الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تذكر ذكرى إنسانية أليمة تحيطها شبهات الإجرام الأمريكي

مختار عبد العليم

2013 / 9 / 11
الارهاب, الحرب والسلام


اليوم الموافق 11 سبتمبر تمر علينا ذكرى أليمة بتفجير برجي التجارة العالميين بنيويورك والذي أودى بحياة أكثر من ثلاثة آلاف من الضحاية لم يكن لهم ذنب يُذكَر والتي كانت بمثابة الصدمة لكل ما هو إنساني؛ لكنني أقول هنا: إن رد الفعل الإرهابي الأمريكي على بشر لا ذنب لهم في هذا العالم أفقد هذه المناسبة الكثير من التعاطف معها، فقد قامت الآليات العسكرية الغربية منذ عام 2001 بشن حرب انتقامية بقتل وجرح وتشريد البشر في أفغانستان وباكستان وما تبعهما بالعراق وغيرها بحجة الانتقام من الإرهابيين الذين قاموا بهذا الفعل اللعين؛ في حين أن الشعب الأمريكي والذي ذاق الظلم في هذا التفجير وعرف وأحس معنى إراقة الدماء لمَن ليس لهم ذنب أراد تفضيل مباركة قرار إدارته الكريه بسحق العُزَل والفقراء في العالم ولم يخرج هذا الشعب على إدارته التي وجب عليها حمايته من أية مكروه ويعاقبها نتيجة تقصيرها في حمايته، ففي الوقت الذي كالت فيه هذه الإدارة التهم إلى تنظيم القاعدة الإرهابي بالقيام بهذا الإرهاب الكارثي تناسى الشعب الأمريكي بأن عصابات حكمه هي التي راعت هذا التنظيم في أفغانستان إبان الاحتلال السوفييتي لهذه البلاد وظل يدعمه بالسلاح وتقويته وترسيخ وجوده وأعطت للإرهاب شرعية في ترهيب الدنيا.
وهنا أسأل الشعب الأمريكي:
ألم تنطلق الطائرات الانتحارية من الداخل الأمريكي والتي توزعت في ضربها للبرجين التجاريين ومقر البلتاجون وكانت متوجهة إلى مقرات أخرى كمجالس برلمانكم وبيتكم الأبيض الحاكم؟
ألم تأتِ تلك الضربات من مطاراتكم المحلية ولم تهبط عليكم من السماء أو قطعت المسافة في غير توقف من إفغانستان متوجهة إلى أهدافها مباشرة هاربة بتكنوليجية أكثر تقدماً من تكنوليجيتكم بمراصدكم الرادارية؟!!!
ألا تعرفون أن قادة هذه الطائرات كانوا من الإرهابيين؟
أين كانت أجهزة استخبارتكم التي تؤذي البشر في مقدراتهم في كل مكان في هذا العالم؟
أين جهاز أمنكم القومي؟
أين جهاز مباحثكم الفيدرالي؟
أين كانت أحدث تكنوليجية في الدنيا والتي تمتلكونها وحدكم؟
أين كانت أكبر احتارزات أمنية لمطاراتكم والتي ضحكت عليها ليست طار-ئرة واحدة من باب المصادفة وحنكة الإرهابيين التي لم يكن لها نظير لا لا لا بل كانت عدة طائرات؟!!!
ألم يكن فيكم عاقل واحد يتدارس الموقف بمنطق إنساني؟
ألم يفكر عاقل واحد فيكم بأن إدارتكم ربما تكون قد حاكت مؤامرة دنيئة مع الإرهابيين على قتل أهلكم بهذين البرجين من أجل الوصول إلى مآرب قذرة؟ وبالتالي يوجه أنظاركم إذا كنتم تمتلكون مشاعر إنسانية حقيقية لمحاسبة هؤلاء القتلة من بني جلدتكم؟
لماذا لم تطالبوا إدارتكم بحقكم في الحماية والتي تدفعون عنها جميعاً من ضرائبكم؟
أليس فيكم عاقل واحد وقد التفت نظره إلى ما تقوم به إدارتكم الآن وسابقاً وبكل تأكيد سيكون لاحقاً بمساندة القواعد الإرهابية ومعاراضتها المستميتة لحق كل الشعوب الراغبة في التحرر من هذا الإرهاب وتقرير مصائرها بنفسها؟
ألم يسأل أحدكم ما هي مصالحكم في ضرب البشر في أبعد نقطة عنكم من العالم؟ وما هذه المصالح إلا لحفنة من كلابكم الذين يريدون أن يظهروا لكم بأنكم تحكمون العالم بأخس الوسائل وأوضعها قيمة وأسوأها أهداف؟
ألم يتساأل عاقل فيكم لماذا يتراقص حكامكم على أنقاض وجثث وتشريد الشعب الفلسطيني، ويدعم بكل طاقته تدمير الإنسان العربي لصالح عصابة صهيونية وضيعة انتزعت حقوق ليست من حقها؟
هل أنتم في غيبوبة لهذه الدرجة؟ هل أنتم جهلاء لهذه الدرجة؟ هل أنتم غلاظ القلوب لهذه الدرجة؟ هل فقدتم أدنى درجات المشاعر الإنسانية؟ ألا ترون بعيونكم آلاف القتلى في كل مكان على أراضي العراق والصومال وسورية ولبنان وفلسطين وليبيا واليمن ومصر وغيرها، ألا ترون بأنفسكم ما فيه هؤلاء البشر من إفقار ومرض وجوع وخشونة عيش بفعل سياساتكم التآمرية في تلك البقع من العالم؟
ألا تخجلون من أنفسكم؟
إن ما تقوم به إداراتكم من إرهاب في العالم باستغلال التنظيمات الإرهابية لهو برعايتكم في المقام الأول، لأنكم صامتون عن حقوقكم وبالتالي تؤيدون حكوماتكم المتعاقبة سواء من الجمهوريين أو الديمقراطيين لانتهاك حقوق الإنسان وحرمانه من الحياة الكريمة في كل مكان.
وبهذا المنهج القذر الذي تتبعه يا أيها الشعب مع إداراتكم من تواطؤ لعين لسحق الناس لهو هو نفس المنهج الذي تتآمرون به الآن للقيام بتدمير بلد آخر وشعب آخر وهو سورية وبنفس الحجج وبنفس المنطق التدميري، فبعد ما قمتم به من تسمين العجول كصدام في العراق وبشار في سورية وكل جماعات التيار الإسلاموي الإرهابي والذي يتفق مع عقيدتكم الفاشية، فها أنتم الآن في طريقكم إلى شرب دماء شعب سورية على أنقاض ذبائحكم من العجول التي سمنتموها من القمعيين والإرهابيين إخوانكم في رضاعة أحاسيس التعالي وإفناء البشر.
وأخيراً لا أمتلك هنا غير الدعاء بالترحم على كل ضحايا المؤامرات والقتل والفناء في مختلف أرجاء الأرض.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تأويلات ساذجة !..
احمد ( 2013 / 9 / 12 - 08:36 )
...وعدنا الى نظرية المؤامرة التي تستوهي البعض عندما لا يجدون تحليلا واقعيا

اخر الافلام

.. مصادر: ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق لإقامة الدولة 


.. -الصدع- داخل حلف الناتو.. أي هزات ارتدادية على الحرب الأوكرا




.. لأول مرة منذ اندلاع الحرب.. الاحتلال الإسرائيلي يفتح معبر إي


.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مناطق عدة في الضفة الغربية




.. مراسل الجزيرة: صدور أموار بفض مخيم الاعتصام في حرم جامعة كال