الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تصويبات في حكم مرسي

مروان يونسو

2013 / 9 / 11
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


ان الكثير من المراقبين يكيلون الاتهامات للرئيس مرسي بأخونة الدولة, قد تكون بعض تلك الاتهامات صحيحة و منها ما هو عارٍ عن الصحة تهدف لاحباط همم الشعب و ايهامه بأن ثورته قد سُرقت من قبل الاخوان المسلمين.
لم يكن تولي السادات السلطة بعد جمال عبد الناصر عبارة عن ضخ دماء جديدة في الحياة السياسية المصرية و إنما كان عبارة عن بداية تحويل مصر إلى إرث عسكري, لكن التغيير الأكبر الذي حصل لمصر هو بعد عقد اتفاقية كام ديفيد التي غيرت من كينونة الجيش, فذلك الجيش الذي كان أغلب عتادهِ من الدول الاشتراكية تحول الى اداة امريكية بامتياز و ذلك عن طريق تسريح الضباط الكبار و إرسال الضباط الجدد للتدرب في الولايات المتحدة, كما أنه بدأ بشراء الأسلحة من الولايات المتحدة و الدول الغربية اضافة إلى المعونة الامريكية التي بدأت تصل الى مصر و التي يُصرف منها على الجيش كي يزداد انتمائه إلى الولايات المتحدة الامريكية أكثر من انتمائه لمصر, و بتلك الحركة الماكرة من الولايات المتحدة أصبح الجيش المصري هو حامي إسرائيل و الطفل المدلل لدى الولايات المتحدة الامريكية.
وراثة مبارك للسلطة من سلفه السادات لم تكن سوى تغيير طفيف على الجيش الموالي للولايات المتحدة و الذي تابع مهمته في حماية إسرائيل و تلبية أوامر الولايات المتحدة في الشرق الاوسط ولا سيما في حرب الخليج الثانية.
لا شك ان هكذا نظام عسكري كنظام مبارك لم يكن لديه ما يقدمه للشعب المصري سوى قمع و إرهاب و محاولات لزرع الفتنة الطائفية بين افراد الشعب المصري , لاسيما بوجود مؤسستين دينيتين كبيرتين في مصر هما الازهر و الكنسية القبطية.
في عام 2011 سقط نظامي تونس و مصر اسرع من غيرهما و ذلك بسبب تحولهما الى نظامين مخمليين تابعين للغرب مما افقدهما الشراسة في الدفاع عن نفسيهما.
حاول المجلس العسكري في مصر بقيادة المشير طنطاوي أن يتلاعب بمشاعر الناس كي يتمكن من سرقة الثورة و لكنه لم يتمكن من ذلك بسبب إصرار الشعب على تحقيق أهداف الثورة عن طريق اتخاذ أول خطوة ديمقراطية حقيقة من خلال انتخاب رئيس, و قد كان فوز الدكتور مرسي بالرئاسة بسبب الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها الاخوان المسلمون في مصر و لا سيما و أنها مركزهم الرئيسي.
نحو سنة من حكم مرسي أظهرت لنا أن النظام السابق في مصر لم يعطي الفرصة لتدريب كوادر شابة كي تدخل العراك السياسي لذا لم يتمكن الدكتور مرسي من العثور على تلك الكوادر السياسية الشابة المدربة.
مرسي حاول جذب الاستثمارات من جديد إلى مصر لتعويضها عن الخسائر التي تعرضت لها في قطاع السياحة بسبب أحداث الثورة و انعدام الاستقرار السياسي و فعلاً تمكن خلال سنة من جذب استثمارات تضاهي مدخول مصر السنوي من السياحة.
ارتكب خطأً جسيماً عندما لم يفكك وزارة الداخلية و إعادة بنائها من جديد على أُسسس مدنيّة تحترم حقوق الإنسان و إعادة تاهيل ضباط الشرطة عن طريق إيفادهم إلى دول تحترم حقوق الانسان و حرية التعبير لكي يخضعوا إلى دورات تدريبية, إضافة إلى جعل قيادات هذه الوزارة قيادات مدنية.
الدكتور مرسي نسى أن الجيش هو ذئب تربى و ترعرع لكي يخدم مصالح الولايات المتحدة و لحماية إسرائيل منذ عقد إتفاقية كامب ديفيد لذا باعتقادي أنه كان يتوجب عليه تفكيك وزارة الدفاع بشكل كامل و جعل قياداتها مدنية أيضاً و ليست عسكرية, إضافة إلى جعل قادة أركان الجيش متساوين في الرتب العالية و عدم حصر قيادة الاركان في شخص واحد, لكنه باستبدال طنطاوي بالسيسي لم يقلّم مخالب الذئب الأمريكي بل حاول فقط التخلص من أشخاص بعينهم, مما جعل الكارثة تحدث من خلال الإنقلاب العسكري الذي أطاح به و بكل مكاسب الثورة و أعاد مصر من جديد إلى نظام مبارك بأمر من الولايات المتحدة و إسرائيل.
لقد كانت مبادرة الدكتور مرسي السياسية في استدعاء حكومتي السلطة الوطنية الفلسطينية و حماس للتصالح في القاهرة لها اكبر أثر في هزّ المشاعر الإسرائيلية, فعدته إسرائيل تدخلاً في الشأن الداخلي الإسرائيلي, كما أن ادخاله قطع من الجيش المصري غلى شبه جزيرة سيناء كان بمثابة بداية تنصل مصر من بنود إتفاقية كامب ديفيد مما أثار الهلع لدى الولايات المتحدة و إسرائيل, الأمر الذي جعلهما يوعزان إلى الجيش في مصر للإنقضاض على نظام الحكم الجديد في مصر و الذي لم يحصل على الوقت الكافي لتحقيق أهداف الثورة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Human Rights - To Your Left: Palestine | عن حقوق الإنسان - ع


.. لمحات من نضالات الطبقة العاملة مع امين عام اتحاد نقابات العم




.. كلمات ادريس الراضي وخديجة الهلالي وعبد الإله بن عبد السلام.


.. الشرطة الأمريكية تعتدي على متظاهرين داعمين لغزة أمام متحف جا




.. الشرطة الأميركية تواجه المتظاهرين بدراجات هوائية