الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النص الغائب عن الدستور

نصارعبدالله

2013 / 9 / 11
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


بعد كل ما كتب، وما قيل عن ثورة يونيو 2013، وبعد كل ما أوضحه عدد كبير من المفكرين السياسيين والفقهاء الدستوريين من أن ما قامت به القوات المسلحة المصرية فى 3يوليو لم يكن إلا امتثالا للإرادة الشعبية التى عبرت عن نفسها فى التوقيع على استمارات حركة تمرد ثم بعد ذلك فى مظاهرات الثلاثين من يونيو ، بعد كل ذلك جاء مشروع الدستور المعدل الذى قدمته لجنة العشرة والمعروض حالياعلى لجنة الخمسين ، ـ شأنه فى ذلك شأن سائر الدساتير والإعلانات الدستورية المصرية السابقة ـ جاء خاليا تماما من الإشارة إلى أية آلية دستورية يمكن من خلالها سحب الثقة شعبيا من أى رئيس منتخب يفقد لسبب أو لآخر ثقة ناخبيه فيه قبل انتهاء مدة رئاسته، وبالتالى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة دون الإضطرارإلى القيام بثورة شعبية مثل ثورة 30يونيو ودون الحاجة إلى تدخل القوات المسلحة لفرض مطالب الثورة على الرئيس المتحدى لإرادة الأغلبية الكاسحة من جماهيرالشعب سواء كان معتمدا فى ذلك على دعم جماعة معينة أو على عدد من الجماعات المنظمة تنظيما جيدا، والواقع أن خلو مشروع الدستور المعروض حاليا على لجنة الخمسين من أى نص يتضمن الإشارة إلى آلية معينة لسحب الثقة من الرئيس قبل إكماله مدته الرئاسية إنما هو فى الحقيقة نوع من التجاهل أو على أضعف الفروض نوع من عدم الإلتفات إلى تلك الإضافة العبقرية التى أضافها الشعب المصرى من خلال حركته التلقائية إلى النظرية الديموقراطية ذاتها وهى الإضافة التى أشار إليها عدد من المفكرين السياسيين المصريين على رأسهم الدكتور وحيد عبدالمجيد الذى سجل فى عدد من حواراته ومن مقالاته أن الشعب المصرى قد قدم إلى العالم بأكمله نموذجا فريدا ينبغى أن يتعلم العالم منه وأن يعيد من خلاله النظر إلى تلك المقولات المعلبة الجاهزة التى دأبت على أن تنظر إلى أى تحرك عسكرى يطيح بالنظام القائم على أنه انقلاب عسكرى حتى لو كان هذا التحرك قد جاء استجابة لمطالب الشعب ذاته لتخليصه من سلطة فاشية جاءت عن طريق الصندوق ثم أمعنت فى الإستبداد ورفضت أن تحتكم إلى الصندوق مرة أخرى من خلال انتخابات مبكرة حرة ونزيهة ، وفيما أتصور فإن غياب مثل هذا النص عن دستور 2012هو واحد من الأسباب التى أدت إلى ثورة 2013 وهو فى نفس الوقت واحد من الأسباب التى أتاحت للمدافعين عن جماعة الإخوان فرصة التبجح والإدعاء بأن ما حدث هو انقلاب عسكرى خالص! ، ومن ثم فإننى كنت أتمنى، ولا أزال، أن يشتمل الدستور على مثل هذا النص وأن يحدد الجهة المختصة بالدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة ( مبدئيا فإننى شخصيا أفضل أن تكون هى المحكمة الدستورية العليا)، ثم أن ينص ثانيا على النصاب الذى يتوجب معه سحب الثقة وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة ، وفى هذا الخصوص فإننى شخصيا أعتقد أن سحب الثقة يمكن أن يتقرر لعشرة فى المائة من أعضاء المجلس النيابى أو لخمسة ملايين مواطن من المقيدين فى الجداول الإنتخابية ، وحتى لايساء استخدام هذا الحق وتتحمل الدولة دون مقتضى غرم تكلفة إجراء انتخابات رئاسية متكررة ، فإن من الممكن للدستور ذاته أو القوانين المكملة له أن تنص على أنه : " إذا ما أجريت انتخابات رئاسية مبكرة وتجددت الثقة مرة أخرى بالرئيس ، فإن الذين طالبوا بسحب الثقة منه (أو الأحزاب التى يمثلونها ) يتحملون متضامنين كافة الأعباءة التى تحملها المجتمع لدى إجراء الإ نتخابات المبكرة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزائر: مطالب بضمانات مقابل المشاركة في الرئاسيات؟


.. ماكرون يثير الجدل بالحديث عن إرسال قوات إلى أوكرانيا | #غرفة




.. في انتظار الرد على مقترح وقف إطلاق النار.. جهود لتعزيز فرص ا


.. هنية: وفد حماس يتوجه إلى مصر قريبا لاستكمال المباحثات




.. البيت الأبيض يقترح قانونا يجرم وصف إسرائيل بالدولة العنصرية