالبحث فى منابع الإرهاب والتطرف الذى يستقى منها الإسلامى أفكاره المريضة والعمل الفوري على إجتزازها وإبعاد وهم القداسة عنها سواء كانت قراءن أو أحاديث أو كٌتب تراثية.

عندها فقط سيٌمحى العٌنف من عقل هذا الإسلامى ,غير ذلك سندور فى حلقة مفرغة ويبقى دائماً السؤال الخبيث الأهطل من أين يأتى الإسلامى بكل هذا الكٌره ؟
تحياتى لك


5 - منبع الإرهاب
محمد عبد المجيد ( 2013 / 9 / 11 - 22:07 )
شكرا جزيلا، أخي سامي غطاس، ومنبع الإرهاب كما تفضلت هي القداسة للأشخاص والكتب العتيقة والكتابات التي ماتت وشبعت موتاً، فقام هؤلاء بإحيائها

تقبل تحياتي القلبية، واللهُ يرعاك

محمد عبد المجيد


6 - تبادل دوري الطبيب والمريض
محمد عبد المجيد ( 2013 / 9 / 11 - 22:10 )
قطعا، أخي رائد الحواري، ففي الفلسفة نجد حلولا ناجعة، ولكن تظل المشكلة الأكبر هي أن المريض يرفض العلاج، بل سيحاول اقناعك أنه هو القادر على علاجك وليس العكس.

مع تحياتي القلبية
محمد عبد المجيد


7 - نقاط مهمة لم يتطرق إليها مقالي
محمد عبد المجيد ( 2013 / 9 / 11 - 22:12 )
إلى أمل مشرق،
نقاط مهمة جداً أحسب أنني سأستفيد منها في كتابات لاحقة.
مع تحياتي القلبية

محمد عبد المجيد


8 - هل توافق التوصيف الذي في المقال اجب بنعم اول
فهد لعنزي ـ السعودية ( 2013 / 9 / 12 - 05:00 )
هل توافق على التوصيف الي جاء في المقال المفرق بين الاسلامي والمسلم؟. اجب بنعم او لا. اليك جوابي لا لا لا .
لماذا؟؟.
الاسلامي كـ : عجوز ترى اخاديد وجهها وضحة وشعرها الابيض وربما اسنانها المتساقطة .
المسلم هوالاسلامي بكل الصفاة المذكوره الا ان المكيجة جعت منظر العجوز كـ بنت في العشرين من عمرها وعند غسل وجهها وتساقط المواد المجملة تظهر على حقيقتها.
عندما ننظر الى وجده حستي مبارك قبل عزله يترآءأى للناظر انه ابن الثلاثين ربيعا وبعد عزله وبعده عن المواد التجميلية ظهرت حقيقته.
الاسلاميون والمسلمون وجهان لعملة واحدة لانها ينهلان من نفس النبع وكما يعرف الجميع بان الاسلام كـ شط العرب له منبعان منبع تركي ومنبع سوري واذا طلبت من عراقي وصف ماء شط العرب فربما يصفه بنبعه السوري لانه اقل تلوثا وهذا الوصف تدليس واضح ولو كان المسؤول صادق مع نفسه لوصف ماء شط العرب كما هو اي بعد اختلاط النبعين لانها الحقيقة الفعلية لكيان ماء شط العرب لان التلوث الكثيف ظاهر للعيان ولا يحتاج الى تحليل.
ما رايكم في االجواب؟؟؟.
اذا : ماء الشط صالح للزراعة فقط. الاسلام صالح للعبادة ـ ومقره دور العبادة فقط. ـ وليس للحكم.


9 - معضله القران
على سالم ( 2013 / 9 / 12 - 05:38 )
من الواضح ان السيد الكاتب ليس متعمق فى القران والسنه والاحاديث والفقه ,ربما بطيبه قلبه يريد ان يعلن ان الاسلام ديانه سلام وحب وامان وليس يوجد به اى عنف او كراهيه او ذبح للاابرياء ,اكيد هذه نظره سطحيه لديانه محمد ,الاشكاليه ان غالبيه المسلمين مثل تفكير السيد الكاتب سطحى جدا , مشكله الاسلام لها وجه اخر بدون جدال ,من الواضح انه يوجد ايات كثيره تدعو للعنف والكراهيه والقتل وسفك الدماء وايضا اشكاليه الناسخ والمنسوخ وهى فى حد ذاتها كفيله بان تدمر الاسلام من الاساس ,يوجد تناقض كبير فى الايات ومعظم الايات تدعو الى قتل الكافرون وسبى نساؤهم وسرقه اموالهم وغزو الامصار واحتلالها وسرقه خيراتها واجبار الناس على الايمان بالاسلام او دفع الجزيه او القتل ,هذه موضوع طويل وعقد ومتشابك ولابد من دراسته بتعمق واسهاب وافاضه لكى نعرف اذا كان هذا الدين بالفعل دين سلام او سفك دماء وقتل ,انما انتقاء بعض الايات المكيه لكى نعرف بها الاسلام فانه ظلم كبير وعدم حياديه وسطحيه فى التفكير

اخر الافلام

.. مدير مستشفى الشفاء: وضع الأسرى في السجون الإسرائيلية صعب ومأ


.. تكنولوجيا التعرف على الوجه تتسبب في اعتقالات خاطئة في ولاية




.. رئيس نادي الأسير الفلسطيني: الدكتور أبو سلمية شاهد على تعذيب


.. وصول عدد من الأسرى المفرج عنهم إلى مستشفى شهداء الأقصى بدير




.. الدكتور محمد أبو سلمية: الأسرى يمرون بأوضاع مأساوية بسبب الإ