الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لعبة-قصة قصيرة

جمال القواسمي

2013 / 9 / 11
الادب والفن


أراد أن يلعب معي لعبته الجديدة، التي أعلم خفاياها. هو محظوظ بكل شيء، والحظ يحالفه. بدا لي انه استصغرني، لأنه نظر إليَّ وابتسم ابتسامة هادئة غير مريحة، واختار مكان جلوسه المريح. أظهرتُ له جهلي بقوانين اللعب. هو وضع القوانين التي تناسبه. جلسنا حول الطاولة. لم أحاول أن استفزه بكثرة الكلام. ساضطرُّ إلى التنازل أحياناً واجرِّب الهزيمة أمامه لعلَّه يتوهَّم انَّ له السيطرة. فضَّلت أن نضع كلَّ الأوراق على الطاولة. في حوزتي كانت كل الخدع، الاسرار المكشوفة والأوراق المحروقة، لكن كل الحظ والطاقة والتألق كانت أوراقه الخضراء التي كانت في حوزته.
قلتُ له: أنا أريد البنت. كلا، لن اتنازل عن البنت.
كان مُقلاً في الكلام، وقال: لا.
- اقول لك اريد البنت السمراء.
- لا.
- ليس لدي بنات مثلما لديك..
ابتسم وناولني صورة الختيار.
قلتُ له والختيار في يدي ترتعد فرائصه وانا ارتعش نتيجة لذلك: ماذا افعل بالختيار!؟ يبدو مثل الملك لير بلا مملكته.
حملق بي. كشَّر. يدايَ تجرَّدتا من كل الأوراق، أخذ البنات والأولاد والأرقام، وترك لي الختيار السباتي، الذي كان يشبهني، فقد كانت حياته ومملكته لعبة لم يُحسن فهم قوانينها، وكان الختيار وكذلك الملك لير –بلا شكٍّ- حائرين مثلي وصامتين يمضغان طعم الهزيمة بلا مملكة ولا خيل او سيف أو أوراق خضراء أو بنات أو أولاد، وكلَّها أخذها طفلي ابنُ العامين..
15-4-2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الممثل الباكستاني إحسان خان يدعم فلسطين بفعالية للأزياء


.. كلمة أخيرة - سامي مغاوري يروي ذكرياته وبداياته الفنية | اللق




.. -مندوب الليل-..حياة الليل في الرياض كما لم تظهر من قبل على ش


.. -إيقاعات الحرية-.. احتفال عالمي بموسيقى الجاز




.. موسيقى الجاز.. جسر لنشر السلام وتقريب الثقافات بين الشعوب